لم تبلغ خطة تحالف المعارضة (المائة يوم لإسقاط النظام ) والتي دخلت حيز التنفيذ وفق إعلان التحالف مطلع يونيو الحالي، لم تبلغ بعد يومها العشرين، لكنها بلغة مرحلة الإنكار والهروب قبل انتهاء أسبوعين على مرورها ،فمن حيث الهروب كان حزب الأمة القومي برئاسة الإمام الصادق المهدي الأول في التنكر لها مشاركةً أو التزاماً بها ،فقد عبر عن ذلك رئيسه الصادق المهدي في مؤتمر صحفي الأربعاء بنفي مساندة حزبه للخطة، وأنه لم يكن ضمن الأحزاب التي باركتها. ،ولم يخف الإمام ولعه بتقديم المبادرات عندما أعلن في نفس المؤتمر الصحفي إطلاق مبادرة حزبه المسماة (مشروع ميثاق لنظام جديد) التي قال عنها إنها تهدف إلى جمع أكبر قدر من التوقيعات ، لتغيير النظام عبر الوسائل السلمية . وكاد الناس يصدقون السيد الإمام الصادق ابن الصديق لولا خروج أحد قادة التحالف (كمال عمر) ليقول في مؤتمر صحفي من دار حزبه المؤتمر الشعبي ما يكذب به حديث صهر رئيس حزبه بأن حزب الأمة القومي كان طرفاً أصيلاً ومشاركاً في خطة ال »100« يوم، وأن دار حزب الأمة كانت مطبخ الخطة، فضلاً عن أنه كان ممثلاً في كل اللجان. فما الذي يجعل كل هذه التناقضات تبرز مبكراً ؟ هل شعر حزب الأمة بأن هذه الخطة عالية المجازفة والمخاطر في حال عدم نجاحها، فآثر أن يحتفظ لنفسه بخط رجعة يحفظ به ماء وجهه ويقلل به من الكلفة السياسية الباهظة المنطوية على الإخفاق؟ أم أنه خشي من سيطرة اليسار قليل العدد كثير التكتيكات وسرقة جهد ثورتهم حال نجاحها فيدعي أنه مالكها من خلال إمساكه ببعض مفاصل الإعلام الإلكتروني وقدرته على التصنيع والتضخيم الإعلامي ؟ حاشية: هل هنالك ثمة خطة ثنائية ولعب أدوار بين الأمة والشعبي أو المهدي وصهره الترابي بحيث ينكر الأول صلته بالخطة فيخرج الثاني ليقول إنها مطبوخة في دار الأول ليحفظ للمهدي مكانه في المغنم إن نجحت وفي الوقت نفسه يحفظ لنفسه مكانة في إحداث الفعل ،فقد سجلت كل الصحف من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في دار الشعبي للرد على المهدي أن الشعبي صاحب اليد الكبرى في مكونات الطبخة واستوائها ، بدليل أنه هو الذي يعلن عن كيفية الطبخة ومكانها ويقدم شهادة شاهد من أهلها، بل ويتحدث محمد ضياء الدين وكمال عمر باسم التحالف والخطة ؟ لكن الهروب الأكبر هو الذي سعى به محمد ضياء الدين لفتح مسار للرجعة في حال فشل الخطة حيث نقلت عنه تصريحات صحفية يوم الجمعة قال فيها إن الهدف من المائة يوم ليس إسقاط النظام بل هي ترتيبات داخلية للمعارضة وأنهم لو كانوا يستطيعون إسقاطه في مائة يوم لما فشلوا في ذلك لمدة أربعة وعشرين عاماً.