(أعلن الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر والي شمال دارفور تكفله بنقل بعثة المريخ الى مدينة الفاشر لأداء مباراة مريخ الفاشر في الجولة الأخيرة من النصف الأول للممتاز ، حيث سيقوم والي شمال دارفور بإرسال طائرة خاصة للخرطوم لكي تقل البعثة والوفد المرافق لها من إداريين وإعلاميين، ومشجعين) إنتهى .. ورد هذا الخبر قبل ثلاثة أيام تقريباً في عدد من الصحف ، انتظرت طوال هذه الفترة عسى ولعل أن يخرج نفي على لسان الوالي ، وحتى أمس موعد إقلاع طائرة فريق المريخ حاولت الوصول إلى معلومة تفيد بذلك ، إلى أن علمت أن الوالي كبر هو الذي تراجع عن هذه الخطوة لأسباب تتعلق بموقف إدارة مريخ الفاشر وحكومة الولاية من المريخ العاصمي بسبب تجاهله صعود الفريق للدرجة الممتازة (لم يهنئه بالصعود بعكس بقية الأندية بما فيها الهلال قاموا بواجب التهنئة) يعني ناس الفاشر (زعلانين) ، بمعنى آخر لو كان موقف نادي المريخ مغايرا لتكفل الوالي بالطائرة لنقل البعثة ، بعيداً عن وضع الولاية الاقتصادي ، ومُعاناة إنسان شمال دارفور ، وأولويات الصرف المالي لفريق كرة قدم (مريخ الفاشر) أو فريق منافس (المريخ العاصمي) ، مع العلم أن هذه الخطوة تمت مع فريق الهلال في افتتاح الدوري (خصص الوالي طائرة لنقل البعثة من الخرطوم للفاشر وبالعكس) ، بعيداً عن من يُحاسب الوالي وحكومته هل هو المجلس التشريعي للولاية ، هل هو البرلمان بافتراض أن للميزانية العامة دوراً في ميزانية الولاية، وبعيداً عن أولويات الصرف (الفقر، النازحين، التعليم، الصحة وغيرها من ضغوط الحياة الطاحنة). فإنّ الإعلان بهذه الطريقة (تكفل الوالي بنقل بعثة الهلال أو المريخ) يخالف عدالة المنافسة بين الأندية، مع العلم أنّ الصورة غير واضحة لبقية الاندية التي زارت مدينة الفاشر بمعنى هل تمتعت بكرم حكومة الولاية؟ ، وكذا الامر لبقية أركان المنافسة من حكام ومراقبين ، أم أن الأمر اقتصر فقط على الناديين الكبيرين؟ كنت اتوقع تدخلاً مباشراً من الاتحاد العام الحاكم الاول للرياضة في السودان لتوضيح مفهوم الرياضة للولاة وحكوماتهم ، لأنّ الطريقة التي يتم بها الإعلان (تكفل الوالي بكذا) تجعلنا نتعامل معها بحسن النية وعدم المعرفة، وبالتالي كان على الإتحاد العام التحرك السريع لحماية منافسته بالتشديد على عدم الحصول لإمتيازات من الاندية المنافسة أو من الجهات التي تمثلها حكومات ولايات كما حدث من حكومة شمال دارفور وواليها كبر ، وأن يكون أكثر صرامةً في توقيع العقوبات على الأندية وبقية أركان المنظومة من مراقبين وحكام في حال تأكّد أنّهم تمتّعوا بأي شكل من أشكال الإمتيازات من هذه الحكومات. وعلى والي شمال دارفور وبقية الولاة وحكوماتهم أن يعلموا أن شرف التنافس في كرة القدم يعتمد على اللعب بعيداً عن المؤثرات الخارجية (تكريم، هدايا «عينية أو مالية»، نقل بالطائرات أو البصات)، وهذا له تعريف محدد في كرة القدم (التواطؤ). قيمة المنافسة في اعتماد الأندية على إمكانياتها، وليس إمكانيات الاندية المنافسة ، لذا فإنّ الاتحاد مطالب بالإنتباه لخطورة الموقف بدلاً عن السلبية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من إدارته للنشاط. لن أذهب بعيداً في الامنيات بأن يكون للإتحاد العام موقفٌ صَارمٌ من عملية التسييس المنظم التي تتم للرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص ، ولكن أتمنى أن يحافظ على ما تبقى من مكتسباتها بحماية عدالة المنافسة ومراقبة ومحاسبة كل أركان المنظومة من أندية وإتحادات محلية ومراقبين وحكام في حال ثبت دورهم في اغتيال المنافسة.