من فرط ترحيبهم وابتهاجهم.. أسرع أهالي وادي حلفا بنحر الذبائح تكريماً للمهندسين والفنيين وبقية العاملين الذين بذلوا جهوداً خارقاً.. بالعمل على مدار الساعة طيلة الأسبوع الذي سبق افتتاح محطة كهرباء مدينتهم يوم الأربعاء الماضي.. فوادي حلفا والبلدات والقرى المجاورة.. لم تنعم بكهرباء مستقرة طيلة العقود الماضية.. رغم أن المنطقة تقع بين سدين عظيمين «العالي المصري ومروي السوداني» .. فظلت المنطقة محرومة من الطاقة المنتظمة.. وللمفارقة أن وادي حلفا كانت من اوائل المدن السودانية التي دعمها نظام الحكم الثنائي بالكهرباء .. هذه المدينة التأريخية كانت تنعم بطاقة كهربائية دائمة منذ عام 1929م حتى غمرتها مياه السد العالي عام 1963.. مع أن مشروع ربط وادي حلفا بالشبكة القديمة بدأ عام 2010م.. حسب المهندس جعفر علي البشير المدير العام للشركة السودانية لنقل الكهرباء.. إلا أن الاعتقاد السائد بين الحلفاويين ان المظاهرات التي اندلعت على مدار يومين في المدينة وخاصة النسائية في بداية الشهر الحالي.. كانت من الأسباب الرئيسة للإسراع بربط المنطقة بالشبكة القومية.. ?كانت استجابة وزارة الموارد المائية والكهرباء سريعة جداً.. فقد أوفدت فريق عمل لوادي حلفا يضم ثمانية مهندسين وعددا كبيرا من الفنيين والعمال الذين دخلوا في سباق محموم مع الزمن لمقابلة موعد الافتتاح يوم الأربعاء الماضي.. فبدأ العمل على مدار الساعة طيلة الأسبوع الماضي ووجد الفريق دعماً معنوياً من الأهالي ومادياً من الحامية العسكرية التي ترابط حالياً في وادي حلفا منذ أحداث أبو كرشولا وأم روابة.. فقد تولى الجنود جانباً مهماً في عملية تنصيب نحو «300» عمود كهرباء خلال ذلك الأسبوع فنالوا استحسان وإعجاب الأهالي.. وتوجت هذه الجهود بوصول النائب الأول لرئيس الجمهورية من الخرطوم على رأس وفد رفيع المستوى.. واستهل الاستاذ علي عثمان محمد طه هذه الزيارة بافتتاح ربط المدينة بالشبكة القومية مخاطباً الجماهير الحاشدة مهنئاً إياهم بوصول الكهرباء لمنطقتهم.. قبل افتتاح المشروع الجديد كانت المدينة تعتمد على الطاقة الشحيحة من مولدات تعمل حيناً وتتعطل حيناً.. وكان عدد المشتركين في ذلك الإمداد المتذبذب 3143 مشتركاً ولكن المهندس على عبد الرحمن المدير العام للشركة السودانية لتوزيع الكهرباء يتوقع أن يتضاعف هذا العدد بعد دخول الشبكة القومية ،وأن المحطة الجديدة ستفرز سعات إضافية إلى منطقة وادي حلفا لاستيعاب الخطوط الجديدة لتواكب برنامج كهربة المشروعات الزراعية.. رغم تمتعهم بنعمة الكهرباء منذ الأسبوع الماضي إلا أن الحلفاويين مازالوا يعانون من أزمة مياه حادة ويشكون من القطوعات بلغت في بعض الأحيان فترة «48» ساعة.. كانت هذه القطوعات بالذات سبباً للاحتجاجات الصاخبة في بداية الشهر الحالي.. ولكن يبدو أن معاناة الأهالي من أزمة المياه في طريقها إلى الزوال.. فقد أعلن وزير الموارد المائية والكهرباء اسامة عبد الله في خطاب ألقاه يوم الأربعاء بمناسبة افتتاح مشروع الكهرباء.. التزام وزارته بإجراء دراسة متكاملة لمحطة مياه المدينة التي تقع على بعد «12 كيلو متراً» من وادي حلفا .. وقال انه وجه المهندس محمد الحسن عمار المدير العام لوحدة مياه الشرب لإنشاء محطة جديدة بوادي حلفا والمعروف ان هذا الوزير إذا وعد فإنه لا يخلف ونقول مبروك لأهالي المدينة «الكهرباء جاتكم» وعقبال «المويه».