باعلان السودان الدخول الى مرحلة استئصال الملاريا في خمس ولايات (الخرطوم والجزيرة والشمالية ونهر النيل والبحر الاحمر) يدخل مرحلة جديدة بعد ان نجحت مفاهيم الشركاء ووضع رؤية مستقبلية وبدأت النتائج تتوالى وتقلصت الاصابات والوفيات بنسب فاقت المستهدف العالمي (78%) مقارنة مع (75%)الا ان المكتسبات قابلة للانتكاسة الا اذا اصبحت الملاريا اسبقية لصانعي القرار والمانحين خاصة النجاحات التي حققها البرنامج في التغطية الواسعة بالناموسيات المشبعة بنسبه تفوق 75% وتوفير علاجات الملاريا مجانا بالمرافق العامة لتغطية 95% و المؤسسات الصحية بناء مقدرات بالولايات والمحليات لتعزز التخطيط القاعدي ولدعم نظام الحكم المحلي واللامركزية. جهود المكافحة وتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للملاريا الذي احتضنته ولاية الجزيرة الاجتماع الدوري لمديري الملاريا بالولايات (28) والذي اظهر مجهودا كبيرا في مجال مكافحة المرض وبدا واضحا الاهتمام من قبل المسئولين والشركاء باهمية القضاء على الملاريا وقدم مديرو الملاريا كشف الانجازات والمعوقات التي واجهتهم خاصة انقطاع الدواء واجهزة الفحص السريع في المؤسسات الصحية والتي اثارت العديد من المخاوف من عودة الملاريا وهزيمة المكتسبات التي تحققت وان تتسبب في ارتفاع معدلات الاصابة بالملاريا وتوقف الدعم العالمي. انقطاع الادوية شاع الدين حمزة الحسيني مدير برنامج الملاريا بولاية كسلا قال (للرأي العام )ان نسبة الاصابة بالملاريا انخفضت انخفاضا طفيفا اقل من (1%) .. ففي العام السابق كانت (10,1%) وحاليا بلغت نسبة الاصابة (10%) نسبة للانقطاع المتكرر في ادوية العلاج المجاني وقال ان خطة البرنامج في الفترة المقبلة تركز على اكمال توزيع الناموسيات المشبعة بما تصل نسبة (100%) وتغطية جميع المؤسسات الصحية بالعلاج المجاني وتكثيف الاشراف على المحليات كاشفا عن معوقات تواجه البرنامج متمثلة في عدم توفير المكون المحلي واستمرار تهالك شبكة المياه وعدم انتظام الامداد الدوائي. وكشفت مواهب مهدي مدير برنامج مكافحة الملاريا بالولاية الشمالية ان نسبة الاصابة للربع الاول من عام (2013) بلغت (6%) مقارنة بالعام السابق من نفس الشهر (7%) وقالت توجد تغطية كاملة للوحدات الصحية بالعلاج المجاني والفحص السريع وتم تدريب العاملين بالاضافة الى تنفيذ حملة الاستكشاف الحشري والوبائي بمحليتي حلفا ودلقو من قبل البعثة المشتركة لمشروع القامبيا .. ونوهت الى ان النتائج اظهرت ان نسبة الاصابة بالملاريا في محلية حلفا من خلال مسح عينات الدم بلغت صفرا وفي محلية دلقو بلغت النسبة اقل من (1%) وقالت ان البرنامج يقوم بمتابعة اسبوعية لاصابات ووفيات الملاريا في (17) مركز تبليغ بالاضافة الى وجود تغطية لمواقع توالد البعوض بلغت (97%) من التي تم اكتشافها ، كما يتم رش المنازل بالمبيد ذي الاثر الباقي من حيث مستهدف المنازل بالولاية اكثر من (42) الف منزل وقالت ان البرنامج وضع خطة بالتنسيق مع البرنامج القومي تركز على وضع استراتيجية لمعرفة الاحتياجات والالتزامات المطلوبة من الولاية للانتقال الى مرحلة القضاء على الملاريا وهي المرحلة التي تسبق الاستئصال والتي يتم عرضها على مجلس وزراء الولاية من قبل وزير الصحة لتنفيذها وايجاد الدعم السياسي كاشفة عن معوقات تواجه البرنامج متمثلة في عدم وجود ميزانية تسيير والنقص في عمال رش الناموس وعدم الالتزام بضبط الجودة في المعامل والنقص في طلمبات الرش وانقطاع الدواء والفحص المجاني. وقالت ان تنفيذ مرحلة القضاء من التحديات التي تواجه برنامج المكافحة. ضعف مقومات العمل وقال برير محمد