كتبت في هذه المساحة بتاريخ 13 يونيو 2013 أكثر من حلقة تحت عنوان ( كابتنية هيثم .. فريق بلا تقاليد) ، أوردت في الحلقة الثانية الفقرات التي جاء فيها مايلي : ( ختمت عمود الأمس بسؤال عن معايير المطالبة بتقلد قائد فريق الهلال السابق ولاعب فريق المريخ الحالي هيثم مصطفى شارة القيادة بعد الإعتزال (الإجباري) لقائد الفريق فيصل العجب ، وهل ستستند على تقليد الأقدمية المتبع في نادي المريخ ؟ أم سيترك الأمر للمدرب لإختيار اللاعب الذي يراه مناسبا لإرتداء الشارة كما هو متبع في بعض الاندية خاصة في أوروبا ؟ فلم أجدها تنطبق على المعيارين المتبعين في هذا الشأن وإن كان السؤال الأهم في تقديري هل للمريخ تقاليد أصلا ليغيرها؟ أم أنه ناد بلاتقاليد؟ الإجابة أن المريخ كان قبل السنوات العشر الأخيرة ناديا عظيما صاحب إرث وتقاليد ومفاهيم وقيم ومباديء ، وله أدب معروف ، ولكن حدثت مؤخرا تغيرات جذرية في تركيبته إنعكست على التقاليد والأدب والمباديء والقيم والمفاهيم ، فصار كل شيء ممكنا ومتوقعا ، بمعنى أن التقاليد الراسخة كما ذكرت أمس في حالة النادي الأهلي المصري لم تعد ذات قيمة مع الوضع الحالي في المريخ ، وبالتالي لم أستغرب عند قراءتي لتصريحات بعض النجوم السابقين في فرقة المريخ عايشوا هذا التقليد ودعموه بل إن بعضهم إستفاد منه في إرتداء شارة القيادة وهم يطالبون بمنح الشارة لهيثم مصطفى ، دون مراعاة لأدبيات النادي في هذا الجانب وكأنهم يتحدثون عن ناد بلاتاريخ وهم مع الأسف جزء من هذا التاريخ) إنتهى . لا أود القول أن ماتناولته في هذه الحلقات أعاد التوازن والتفكير داخل النادي العظيم ، لأن الرؤية ظلت مطروحة بكل أسف ، وهناك من يدافع عن مسح هذا الإرث أو التقليد المتبع منذ سنوات طويلة ، ولكنه لفت الإنتباه لدى كثيرين أن تاريخ المريخ لم يبدأ قبل عشر سنوات ، بل له أدبياته وثقافته وتقاليده الراسخة التي جعلته من الأندية الكبيرة ليس على مستوى السودان فقط ، ولكن على مستوى القارة الأفريقية . الفرق الكبيرة وحتى الصغيرة -إن جازت التسمية- لاتخضع تقاليدها ومبادئها وأدبياتها وثقافتها ، للأهواء والأمزجة الشخصية ، ولاتسمح لأي كان- جمهورا أوإعلاما أو أقطابا وحتى قدامى اللاعبين تجاوز أحجامهم الطبيعية ، ولو بإقتراح في مثل هذه الأمور المفصلية في تقديري لأنها تحافظ على شخصية النادي والفريق وتعطيه الهيبة المطلوبة في الاندية والفرق الكبيرة. وأرى أن ذكاء اللاعب الرائع هيثم مصطفى حسم الجدل الدائر حول هذا الطرح الغريب ، ويبدو أنه قرأ بعمق حجم الشرخ الذي يمكن أن يتسبب فيه في حال قبل ( الكابتنية) ، فرفضها حسب الأخبار التي رشحت أمس وأول أمس والتي تناولت الاجتماع الذي تم بهذا الخصوص مع مسؤولين في القطاع الرياضي ودائرة الكرة بحضور عدد من اللاعبين . فهيثم تربى في الهلال على تقاليده الراسخة ، ووصل إلى قيادة الفريق ( بالأقدمية) ، وأكثر المتفائلين وقتها لم يضع له نسبة 1% للنجاح كقائد للفريق ، من واقع شخصيته المثيرة للمشاكل قبل الشارة ، ولكنه عندما وضع في الإختبار أثبت أنه يملك كل المواصفات المطلوب توافرها في القائد ، ومنحته تقاليد ناديه (الهلال) الفرصة كاملة لتحمل مسؤولية الشارة، وقبله كان حمد كمال وسبقه الثعلب وطارق أحمد آدم جميعهم نالوا هذا الشرف وكانوا بقدر المسؤولية ، واليوم عمر بخيت يسير على ذات الطريق ، وقدم نفسه من البداية قائدا حقيقيا يملك كل مواصفات القيادة المطلوبة . أزمة المريخ في تداخل الفواصل ، فالجميع (صاحب قرار) ، والجميع ( أوصياء) على النادي والفريق وأكثر دراية بمصلحته من الآخرين ، يتحدثون بلسانه يقررون بالنيابة عن صاحب القرار ، لذا يظهر في هذه الفترة ناديا بلا ملامح . أتمنى أن يعيد (تقليد) الأقدمية في الكابتنية للنادي والفريق شيء من الهيبة المفقودة .