يشكو سكان كوستي هذه الأيام من تغير طعم مياه الشرب، ويرجح على نطاق واسع ان يكون السبب الرئيس وراء ذلك اختلاطها ببقايا المبيدات الحشرية ،ذات السمية العالية، التي عادة ما تجرفها مياه الأمطار للنيل الأبيض مباشرة،الأمر الذي ادى لظهور حالات اسهال مائي حاد ويقع مخزن المبيدات القديم، الذى انهار تماما قبل سنوات، والذي يعود لادارة وقاية النباتات بولاية النيل الأبيض، في المنطقة الصناعية وبالقرب من مأخذ المياه التابع لادارة مياه المدن، ويحمد لادارة وقاية النباتات انها بذلت جهودا مقدرة لمعالجة القضية ولكن جهودها اصطدمت ببطء استجابة المركز والجهات المناط بها معالجة المشكل على نحو علمي دقيق، وكانت السلطات المحلية اتخذت بعض التدابير لمنع تسرب المبيدات للنيل الأبيض بإحاطة موقع التلوث بردميات ترابية، ولكن تلك الجهود، وان كانت تحد من الآثار الخطيرة لتسرب المبيدات واختلاطها بمياه الشرب، الا انها لا تمنع حدوث التسرب بشكل نهائي، وفي خريف هذا العام بدأ تفاعل لجنة الطوارئ بالولاية التي يرأسها وزير التخطيط العمراني (محمد احمد بابكر شنيبو) مع الخريف، بطيئا وغير مواكب، رغم الهطول المبكر والغزير للامطار، وتوقع استمرار هطولها بغزارة خلال الايام والاسابيع القادمة، كما ان لجنة الطوارئ بالمحلية التي يرأسها المعتمد المكلف، أو (المشرف)،كما يحب ان يطلق على نفسه، (علي آدم عليان) ،لم تتخذ بعد من الخطوات لدرء آثار الخريف، ومن بينها تسرب المبيدات للنيل الأبيض، وتقود الجمعية السودانية لحماية البيئة بكوستي جهودا هذه الايام لتدارك مخاطر تسرب المبيدات، وقد اجرت (حضرة المسؤول) اتصالا بالدكتورة (سلمى الطيب علي طه)، نائب رئيس (الجمعية السودانية لحماية البيئة)، والتي قالت: (انها غادرت للخرطوم لمتابعة القضية مع وزارة البيئة، والجمعية السودانية لحماية المستهلك). يذكر ان (الرأي العام) تجري تحقيقا بهذا الخصوص سينشر خلال الايام القادمة، وسط وجود دراسات وابحاث اثبتت ان تفشي امراض الكلى والسرطانات في كوستي يعود لتلوث مصادر مياه الشرب.