أعلن د. أحمد بلال عثمان وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة، إيقاف مصفوفة التعاون مع حكومة جنوب السودان تماماً لجهة دعمها للتمرد طبقاً لوثائق مؤكدة أخطرت الحكومة بها الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت عدة مرات. وأعلن بلال في مؤتمر صحفي مشترك مع مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني أمس، أن بترول الجنوب وصل موانئ التصدير ببورتسودان أمس الأول، وأن قرار الرئيس عمر البشير بإغلاقه نافذٌ منذ الأمس، وقال إن الترتيبات الفنية لإيقافه تستغرق (60) يوماً، وأضاف بأن الحكومة أخطرت الاتحاد الأفريقي والشركات والدول ذات المصلحة والصديقة والمجتمع الدولي بالقرار. وأكد أن القرار لن يؤثر على سعر الدولار والسوق لأن بترول الجنوب لم يدخل الموازنة منذ عامين، وأشار إلى أن مضاربات الدولار مزاجية، وأن ارتفاعه واردٌ والحكومة تعد تدابير لاحتواء الأمر. وأكد بلال أن القوات التي دخلت مناطق بجنوب وشمال كردفان اخيراً كانت قادمة من الجنوب، ودعمها وتشوينها منه، وشدد على أن الاتفاقيات التسع الموقعة مع الجنوب ستوقف كاملة دون تجزئة إلاّ حال تراجعت جوبا عن دعم التمرد بالتزام رسمي أمام الإتحاد الأفريقي، ونفى دعم الخرطوم لمتمردي الجنوب، وقال: جاهزون لأية آلية مراقبة، وطالب الولاياتالمتحدة بلعب دور أساسي ومتوازن ومسؤول، واتهم بلال يوغندا بما يحدث بين دولتي السودان، وقال إنّ الخرطوم حاربت جوزيف كوني قائد جيش الرب من قبل، ووصف اتهامها بإيوائه بأنه باطلٌ. من جانبه، كشف الفريق أول مهندس محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات، عن تورط حكومة الجنوب في عمليات دعم وتشوين بالآليات والعتاد والتدريب لقوات التمرد، وقال إنّ قرار إيقاف النفط للحفاظ على أرواح السودانيين، وقال إنّ الدعم يشمل التدريب على الأسلحة والعمل الاستخباراتي ومدهم بسيارات الدفع الرباعي والذخائر والأسلحة والرواتب، وتشوين الوقود والمواد التموينية، بجانب إخلاء جرحى المتمردين إلى مستشفيات ولاية الوحدة وجوبا وأويل وراجا وبانتيو وربكونا وتوفير وسائل الحركة والباسبورتات وتوفير العلاقات وربطهم بالخارج، وان قادة قطاع الشمال ما زالوا جنرالات بالجيش الشعبي في جنوب السودان. وقال: لاحظنا أن جوبا بعد أن علمت بمعرفتنا لدعمها لم توقف الدعم وسعت لإيصاله بإجراءات لا تعلمها الخرطوم وحاولت تغطيته، وأضاف: هذا غير ممكن، نحن لدينا بعض الحركات الدارفورية تعمل معنا ومسائل الاختراق سهلة بالنسبة لنا جداً. وكشف عطا أن جيمس هوث رئيس الأركان الجنوبي يسلم الدعم لعزت كوكو الموجود بجوبا للتنسيق اللوجستي، وأوضح عطا أنّ آخر دعم تحرك من جوبا الجمعة الماضية عبارة عن مائة (تانكر) وقود إلى جنوب كردفان ينتظر أن تصل اليوم أو غداً، وشحنة مثلها للجبهة الثورية تحركت من ولاية الوحدة، وقال إن الوقود يتم تخزينه في منطقتي (طباينا والدار) بإشراف استخبارات جنوب السودان. وأعلن عطا، أنّ تقرير قوات «اليونسفا» أكد أدلة تورط جنوب السودان في دعم التمرد، والذي أكد أنّ حكومة الجنوب ما زالت موجودة داخل أراضي السودان بمنطقة هجليج. وقال إنّ الجيش الشعبي لم ينفذ الانسحاب من (6) مواقع سودانية منها سماحة ومحطة بحر العرب والأدهم والجر. ونفى عطا وجود مالك عقار في يوغندا، ورفض اتهام السلطات السودانية بمحاولة اغتياله هناك، وقال: عقار موجود في منطقة شمال (البونج) على الحدود مع النيل الأزرق منذ فترة وليس في كمبالا، وقال: نحن لم نستخدم وليس من أساليبنا أن نبحث عن أرواح الناس خارج ميدان القتال، وأضاف: لم نحاول أو نفكر في اغتيال عقار خارج الميدان لكونه أسلوباً جباناً وسنلاقيه في الميدان (خلي عقار يمرق شوية من البونج دي ويتحدث إذا استهدفناه)، وأوضح أن عبد العزيز الحلو موجود ب (أبو عرديبة) في جنوب كردفان.