وصل الرئيس عمر البشير أمس الأول العاصمة النيجيرية ابوجا مترئسا وفدا وزاريا كبيرا للمشاركة فى أعمال القمة الأفريقية الخاصة بأمراض الايدز و السل و الملاريا حيث يضم الوفد فى عضويته وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكرى حسن صالح ووزيرى الصحة و الخارجية و انضم للوفد سفير السودان بنيجيريا الدكتور تاج السر محجوب و الفريق عبد الرحمن سر الختم مندوب السودان لدى الاتحاد الافريقى و القنصل الفخرى بمدينة كانون النيجيرية الأستاذ محمد عثمان الطيب .و رغما عن ان مشاركة الرئيس فى هذه القمة تعد عادية جدا و سبق و ان شارك فى كثير من القمم الأفريقية التى تعنى ببحث مشكلات القارة عبر قادتها ،الا أن هذه المشاركة صاحبتها ايضا بعض التحركات التى تنشط من حين لآخر من قبل بعض المنظمات و الجهات المعادية للسودان التى تحركها أجندتها الخاصة مستغلة اتهام محكمة الجنايات الدولية و على رأس تلك المنظمات (هيومن رايتس ووتش). حيث سعت المنظمة لتحريض نيجيريا على عدم استضافة الرئيس البشير بسبب توقيفه بمذكرة المحكمة ،الرئيس البشير سجل هدفا جديدا فى تحديه للمحكمة المسنود بموقف الاتحاد الأفريقى القوى حيث وصل ابوجا وسط توقعات بمشاركة فاعلة لوفد السودان فى القمة التى بدأت فعاليتها .الحكومة النيجيرية و التى وجهت الدعوة للبشير للمشاركة فى القمة تجاهلت دعوات هيومن رايتس و رفضت الإذعان لتحركاتها و الخروج عن الإجماع الأفريقى، و فى تصريح منسوب للناطقة باسم الحكومة النيجيرية أكدت ان مشاركة السودان جاءت ضمن حدث تابع للاتحاد الافريقى الذى لديه موقف ثابت وواضح من أمر الاعتقال الصادر عن محكمة الجنايات الدولية فى حق الرئيس البشير و قالت إن بلادها لا تتخذ موقفا مختلفا عن الاتحاد الأفريقى .جدير بالذكر ان الاتحاد الأفريقى كان قد قرر فى قمة سرت 2010الشهيرة و عضده فى قمته الأخيرة بأديس أبابا عدم التعاون مع اللوائح و الاتهامات التى تصدرها محكمة الجنايات الدولية و اعتبر الاتحاد فى قراره ان قرارات الجنائية تسهم فى عرقلة الجهود الرامية لانهاء الصراعات فى السودان .و كان الاتحاد الافريقى قام بنقل قمته لمقره باثيوبية بعد ان رفضت دولة ملاوى التى يعتقد بانها تعتمد بشده على المساعدات الدولية استقبال الرئيس البشير حيث كان مقررا ان تعقد فيها القمة . الخرطوم من ناحيتها قللت من محاولات بعض المنظمات الناشطة فى هذا الملف و على وجه الخصوص منظمة هيومن رايتس ووتش ومطالبتها بتوقيف الرئيس البشير حال قرر المشاركة فى قمة ابوجا و أكدت وزارة الخارجية ان تحركات البشير و زياراته لاتحتاج الى إذن من أى جهة و ان زياراته و برامجه مستمرة و لن تتأثر بمطالبات هيومن رايتس او غيرها باعتبار ان موقف السودان من المحكمة الجنائية ثابت و لن يتغير وهو عدم التعامل كما انه يتسق و الموقف الافريقى المتمسك بعدم التعاون مع الجنائية باعتبارها اصبحت سيفا مسلطا على رقاب القادة الأفارقة دون غيرهم اضافة الى ان الاتحاد الأفريقى أصبح على قناعة بان محكمة الجنايات مزدوجة المعايير . السفير أبو