إثر مشاركتها فى مسابقة أمير الشعراء مؤخرا،استطاعت الشاعرة منى حسن محمد الحاج ان تلفت الانتباه لصوت شعري جديد من أرض النيلين،قدمت نفسها وبلادها بقوة إبان المسابقة التى شارك بها 7 آلاف متسابق ومتسابقة وخلص الامر الى وصول 15 الى المرحلة الأخيرة وكانت منى منهم.نالت قصيدتها ( ما تدلى من غصون الروح) ، استحسان لجنة التحكيم المكونة من الناقد الجزائري د.عبد المالك مرتاض و د.علي بن تميم من الإمارات و د.صلاح فضل من مصر، وقال عنها الدكتور علي بن تميم إنها قصيدة مليئة بالشعر، والصور المكثفة، والعفوية في الصياغة، وقال عنها دكتور مرتاض بأنها تمثل الشعرية السودانية الخالصة، إضافة لإشادة قوية من د. صلاح فضل بالقصيدة. الشاعرة منى تحدثت ل(الرأي العام) عن مشاركتها وأحلامها الشعرية. قبل ان نتبحر شعرا،منى الحاج من هى؟ منى حسن محمد الحاج ، من مواليد المملكة العربية السعودية ،نشأت وترعرعت بمدينة مكةالمكرمة،مهندسة اتصالات تخرجت في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الهندسة قسم الكهرباءونلت درجة الماجستير في هندسة الكهرباء والاتصالات، عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب. ِ شهادة عربية ،على ذكر السعودية؟ لا لا .. درست الثانوي هنا بالخرطوم بمدرسة النيل ولكن لمكة عشقا خاصا: فى أرض مكة نشأتي وترعرعي ولرمل مكة قصة ولدت معي فى كل حرف للمودة رنة ولعزفها تحنو زوايا أضلعي الدراسة بمكة، قرب من اللغة والبلاغة ؟ استفدت فى بواكير حياتى من مكتبة أبى رحمه الله،نهلت من معينها عيون الادب العربي ،البحترى والمتنبئ، المتنبئ بالذات يستهوينى شعره ,وأعشق نظمه، اهتممت بالشعر القديم ومحبة لما كتب العباسي وحداثة التفعيلة عند محمد المكى ابراهيم ،واشكره على ما كتبه في حقي وهى شهادة أعتز بها. بالاضافة الى ان الدراسة ترتكز على التعمق فى اللغة العربية والتربية الاسلامية ولهما دور فى ابراز البيان. من مكة،هل كنت تتابعين القصيد السوداني؟ نعم،ثم انى أقمت من الثانوية فى السودان فصرت جزءا من مشهده الادبى الثقافي ،هناك العديد من الأصوات الجديدة تلفت الأنظار بمنتوجها البديع . أول خطوة لك مع الشعر؟ أكتب الشعر منذ نعومة أقلامي ،وأذكر أول أبيات شعر كتبتها فى الصف السادس على منديل ورقى وقامت معلمتى بتمزيقها ظنا منها اننى لم أكتبها بل زعمت ذلك ،فى بيتنا محمد أخى شاعر ووالدى عليه الرحمة كانت يتذوق الشعر . فى الجامعة ما كنت تعترفين انك شاعرة، أولم يعرفونك شاعرة؟ كنت أكتب ولكن لا أنشر ولم أعرف فى محيطى بالشعر،ربما لاهتمامى بالتخصص الاكاديمى ،او لبحثى عن قصيدة لم تكتب بعد أخرج بها على الناس وتخرج فى كامل زينتها. كنت انشر فى بعض الصحف العربية والنشر الالكترونى عبر المواقع الادبية المعروفة،نشرت قصائد ومقالات بصحف خارج السودان مثل دبي الثقافية، القدس العربي،الزمان اللندنية، الصدى الإماراتية، اليمامة السعودية بجانب صحف محلية وشاركت في عدة أمسيات شعرية داخل وخارج السودان بالإمارات ومهرجان الشاطئ الشعري