يعتبر التحرش الجنسي أحد أنواع الانحراف الجنسي وغير مرتبط بفئة عمرية معينة ، وفي الفترة الأخيرة تنامت هذه الظاهرة بشكل مزعج وتضرر منها الجنسان في أعمار مختلفة ، لكن اخطرها هو التحرش بالأطفال الذي يتم بواسطة أطفال ضد أطفال ، او بواسطة كبار السن الذين يعانون من هذا الانحراف وليس بالضرورة ان يكون المتحرش غير متزوج ، فغالبا تكون له زوجة واسرة ولكن السيطرة على هذه العادة اكبر من ظروفه النفسية ، تلك العادة من العادات التي يصعب السيطرة عليها او تفاديها، وغالبا ما يكون المتحرش قد مارس هذه العاده لعدة مرات في حياته ، ولا يفرق بين كبير او صغير .. بنتا أو ولدا. للتحرش الجنسي آثار مدمرة للمعتدى عليه ، فعندما يتعرض الشخص للتحرش وخصوصا الاطفال يمكن ملاحظة تأثير هذه الظاهرة عليه نفسيا واجتماعيا ويمكن ملاحظة ذلك عند الاطفال في عدة صور منها ، تغير سلوك الطفل المعتدى عليه حيث يكون اكثر عصبية مما كان عليه في السابق ، وتدريجيا يتحول الطفل الى الانطوائية والبعد عن انشطته السابقة ، ويتسم بسلوك عدواني ويكثر من عملية البكاء ، ويرفض الذهاب الى المكان الذي تمت به العملية كالمدرسة او مكان ممارسة الرياضة ، كما تنتاب الطفل حالة من الهلع والخوف مصحوبة بالقلق ، وفي بعض الحالات يصاب الطفل المتحرش به بحالات من التبول اللا إرادي . قد يتجاوز الشخص في سن كبيرة الآثار السلبية النفسية واجتماعيا سريعا إلا ان الاطفال المتحرش بهم والمعتدى عليهم تظل آثار هذه العملية عليهم مدى الحياة ، مالم يجدوا التدخل العلاجي المناسب والمسانده الاسرية ، وفي بعض الحالات يتحول هذا الشخص الى معتدي في المستقبل ، نتيجة لهذه التجربة التي تظل اثارها لبقية عمره . اثبتت الدراسات ان الآثار السلبية نفسيا واجتماعيا تكون متساوية عند المعتدى عليهم والمتحرش بهم سواء كانوا اناثا او ذكورا ، ويمكن للاسرة والمدرسة ملاحظة التغيرات التي تحدث على الطفل من خلال الاعراض اعلاه ، وهنا يتم التدخل وكلما كان التدخل مبكرا كلما كان العلاج سهلا ، ونتيجة لتعديل قانون الطفل (2010) وتشديد العقوبة .. تجاوزت الكثير من الاسر الخوف من الوصمة الاجتماعية وصارت تلجأ للقضاء الذي صارت العقوية لديه تصل لمرحلة الاعدام ، ولكن معظم المتحرشين والمعتدين على الاطفال لا علم لهم بطبيعة العقوبة ولا يدركون ذلك الا بعد تقديمهم للمحاكمة . ولعلاج هذه الظاهرة يجب ان تتضافر وتتكامل جهود المدارس والاسر والمجتمع لمحاصرة الظاهرة ، ويجب مراجعة سائقي الترحيل للتلاميذ بواسطة إختبارات الشخصية وان يكونوا في عمر محدد بعيدين عن تعاطي المخدرات والكحول التي تجعل معظم هذه الحالات تحت تأثيرها .