بكر الصديق الناطق باسم وزارة الخارجية قال إن الاتحاد الأفريقى على مستوى مؤسساته اصبح على قناعة بعدم التعامل مع المحكمة و خير دليل على ذلك فوز كينياتا المطلوب لدى المحكمة رئيسا لكينيا و الذى كسر كل التوقعات و فاز بالرئاسة من الجولة الاولى علما بان كينيا وفقا لمراقبين من أكثر الدول الأفريقية التى يرتبط اقتصادها بالدول الأوربية . و يرى صديق أن الشعوب الأفريقية على قناعة تامة بأن المحكمة أداة سياسية تسعى لتنفيذ توجهات و أجندة و رغبات قوى و أطراف دولية خارج أفريقيا و لفت الى وعى و إدراك الشعوب الأفريقية ، وفيما يلي السودان قال الصديق إن الحكومة السودانية لديها قرار بعدم التعامل مع المحكمة و أن القرار يتسق مع موقف الاتحاد الأفريقى الرافض لفرض الوصاية على دول ذات سيادة و تدرك مصالحها اضافة الى إدراك شعوب القارة ان نوايا المحكمة ليست تطبيق العدالة و انما تسييسها، لافتا الى أن للقارة مظالم كثيرة تمثلت فى الاستعمار و تشجيع الحروب و ان تلك المظالم ما زالت مستمرة. و على نحو مراسمي كما اعتاد الرئيس البشير بدأ امس تنفيذ البرنامج المصاحب لزيارته حيث التقى بالعاصمة أبوجا الجالية السودانية ووافق وفقا (للشروق نت) على بيع بنك النيلين للمغتربين، مؤكداً حرص الدولة على تقديم كل التسهيلات لتوظيف أموالهم داخل البلاد ، و أعرب عن أمله في أن يهتم المغتربون باستثمار أموالهم في السودان لدفع عجلة الاقتصاد. و نقل البشير للجالية أن الأوضاع الاقتصادية بالبلاد تسير نحو الأفضل، رغم كل ما يقال عن أن الهجرة للخارج أصبحت كبيرةً، و لفت الى أن التعدين الأهلى للذهب، والهجرة العكسية الواسعة من الدول الإفريقية والآسيوية إلى السودان تشير الى أن هناك نشاطاً اقتصادياً في طريقه لتحسين الأوضاع ، و أعرب الرئيس عن أمله في أن يهتم المغتربون باستثمار أموالهم في السودان لدفع عجلة الاقتصاد. وتحدث البشير حول فرص ومجالات الاستثمار في البلاد، والتحول الكبير في المفاهيم الاقتصادية للمواطن، لافتاً إلى أن الاهتمام بالثروة الحيوانية انتقل إلى مرحلة دعم الاقتصاد، للاعتماد على تربية الصادر، والتخلي عن تربية الثروة الحيوانية اجتماعياً. وأضاف البشير أن الدولة تدعم النظرة الاقتصادية لتنمية الثروة الحيوانية، بالتركيز على تصدير اللحوم بدلاً عن تصدير الماشية الحية ببناء المسالخ الحديثة، في هذا الصدد للاستفادة الكاملة من الحيوانات المذبوحة. على كل الرئيس البشير وصل ابوجا و انخرط ووفده بشكل عملي فى فعاليات القمة و تنفيذ البرنامج المراسمي المعد وفقا للتوقيت المحدد للزيارة و من المفارقات التي تؤكد احراز البشير هدفاً جديداً في مرمى الجنائية، ان بعض القيادات العسكرية المناط بها وفقا لمطالبة منظمة هيومن رايتس ووتش القاء القبض على الرئيس كانت فى استقباله بمطار ابوجا الدولى مع قيادات دولتهم ،الأمر الذى يؤكد ان القادة الأفارقة و دولهم قد ركلوا قرارات محكمة الجنايات الدولية المصممة خصيصا لقيادتهم بالضربة القاضية مستندين على الموقف القوى وغير القابل للكسر من قبل اتحادهم.