في مادة الجغرافيا، تعلمنا ومازال غيرنا يتعلم من خلال المنهج التعليمي، مواقع قارات العالم على (الأطلس)، وعند الحديث عن موقع قارة أفريقيا وحدودها تظهر مدينة (كيب تاون) على الاطلس في نهاية افريقيا بموقعها الإستراتيجي الساحلي الرابط بين قارات العالم عبر المحيط الأطلسي، حيث تتمتع (كيب تاون) بالمناخ الاستوائي والطبيعة الخلابة والمحميات الطبيعية والجبال والموقع الساحلي المطل على المحيط الأطلسي الذي يعظم من قيمة المدينة الجمالية والسياحية لتصبح جاذبة للسواح، كما كانت جاذبة ل (البيض) اثناء فترة الفصل العنصري التي عانت خلالها دولة جنوب إفريقيا ومدينة كيب تاون تحديدا.. حيث حرص هؤلاء (البيض) على العيش فيها بانفراد وجسدوا فيها ثقافتهم المعمارية وحياتهم الأوروبية، ومازالوا موجودين فيها حتى الآن بكثرة مقارنة بالسكان الأصليين، ومازالت كذلك مدينة (كيب تاون) تحتفظ باللمسات والبصمات التي وضعها (البيض) في الشكل المعماري والهندسي والشوارع ومراكز الخدمات والموانئ والفنادق والنظافة ونمط الحياة المنفتحة وغيرها من مقومات الثقافة الغربية كاللغة الإنجليزية والمطاعم والأندية الليلية.. كما تحتفظ كيب تاون ايضاً بتاريخ المناضل الأفريقي الكبير (نيلسون مانديلا) الذي تم بناء مجسم لصورته بالمنطقة الساحلية بمدينة كيب تاون، ويعتبر مزاراً سياحياً كبيراً بالمدنية، الى جانب من صنعوا تاريخ جنوب إفريقيا.. كل هذا وغيره اطلعت عليه من خلال زيارتي الحالية الى مدينة (كيب تاون) التي زرتها بدعوة من شركة (سوني) اليابانية التي تتخذ من دبي مقراً لها، للمشاركة في حفل تدشين منتجاتها لأفريقيا أو (مؤتمر سوني من أجل افريقيا) الذي انعقد بمركز مؤتمرات كلوك تاور فيكتوريا وألبرت ووترفرونت بمدينة (كيب تاون)، وتم فيه تدشين منتجات (سوني) الجديدة لأفريقيا من أحدث ما توصلت اليه التقانة اليابانية في مجال الالكترونيات (الموبايلات وكاميرات التصوير والمسجلات واللابتوبات والتلفزيونات وثورة الاتصالات) والتي بالتأكيد سيكون للسوق السوداني منها نصيب وجديد، خاصة وأن لشركة (سوني) فرع بالسودان بشارع البلدية. تعتبر مدينة (كيب تاون)، ثاني أكبر مدن جنوب أفريقيا من حيث عدد السكان بعد جوهانسبرغ، وعاصمة المقاطعة والمدينة الرئيسة في مقاطعة كيب الغربية، كما تعتبر مقر البرلمان الوطني، والعاصمة التشريعية للبلاد، وتشتهر (كيب تاون) بالمرفأ الموجود بها، وكذلك بالطبيعة الخلابة في مملكة كيب النباتية، إضافة إلى غناها بالمعالم المعروفة ومناطق الجذب السياحي مثل تيبل ماونتن، وكيب بوينت، وتشابمان بيك أند فيكتوريا وألبرت ووتر فرونت، كما تعد (كيب تاون) كذلك الوجهة السياحية الأكثر شعبية في أفريقيا. تم تأسيس (كيب تاون) الواقعة على شاطئ خليج تيبل في الأصل من قبل شركة شرق الهند الهولندية كمحطة لتموين السفن الهولندية في طريقها الى شرق أفريقيا والهند والشرق الأقصى، وتعد اليوم واحدة من أكثر المدن متعددة الثقافات في العالم.. كما تعتبر (كيب تاون) مدخلاً للحياة العصرية والعولمة والانفتاح الذي يشهده عالم اليوم.