خبر مؤسف وقع كالصاعقة على أهل القضارف تلك المدينة الوديعة والواعدة ... هذا الخبر لا يمكن أن يقع في أكثر البلدان تخلفاً ناهيك عن مدينة مثل القضارف المتحضرة والمتميزة . الخبر هو وفاة اثني عشر مواطناً كانوا يقفون في صف تقديم طلباتهم للحج والعمرة ... ماتوا تحت الأقدام التي كانت تتزاحم للتقديم لحج بيت الله الحرام . أولاً : نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة . ثانياً : كيف حدث هذا ؟ ... أليس في موقع تقديم المواطنين للحج شرطة تحفظ النظام ووقوف المواطنين بانتظام ، خاصة أن مدينة القضارف مدينة كبيرة ... ثم ألم يكن من الأفضل تحديد أكثر من منفذ للمواطنين الذين يرغبون في أداء الفريضة ؟ ... ثم أين القوانين التي وضعتها هيئة الحج والعمرة بالنسبة للتقديم للحج ؟ واضح أن في الأمر فوضى كبيرة ، وعدم إهتمام من كافة الجهات لتنظيم المواطنين للتقديم للحج ، ثم أين الذين أطلقت عليهم هيئة الحج والعمرة أمراء المناطق مثل أمراء الحج ؟... هذا العدد الكبير الذي توفي دهساً بالأرجل لم يحدث حتى في رمى الجمرات حيث يتجمع مئات الآلاف لرمي الجمرات ناهيك في مكتب صغير يستقبل طلبات الراغبين في أداء الفريضة ! على هيئة الحج والعمرة الاستفادة من هذا الدرس البليغ ... هذا الدرس الذي كلف أهل السودان أرواحاً عزيزة ، لذلك يجب عليها أن تفتح عدة منافذ أو مكاتب للمواطنين في المدينة الواحدة للتقديم لأداء الفريضة ، حيث يسلم كل منفذ أو مكتب عددا قليلا من الاستمارات حتى لا يحدث ازدحام . السؤال الأكثر أهمية هو أين الشرطة التي تحفظ النظام في مثل هذه الحالات ... لماذا لا تستخدم إدارة الحج والعمرة أساليب حديثة تمنع الازدحام بالشكل الذي حدث وأودى بحياة عدد من المواطنين ؟ نسأل الله أن يدخل الذين توفوا واسع جناته وأن يرحمهم رحمة واسعة. وبمناسبة الحج ورسومه ... فماذا تعني تخفيض رسوم الحج 600 جنيه فقط مع تخفيض كبير في عدد الحجاج ... وهذا التخفيض شمل معظم الدول العربية والإسلامية ... لكن ظهر واضحاً في السودان. نحن نطالب كافة الأجهزة المسؤولة وعلى رأسها وزير الشؤون الدينية والأوقاف الرجل المهذب الفاتح تاج السر بإجراء تحقيق دقيق وشامل لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك التزاحم . والآن سيبدأ استخراج الشهادة السودانية ويجب أن نتعظ من حادثة القضارف بأن تفتح الوزارة عدداً من المراكز حتى لا يتم مثل ذلك التزاحم ونفقد عدداً من أبنائنا الطلاب المتفوقين وغيرهم ، خاصة أن عدد الممتحنين بلغ مئات الآلاف ... وسوف يكون التزاحم كبيراً وأخشى أن تكون الخسائر أكبر . نسأل الله السلامة لطلابنا وحجاجنا . والله الموفق وهو المستعان