طه مدير برنامج الملاريا بولاية وسط دارفور (للرأي العام ) ان ولايته تفتقد الى ابسط مقومات العمل من عدم وجود بنيات تحتية والظروف الأمنية وضعف الامداد الدوائي وغياب مشروع المعالجة المنزلية ، واكد وجود انخفاض لمعدلات الاصابة والوفيات بالملاريا مقارنة بالعام السابق وقال ان البرنامج استطاع توزيع الناموسيات المشبعة بنسبة (92% ) وتوجد فجوة في محلية زالنجي (20) الفا ونوه الى ان الخطة القادمة تركز على استكمال هيكل الادارة وبناء المخازن وتعيين كوادر وتقوية الامداد الدوائي والتركيز على مكافحة الاطوار المائية كاشفا عن تحديات عديدة تواجه البرنامج خاصة بناء معمل مرجعي وتشييد بنيات تحتية ومخازن للمبيدات وانعدام الكوادر. ويرى انور عثمان مدير برنامج الملاريا بولاية القضارف ان نسبة الملاريا انخفضت الى (4%) عن العام السابق ويقول ان البرنامج يركز في الفترة القادمة على التغطية الشاملة بالعلاج المجاني والفحص السريع والناموسيات المشبعة والرش بالمبيد ذي الاثرالباقي في المحليات المستهدفة .. ويؤكد ان نقص ميزانية التسيير من اهم المعوقات التي تواجه البرنامج ونوه الى ان البرنامج استطاع تدريب الكوادر و وفر (4) فرص للماجستير وتنظيم عدد من الكورسات الفصيرة والمتقدمة وتوفير معظم المعينات من قبل البرنامج القومي للملاريا والبرنامج الانمائي للامم المتحدة. التطبيب القياسي وقال د صخر بدوي عمر مدير برنامج الملاريا بوزارة الصحة بولاية الجزيرة (للرأي العام )ان حالات الاصابة بالملاريا حاليا متدنية ووصلت الى ادنى مستوياتها وكثافة البعوض قليلة وتكاد تنعدم كاشفا عن ترتيبات واستعداد لفصل الخريف والذي يمثل ذروة انتشار الملاريا ولذلك تم وضع خطة للتحسب للطوارئ الخريف والتي تشمل توفير المعينات والامداد الدوائي في كل المؤسسات الصحية وقرى المعالجة المنزلية والفحص السريع.. وقال ان من بشريات مؤتمر مديري الملاريا تم الاتفاق على وضع آليات لمتابعة الامداد الدوائي بالاضافة الى انه سيتم تنفيذ حملة رش بعد فصل الخريف مباشرة ويتم تنفيذها بعد العيد ، واضاف انه تم استلام (750) طلمبة من البرنامج القومي لمكافحة الملاريا وتم اكتمال اجراءات المبيد ذي الاثر الباقي بتكلفة (20) مليون جنيه كاشفا عن مقترح نموذجي للتطبيب القياسي على مستوى الولاية والوحدة الادارية وقال ان المقترح يهدف الى تقديم نموذج يكون فيه التشخيص والعلاج بالصورة المثلى وذلك من خلال توفير المعينات والتشخيص والفحص وتدريب الكوادر ، كما تم وضع خطة للمتابعة اللصيقة كاشفا عن عدم الالتزام بتطبيق البروتوكول وقال انه بالرغم من الجهود التي بذلت في مجال تجويد التشخيص وعلاج الملاريا الا ان التحسن لم يكن مرضيا مضيفا ان بداية العام الحالي شهدت انقطاعا لادوية العلاج المجاني مما ادى الى زيادة الاصابة بالملاريا قليلا وتم تنفيذ نفرات لدحر الملاريا على مستوى جميع المحليات بمشاركة جميع القطاعات الامر الذي ادى الى منع الزيادة والحفاظ على المستوى المطلوب. وقال ان البرنامج نفذ في الفترة السابقة زيارات ميدانية بالتنسيق مع البرنامج القومي لقرى المعالجة المنزلية التي تبلغ (119) قرية واضاف ان معظم القرى ينفذ فيها مشروع المعالجة المنزلية بالصورة المطلوبة الا ان بعضها توقف بسبب هجرة المتطوعين ، ومن خلال الزيارات الاشرافية تمت مراجعة اداء المتطوعين وتجديد المعلومات. (2) مليون جرعة ملاريا د عبد الله حمد السيد مدير وحدة الملاريا بصندوق الدعم العالمي للملاريا والايدز والدرن بالبرنامج الانمائي للامم المتحدة قال ان الاحتفال باليوم العالمي للملاريا يمثل وقفة لتجديد الالتزام السياسي