تفيد متابعات (الرأي العام) بان أعمال التعدين لمعدن الكروم بولاية النيل الأزرق منذ فترات سبقت موجة البحث والتعدين عن الذهب وغيره من المعادن الاخرى، ولكن فى الفترة الاخيرة تراجعت انتاجية البلاد بسبب الظروف الامنية بولاية النيل الازرق الغنية بهذا المعدن الهام، الذى يدخل فى بعض الصناعات الثقيلة، والصناعات الحربية والتقنية، بجانب ما يوفره للبلاد من عملات صعبة، وتوفير فرص عمل بالمساهمة فى تشغيل الايدى العاملة، بجانب إحداث الاستقرار فى المناطق الحدودية، والمساعدة فى حفظ الأمن. وبدأ اهتمام وزارة المعادن يزداد بمعدن الكروم، حيث دعا كمال عبد اللطيف وزير المعادن خلال اجتماعه بالشركات التي وصلت مرحلة الإنتاج في مجالات التعدين نهاية الاسبوع الماضى، الى قيام شركة كبرى تساهم فيها الشركات العاملة في مجال الكروم لتجميعه وتسويقه إقليميا ودوليا وخلق قيمة مضافة لهذا المعدن لرفع اقتصاديات البلاد، بجانب المشاركة فى خارطة طريق للوزارة لإنتاج معدن الكروم. وفى السياق اكد ابراهيم ابوبكر رئيس شعبة التعدين ان الاسباب الأمنية بولاية النيل الازرق تقف امام انتاج الشركات للكروم، مبينا ان المشكلة فى مجملها امنية باعتبار ان مواقع الانتاج مناطق حرب، وتمشيط للقوات المسلحة، وبعض المنتجين يحمل خطابات من القوات المسلحة، واكد ان الاوضاع بدأت تهدأ. واضاف ابوبكر فى حديثه ل(الرأي العام): شرحنا لوزير المعادن العقبات التى تواجه قطاع الكروم بالنيل الازرق وتحد من انتاج الشركات ، واردف: توصلنا معه (لحل وسط)، واشار الى ان الوزير اتهم الشركات بالتقاعس والتقصير، وهدد بسحب تراخيص الشركات المتقاعسة فى مجال تعدين الكروم، وتكوين شركة كبرى تعمل فى هذا المجال، واضاف: لكن اصحاب الشركات حاولوا احتواء المشكلة، تم التوصل لحل وسط، ووعد الوزير بادخال معامل حديثة تساعد فى مجال تعدين الكروم وتزيد من الانتاجية. من جانبه اكد د. يوسف السمانى مدير عام وزارة المعادن والمدير العام لهيئة الابحاث الجيولوجية ان الاوضاع الأمنية بمناطق الكروم بولاية النيل الازرق تسير بصورة طيبة، وان الشركات بدأت تعاود انتاجها بوتيرة كما كانت عليه فى السابق، واضاف: ما عدا بعض البؤر البسيطة التى نأمل ان تعاود الانتاج فى القريب العاجل، واوضح السمانى ان الكروم من المعادن التى تدخل فى بعض الصناعات الثقيلة، والصناعات الحربية والتقنية، واصبح اليوم له حاجة كبيرة. واكد السمانى ل(الرأي العام): ان الاهتمام بالكروم اصبح من اولويات وزارة المعادن، وسيخضع الامر لمزيد من الدراسات الدقيقة والعميقة لاعادة تقييم احتياطيات خام الكروم بالبلاد مع غيره من الخامات الهامة الاخرى، والعمل على توطين صناعته بالسودان، حيث ان مساهمته فى الاقتصاد الوطنى لم تكن بالصورة المطلوبة. واعتبر السمانى معدن الكروم فى بداية الانطلاق للاسواق العالمية، واشار الى وجود المعدن بمناطق اخرى بجانب ولاية النيل الازرق، مثل قلع النحل بالقضارف، وهمسانة بالبحر الأحمر، بالاضافة الى شواهد عن الكروم بمناطق اخرى جميعها لم تخضع لدراسات مكتملة لمعرفة الاحتياطي.