هل تعتقد أن شبكة الواي فاي لديك سريعة؟ لقد أصبح تنزيل فيلم بحجم 1 جيغا بايت عبر الشبكة المحلية اللاسلكية الخاصة بك إلى محرك القرص الثابت في بضع ثوان أمر قديم الطراز. لأنه الآن أصبح هناك شبكة اتصال يمكنها دفق فيلم بطول 2 ساعة عالي الوضوح إلى جهاز كمبيوتر على بعد ميل واحد في وقت أقل مما تستغرقه في قراءة كلمة واحدة. في معهد كارلسروه للتكنولوجيا في ألمانيا، قد تم تسجيل رقما قياسيا جديدا وهو 40 جيغا بايت في الثانية على مسافة حوالي 0.6 ميل. ويوازي هذا إرسال 10 أفلام عالية الوضوح. أن ما يجعل هذا ممكنا هو مزيج من أفضل الأجهزة واستخدام الترددات الراديوية العالية 240 غيغاهيرتز. تلك الأجهزة هي عبارة عن مجموعة من الرقائق تم تطويرها في معهد كارلسروه والتي تستطيع معالجة الإشارات في ترددات أعلى. وتستلزم الترددات الأعلى تركيب مكونات أصغر، ولذلك يمكن التقاط موجة أقصر بواسطة هوائي أصغر (وهذا هو السبب أن موجات الراديو FM و AM تحتاج هوائيات كبيرة نسبيا، بينما أجهزة استقبال خدمة الواي فاي يمكن استخدام الصغيرة منها). ومن الشائع أن عدد البتات bits التي يمكن أن تنتقل عبر موجات الأثير يتناسب عكسيا مع طول الموجة. وكلما كانت الموجة أقصر، كلما ازداد حجم البيانات التي يمكن أن يتم إرسالها في وقت معين. إن نقل بيانات بحجم عشرات الميغا بايت في الثانية الواحدة على شبكة واي فاي تعمل بتردد تردد 2.4 أو 5 غيغاهرتز هو أمرا ليس مألوفا كثيرا. بالإضافة الى أن الهواتف الذكية العاملة على أحدث الشبكات تعمل على ترددات أقل. ولذلك فإنه ليس من قبيل الصدفة أن يكون السعي جارٍ على قدم وساق من أجل الوصول الى نقل بيانات بحجم 10 ميغا بايت في الثانية الواحدة. هذا ويذكر إن بعض المستويات العالية للرطوبة في الهواء يمكن أن تؤدي إلى تلاشى الإشارة، ولكن لم يبدو مع عوامل الرطوبة إلا القليل من التداخل في تردد 240 غيغاهرتز. وبما أن البث يمكن أن يذهب أبعد من جهاز التوجيه واي فاي بكثير، فهناك احتمال بأن هذا النوع من الارسال سيعمل بشكل جيد في المناطق الريفية حيث يكون تركيب كابل الألياف البصرية المعيار الأمثل لسرعة للبث أمرا صعبا بسبب تكاليفه المرتفعة .