حاوره بالفاشر: حسام الدين ميرغني: ترأس الدكتور عبده داؤود وزير المالية والاقتصاد ،نائب والى شمال دارفور اللجنة العليا المنظمة لبطولة سيكافا 39 والتى حظيت بنجاح مشهود،ولكن الإعداد لها كان شاقا اعترته تحديات كبيرة ذات شق أمنى واقتصادى واجتماعى،ولكن أخيرا كانت الغلبة للإصرار على الخروج بنتيجة مرضية.الرأى العام التقت الدكتور عبده داؤود بمقر وزارته بالفاشر، مكتبه هو ذات المجلس الذى كان يحكم منه السلطان على دينار دارفور وهو مبنى أثري أدخلت عليه بعض التحديثات مع الحفاظ على رونقه القديم. سعادة الوزير، قبل أن نلج فى شأن سيكافا، فلتترك لنا اجابة واضحة عما يجرى فى منطقة جبل عامر بولايتكم،ما هى الجهود المطروحة لحل الاشكالية التى أزهقت أرواحا كثيرة؟ بذلنا جهودا مضنية لحل الاشكالية التى تفاقمت ووصلت مرحلة خطيرة فى الآونة الأخيرة،أتحنا الفرصة لجودية كعرف محلى بالولاية وأبرمت كذا اتفاقية لعدم التعدى ولكن الحال لم يبرح التعديات المستمرة ،الآن نسعى لفرض هيبة الدولة للحد من المهدد الذى تسببه التصادمات فى جبل عامر، لا يمكن لقبيلة ان تهزم دولة ،لا يوجد أمامنا إلا ان ندفع بقوات حكومية لوقف القتال وفرض هيبة الدولة. ألم يشكل المهدد الأمنى قلقا لكم لتنظيم فعاليات سيكافا؟ الأمن مستتب بصورة كبيرة فى شمال دارفور،وبذلت الجهات الأمنية جهودا مقدرة فى تأمين سيكافا حتى خرجت بالصورة التى شاهدها كل العالم وأذهلته ،واستطعنا عكس الأنشطة المحلية و أحدثت سيكافا رد فعل جيد وفى الأخير (العين بتشوف الداير تشوفو و المادايره تشوفو). البطولة أوجدت وضعا إعلاميا مغايرا لدافور،وأزالت قتامة كانت تتسيد المشهد من معكوسات الإعلام الخارجي؟ الصورة الذهنية القاتمة التى صنعها الإعلام عن دارفور بدأت فى التراجع منذ فترة ليست بالقصيرة،نحاول ان نعيد الأمور لوضعها الطبيعى بعد ان زال كثيرا المعوق الامني بفضل الاتفاقيات الموقعة مع الحركات المسلحة واستباب الامن ،الرياضة هى وسيلة ناجحة لعكس النشاط المجتمعى عموما،فمعسكرات النازحين بها مهتمون بالرياضة العالمية ومشجعون لبرشلونة وريال مدريد والكرة الاوربية لذا كان تفكيرنا فى استضافة سيكافا مع جنوب كردفان والتى نجحت ايضا رغم المعوقات فى إنجاح الدورة وعكس صورة مرضية للمجتمع المحلى والعالمى عن وضعها الامني..ٍسيكافا حدث كبير . هل كان تحضير مريخ الفاشر وصعوده الى الممتاز جزءا من التفكير فى طرق تعكس الوضع الحقيقى لدارفور ؟ بالفعل، عملنا على ان يتأهل مريخ الفاشر الى الممتاز ،نعرف ان الرياضة تسهم فى الأمن الاجتماعى والتقارب فجمهورها من مختلف الاثنيات والمعتقد السياسي،ودعمنا مريخ الفاشر حتى تأهل للممتاز والتف جميع اهل دارفور حوله هنا وفى الخرطوم وأين ما ذهب للتبارى مع اندية الممتاز فى الولايات،حرصنا على ان يتقدم فى المراكز بالدعم المستمر والتشجيع وترتيب التشكيل الاساسي للفريق حتى يستقر فى المنافسة ،بعدها فكرنا فى استضافة حدث كبير وكانت سيكافا للعبور الى خارج القطر . الخطوات لاستضافة سيكافا؟ بعد ان وجدنا الضوء الاخضر للاستضافة من قبل الاتحاد العام لكرة القدم ومن اتحاد سيكافا جاءت لجنة للمعاينة وبدأنا فى تحضير لجان محلية للعمل على إنجاح البطولة كونا 11 لجنة شعبية ووزعنا المهام،هناك من لم يكن متفائلا بالاستضافة والبعض جاءنا شامتا . وبعد؟ الفرق المستضافة قمنا بتكليف كل 10 أحياء برعاية فريق وتقديم وجبات عبارة عن ضيافة مجتمعية وفوق ذلك دعمه بالتشجيع فى الاستاد وأحدث ذلك قبولا عريضا لدى ضيوف سيكافا وخلقت علاقات بين الأندية الزائرة والمحلية والمواطنين فى الأحياء،حتى الضيوف اعتادوا على الوجبات المحلية كالعصيدة وغيرها و استطعموها وكانوا يؤدون الصلاة فى المساجد الكبيرة بالمدينة فى شكل جماعى . التمويل من أين لكم ،وكيف وفرتموه؟ كونا لجنة مالية وقمنا بعقد اجتماعات مع البنوك والغرفة التجارية الذين تكفلوا بدفع مبالغ أسهمت فى تسيير سيكافا ،كما ان الجهات النظامية والحكومية تبرعت بالسكن والاستراحات وساهمت بعثة الأممالمتحدة فى تسكين الأندية المشاركة كما وفرت القوات النظامية وسائل الحركة والتأمين،غير ذلك أعددنا لجنة للاستقبال بمشاركة الفرق التراثية فى دارفور وإقامة معرض دائم للتراث باسم قرية سيكافا شهد زيارات عديدة من المشاركين من سيكافا من الخارج والداخل. هناك حاجز اللغة ،الفرق الزائرة لا تنطق بلسان واحد؟ استعنا ب100 مترجم من جامعة الفاشر وقمنا بتدريبهم وتاهيلهم كما وفرنا مترجمين للغة الفرنسية والسواحلية .غير ذلك حرصنا على اهداء المشاركين هدايا تمثل تراث دارفور من المشغولات التراثية حتى تكون لهم بمثابة ذكرى،سكرتير سيكافا عقب ختام البطولة قال ان الدورة هذه اختلفت عن سابقتها فى الضيافة المجتمعية ولم تكن منافسات كرة قدم فحسب بل تواصلا اجتماعيا وثقافيا عبر الفعاليات المقامة خلال البطولة من حفلات جماهيرية ومشاركات تراثية،وقال انها عكست حقيقة دارفور وتراثها وإرثها مشيدا بالدورة التى أسهمت فى خلق علاقات جيدة بين دول سيكافا،وشارك فى الختام وزير الرياضة الرواندى الذى قدم هدايا مالية للفرق الثلاثة (فيتالو البورندى والجيش الرواندى والمريخ الفاشر). من منظور اقتصادى..ٍسيكافا بنظركم؟ خلقت أنشطة تجارية ،وعرفت ان السودان متحرك فى اتجاه تنظيم البطولات رغم الحصار الاقتصادي،سيكافا انعشت السوق المحلى ولكن فى منظورنا لم نكن نحسبها من ناحية مكسب اقتصادي ولكنها نجحت فى الاهداف التى خططنا لقيامها فى ولايتى جنوب كردفان وشمال دارفور بنسبة 100%،امنيا اوضحت الوضع المتقدم فى استتباب الامن فالحفلات والمهرجانات تقام لوقت متأخر من الليل ولم تسجل حالات تفلت أمنى طيلة فترتها فى الولاية،لدرجة ان الحركات المسلحة كانت حاضرة فى المدرجات ترفع لافتاتها تشجع مريخ السلاطين،كما ان قادة الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاقية السلام كانوا يتصلون عبر أجهزة الثريا بوالى شمال دارفور الاستاذ كبر يهنئونه بانجاز المريخ، بل ووجه بان لا تتم مسائلة منسوبى الحركات المتواجدين بلافتاتهم فى المدرجات اثناء البطولة.على المستوى المحلى فى دارفور،احدثت سيكافا تكاملا وتنسيقا تاما بين ولايات دارفور بحضور ولاتها فى ختام البطولة الدكتور موسى كاشا والى شرق دارفور واللواء جار النبى والى جنوب دارفور كما ان السلطة الاقليمية على مستوى قيادتها شاركت فى إنجاح البطولة وبالدعم المادى والمعنوي، مايؤكد ان سيكافا اسهمت فى تقريب الرؤى حتى على مستوى القيادات الدارفورية،كما ان الاحزاب السياسية الموجودة فى الولاية كانت ضمنا من لجنة ال77 التى أدارت شأن سيكافا،وكانت رسالة سلام واضحة. على ذكر اليوناميد ودعمه للبطولة،قلت إن الأمن استتب ،لم يبقون إذاً؟ بعثة اليوناميد أقرت بتحسن الوضع الأمنى والإنساني فى الفترة الماضية،واكتملت قناعتهم بعد بطولة سيكافا وما شاهدوه من أمن مجتمعى ومتابعتهم لمجرياتها والتغيير الذى حدث فى الولاية على كافة الأصعدة،البعثة تقلص عددها بشكل كبير وأعتقد ان وجودها لن يدوم كثيرا لزوال مسبباته. ثبات مريخ السلاطين فى الممتاز،يحتاج الى فريق آخر من الولاية يشد من عضده ويرفع وتيرة التنافس؟ كرة القدم لم تعد هى لعبة حدودها المستطيل الاخضر،نتائج مريخ الفاشر ونجاح سيكافا حققتا لنا ما عجزت عنه السياسة وساهمت فى تغيير الوضع المجتمعى ،نعد فريق هلال الفاشر ليلحق بأخيه المريخ فى البطولة ،كما نشرع فى انشاء مدارس سنية للاعتماد على اللاعب المحلى، أشير اليك اننا بعد صعود مريخ الفاشر أقمنا دراسة لأندية الولايات فى الممتاز لمعرفة أسباب ثباتها وهبوطها،تأكد لنا ان الاهتمام باللاعب المحلى يسهم فى مسيرة الفريق بصورة افضل بعد تأهيله،وهذا ما نسعى اليه، بوصفى عضو ادارة فى مجلس مريخ السلاطين قررنا فى وقت سابق ان لا يزيد عدد اللاعبين من خارج الولاية عن ستة والمحترفين عن 3 والبقية من أبناء شمال دارفور،فريقنا الحالى عصبته الأساسية من أبناء الولاية حتى ان بعضهم يسكن فى معسكرات النازحين، ودعمنا مستمر ولن يتوقف.