بالرغم من الجهود المبذولة لمكافحة الملاريا وانخفاض معدلات الإصابة حسب المؤشرات الأولية لمسح الملاريا 0102م خاصة ولايات القضارف، والنيل الأزرق، وسنار، والخرطوم إلا أن بعض الولايات تواجه إشكاليات في برامج المكافحة خاصة ولايات النيل الأبيض، وجنوب وشمال كردفان، وأكدت المؤشرات الأولية للمسح وجود علاقة بين انخفاض معدلات الملاريا وتوفير الناموسيات المشبعة حيث بلغت نسبة التغطية (95%) حسب موشرات المسح. مؤتمر مديري الملاريا بالولايات (02) الذي نظم بدنقلا بالولاية الشمالية الذي استمر لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الأحد الماضي أظهر اهتماماً كبيراً بضرورة تكثيف الجهود لمكافحة الملاريا في الولايات التي تواجه مشاكل ومعوقات وإنشاء شراكة وتساعد الولايات على استقطاب واستبقاء الشركاء في مجال مكافحة الملاريا. واستعرض المؤتمر تقارير الأداء لأعمال المكافحة للعام 9002 ومناقشة المؤشرات الأساسة لتنفيذ خطة العام 0102م والوضع الراهن لبرنامج مكافحة الملاريا بالسودان وأوراق علمية وتقارير فنية متخصصة في مجال لمكافحة الملاريا. الدكتور ابراهيم سليمان مدير إدارة الملاريا بولاية النيل الأبيض قال ل «الرأي العام» إن الملاريا تعد المشكلة الصحية الأولى بالولاية وبلغت نسبة الإصابة (13%) العام 9002م مقارنة ب (75%) في العام 5002م وتمثل (52%) من الدخولات للمستشفيات والمراكز الصحية ويبلغ معدل الوفيات (1،1%) لكل (01) آلاف من السكان. وأشار الى ازدياد معدلات الإصابة في فصل الخريف. وعدد الجهود المبذولة التي تتمثل في حملات الرش وتوفير الناموسيات، وقال إن الولاية تواجه تحديات عديدة تتمثل في ضعف المكون المحلي على مستوى المحليات مما يجعل مهمة المكافحة تحتاج الى جهود كبيرة (وتصبح مهمة الإشراف ضعيفة على الوحدات الصحية). وأكد الدكتور عثمان موسى مدير إدارة الملاريا بولاية شمال كردفان ل «الرأي العام» أنه حدث انخفاض كبير في نسبة الإصابة بالملاريا من (53%) العام 8002 الى (32%) العام 9002م وذلك لوجود التزام من وزارة الصحة بالولاية والإشراف اللصيق من قبل البرنامج القومي، وأشار الى أن الوفيات بسبب الملاريا انخفضت بنسبة (83%). ويقول إن البرنامج ينفذ الاستراتيجية القومية التي تركز على التشخيص السريع وتغطية النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة بالناموسيات المشبعة طويلة الأجل لمدة خمس سنوات. وقال إن خطة البرنامج هي التوسع في برنامج المعالجة المنزلية وتم تحديد (52) قرية لتغطيتها ببرنامج المعالج المنزلية بجانب الاهتمام بتقوية نظام التصدي والترصد المرضي والاستعداد للأوبئة وقيام ندوات صحية وتثقيفية عن الملاريا وطرق المكافحة. وقال الرشيد محمد علي المنسق للشراكة بين البرنامج القومي للملاريا والمنظمات الدولية إن مشروع دحر الملاريا ارتكز على بناء الشراكات مع القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية وتعتبر الشراكة الجماهيرية من أذرع عمل المكافحة المهمة ولاتقتصر جهود المكافحة على الدولة وحدها ورغم مساهمة الدولة بدعم يفوق (5) ملايين جنيه سنوياً. وتسهم المنظمات الدولية: الصحة العالمية واليونسيف والصندوق العالمي لمكافحة الملاريا والدرن والايدز بدعم مقدر ضاعف من رفع الكفاءة لأعمال المكافحة بجانب دعم القطاع الخاص. وتتواصل الشراكة حيث بلغ (52) شريكاً لدعم البرنامج منهم بنك الاستثمار المالي الذي يقدم دعماً بمبلع مليوني دولار لتوفير مدخلات المعالجة وعبر محفظة الملاريا بجانب إسهام العديد من الشركاء. وقال صديق أحمد