والمجتمعي والالتزام للشركاء واكد التزام الصندوق بتوفير الدعم واكد وجود نجاحات مقدرة حققها السودان بانخفاض معدلات الاصابة والوفيات في الفترة من (2005) الى 2009 كاشفا عن توفير (2) مليون جرعة تكفي لمدة عام ، واكد ان السودان يستطيع ان يخطو خطوات ابعد بالدخول في مرحلة ما قبل الاستئصال في بعض الولايات والمحليات من خلال الفرص المتاحة. وحدات طوارئ د. خالد صديق ممثل اليونيسيف اكد ضرورة انشاء وحدات طوارئ للامداد الدوائي بولايات دارفور وكردفان ونوه الى ان انقطاع ادوية العلاج المجاني مسئولية مشتركة وشدد على ضرورة ايجاد آلية لمتابعة الوضع الدوائي من خلال عقد اجتماع اسبوعي لمناقشة الوضع ووضع حلول عملية كاشفا عن توزيع (5) ملايين ناموسية في الفترة السابقة. نجاحات جنوب دارفور واستعرض جعفر عبد الله مدير برنامج الملاريا بوزارة الصحة بولاية جنوب دارفور النجاحات التي حققها البرنامج بخفض معدل الاصابة من (45%) الى اقل من (3%) وانخفاض معدل الانتشار من (4% ) الى (1%) .وقال ان الادارة اعتمدت على نظام يرتكز على السلطة التفويضية الكاملة للكوادر مما ادى الى بناء الثقة وتحمل المسئولية كاشفا عن تحديات تواجه البرنامج خاصة الظروف الامنية واكتشاف الانواع الاربعة لطفيل الملاريا وانتشار بعض ادوية الملاريا في المناطق الحدودية وتوفير المكون المحلي. وقدم محمد احمد عباس رؤية جديدة لمكافحة اليرقات في المدن والمشاريع الكبرى من خلال عمل موجهات قومية لاستقطاب المكون المحلي والمسئولية الاجتماعية مضيفا انه يوجد (24 ) مشروعا موزعا على الولايات على ان يتم المشروع من خلال مراحل من بينها الزيارات الميدانية وصياغة الخطط حسب الاولويات بالاضافة الى تكوين آلية للمتابعة بالاضافة الى سن تشريعات وقوانين واشتراطات ملزمة. على نار هادئة وشهد المؤتمر نقاشا استمر لاكثر من ساعتين على نار هادئة عن الهيكلة الجديدة (الرؤية والآثار المترتبة ) من تطبيق سياسة تكامل البرامج التي قدمها د. خالد عبد المطلب مسئول ادارة الامراض السارية و غير السارية منوها الى وجود مخاوف من تطبيق الهيكلة وتوقع عند تطبيق سياسة التكامل للبرامج سيكون مصدر قوة في حالة الاستغلال الامثل للموارد وتحقيق العدالة وضبط الموارد وتوزيعها ورفع العبء عن الادارات الضعيفة وتقوية النظام الصحي وجودة الخدمات الصحية بالمحليات كاشفا عن العديد من المهددات التي تواجه التطبيق خاصة ان الرؤية غير واضحة عند التطبيق ، وشدد على ضرورة ازالة المخاوف بعمل حلول واضحة وشفافة. استراتيجية جديدة د. فهد عوض المنسق القومي لبرنامج مكافحة الملاريا قال (للرأي العام ) ان البرنامج اعد استراتيجية الانتقال لاستئصال الملاريا في عدد من الولايات (الخرطوم والجزيرة ونهر النيل والشمالية و البحر الاحمر ). وقال ان الاستراتيجية تتمثل في تدريب الكوادر في (15) ولاية وحاليا توجد ترتيبات لتدريب الكوادر الصحية في المؤسسات الصحية. وقال ان استقرار جهود مكافحة الملاريا هي في حد ذاتها استثمار في التنمية ، كما ان الاستثمار المستمر في مكافحة الملاريا سوف يعطي دفعة للبلدان المتوطنة فيها الملاريا للوصول الى معدلات وفاة صفرية بحلول العام 2015 م ويحقق اهداف الالفية التنموية خاصة التي تمس حياة الطفل وصحة الامومة والقضاء على الفقر . واشار الى اتمام مراجعة اداء برامج الملاريا بالولايات من حيث التغطية بالتدخلات الصحية ومعالجة الحالات وتوفير العلاج المجاني والاشراف ، كاشفا عن تحديات تواجه برامج المكافحة خاصة توفير المكون المحلي والقيام باعمال المكافحة للاطوار اليرقية والاشراف على المؤسسات الصحية وضبط جودة المعامل.