مدير إدارة الملاريا بجنوب كردفان ل «الرأي العام» إن الملاريا تعتبر أكبر مشكلة صحية بالولاية وتحتل المرتبة الأولى. وقدم مدير الملاريا حصراً لأعداد المصابين التي تسجل (174ر81) حالة مقارنة ب (364ر6) بمرضى الإلتهاب التنفسي. وأشار الى أن نسبة الإصابة بالملاريا في شهر فبراير بلغت (63%) بينما الوفيات صفر. وأكد أن الولاية شهدت اهتماماً كبيراً من البرنامج القومي وتم تغطية شاملة بالناموسيات المشبعة بلغت (001%) بتوزيع (009ر423) ناموسية. وقال إن البرنامج استطاع استقطاب شراكات عديدة بإشراك أكبر عدد من المواطنين في عمليات المكافحة مضيفاً أن البرنامج وضع خطة للفترة القادمة ترتكز على معالجة (000ر052) حالة ملاريا غير معقدة وتغطية (043) وحدة صحية بالعلاج المجاني وإدخال (05) وحدة صحية في برنامج الفحص السريع بالإضافة الى توزيع مبيدات ورش كل محليات الولاية، والاستمرارية في رش الأطوار المائية. وقال إنه توجد معوقات عديدة تشمل ضعف المكون المحلي وصعوبة توزيع الأدوية في المحليات وضعف الإشراف. وأكد جعفر عبد الله مدير إدارة الملاريا بجنوب دارفور انخفاض نسبة الملاريا الى (6%) العام 9002 مقارنة ب (54%) العام 4002م وذلك لجهود أعمال المكافحة والتزام الشركاء وتم وضع خطة لتوزيع (082) ألف ناموسية مشبعة منها (08) ألفاً لمعسكرات النازحين بجانب توفير الدواء المجاني في (892) مؤسسة صحية وتوقع إدخال (523) مؤسسة في منظومة الدواء المجاني،وأشار الى أن البرنامج يحتاج الى معمل حشري ومخزن للمبيدات ومكاتب للعاملين. وقال إن أهم المعوقات تتمثل في الأمن الذي يحول دون الوصول لبعض المناطق وعدم استقرار الكوادر وضعف الدعم المادي ويعتبر بناء إدارات لمكافحة الملاريا في المحليات أكبر تحدٍ. وأضاف أن نسبة الإصابة بالملاريا داخل المعسكرات تبلغ حالياً(7%) مقارنة ب (34%) العام 5002م. وأعلن الدكتور خالد عبد المطلب المرضي المنسق القومي لمكافحة الملاريا عن تبني مبادرات جديدة لمكافحة الملاريا بإدخال البحوث لمكافحة المرض عن طريق تعقيم البعوض الناقل للملاريا وللوصول الى (مناطق خالية) من الملاريا، وقال: إنه بالرغم من عدم الوصول الى التغطية الشاملة بخدمات الملاريا في بعض المناطق إلا أن الأهداف تحققت وتم خفض الإصابة بنسبة (46%) مقارنة بعام الأساس وخفض الوفيات بنسبة (55%) من عام الأساس. وكشف الدكتور عمر أبشر مدير عام وزارة الصحة بالولاية الشمالية أن نسبة الملاريا بالولاية بلغت (11%) مقارنة ب (22%) العام 5002م. وطالب بضرورة تطبيق قانون المخالفات الصحية وتقوية الإلتزام على مستوى المحليات وتسريع بناء المخازن لافتاً الى أن البرنامج استطاع تغطية (4) محليات بالناموسيات ورش بالمبيد ذي الأثر الباقي بنسبة (09%). ووجه مديري الولايات بوضع ضوابط على الدواء المجاني بحيث لايتسرب للسوق مع ضرورة التوسع في مشروع المعالجة المنزلية الذي أسهم في خفض نسبة الإصابة والوفيات في المناطق التي حددها البرنامج حسب الدراسات وقالوا كلما استطعنا الإسراع في علاج الحميات يمكن أن نقلل نسبة الإصابة بالملاريا. وأضافوا أن بعض الولايات في حاجة الى رفع الأداء والجودة. ووضع المؤتمر العديد من التوصيات التي تركز على ضرورة إصدار توجيه من رئاسة الجمهورية والحكم الاتحادي لتوفير الدعم المالي لأعمال المكافحة وعقد اجتماعات مع متخذي القرار لتفعيل الالتزام السياسي واستقطاب الدعم وتفعيل إدارة الملاريا بالنيل الأبيض من خلال تكوين لجنة لوضع المعالجات بجانب إجراء بحث علمي للتحقق من حجم مشكلة الملاريا بولاية الخرطوم.