بمدينة القُل الجزائرية، والذي أقيم بمناسبة مرور خمسين عاما على استقلال الجزائر يوليو 2012، و شاركت ممثلة السودان في مهرجان بغداد الشعري الأول بالعاصمة العراقية بغداد ديسمبر 2012 ،وشاركت بمهرجان ملتقى النيلين للشعر العربي الأول بالخرطوم مايو- 2011 وشاركت بمهرجان ملتقى النيلين للشعر العربي الثاني بالخرطوم ، أبريل ، 2012 وشاركت ممثلة السودان بالأردن ببرنامج تراويد وادي القمر اهتمامك بالنشر الالكترونى لِمَ؟ لطبيعة عملى، كما ان سهولة التواصل مع المحيط الشعرى فى الوطن العربى مبرر آخر،أنشر قصائدى فى مواقع أدبية وأتلقى مداخلات قادحة ومادحة وفى الآخر أستفيد من النقد . إقامتك بمكة،هل أوجدت علاقة بينك والشعر النبطي؟ جربته مرة ولم أزدها.أجد نفسى فى القصيدة الفصحي. والعامية السودانية اما استطعمت نظمها؟ جربتها مرة، لما هوجمت هلجيلج واستفزنى الموقف وقمت بمداخلة فى ارتجال على الفيس بوك دفعا عن رياض الوطن بالمربعات الشعرية. هل تقرئين لشعراء عامية؟ اقرأ ، اعترف بان الراحل حميد أبرزهم فهو نسيج وحده وما بين العامية المحلية والشعر النبطي؟ لكل بيئته ومفرداته ولكنهما يلتقيان فى كونهما شعرا ،ونصوصا تعبر عن موقف. عن القصيدة الانثى،هل مازال البحث جاريا؟ مازال البحث عن الهوية الشعرية جاريا، الشاعرة تكتب بلسان الرجل لكن الشعر هو الشعر منى،معروفة فى المحيط العربى قبل المحلى؟ ربما لتخيرى وسيط النشر الالكترونى فى مواقع ادبية بالخارج و إقلالى فى النشر المحلى فى الصحف وعم الانتظام على المشاركة فى درويات المنتديات لظروف العمل والدراسة ،الانترنت وسيط يمكن احسان استخدامه والاستفادة منه ،لقد خلقت عبره مجتمعا شعريا كبيرا من الوطن العربى نتبادل الافكار والنصوص . فى الداخل شاركت فى مهرجانين سابقين قد أكون معروفة فى الوسط الادبى ولكن جماهيريا عرفت بعد المشاركة فى أمير الشعراء . المشاركة ذاتها،:كيف أتت،كيف كانت؟ قرأت إعلانا فى قناة ابوظبى عن ان هيئة ابوظبى للثقافة والسياحة تنظم مسابقة لامير الشعراء،أرسلت لهم عبر الايميل نصا للمشاركة وتم اختياره من بين 7 آلاف نص شعري ليكون بين 300 قصيدة للتنافس،ثم تمرحلت المشاركة الى مقابلة لجان وارتجال شعري وما تابعه الجمهور حتى وصلت الى المنافسة التى اشترك فيها 15 شاعرا وشاعرة وخرجت منها بسبب التصويت. هل أنت راضية عن النتيجة التى خرجت بها؟ جدا،كونى اكون ضمن 15 من 7 آلاف متسابق فليس هذا بالشئ السهل. وأنت تقفين لتمثلين النيل شعرا ونصا،ماذا كان يجول بخاطرك؟ مسؤولية كبيرة، ففي بالى ان أقدم نصا يمثلنى ويمثل الثقافة فى بلادى ومكوناتها المختلفة،الجمهور شد من أزرى وكان مصدر فخر بالنسبة لى كسوادنية،السودانيون كانوا يحاصرون الاستديو بعد ان امتلأ ليلة مشاركتى قلت فى حقهم: ها جئت من عزة السمراء طينتها ولكن معدنها صاف ومختلف ها جئت والنيل فى قلبى يثير سنا على السطور فاغترف النظرة للمبدع السوداني فى محيطه العربي؟ شوف،شارك معى 4 من السودان ضمن المنافسة ولم يوفقوا فى التقدم الى الامام ولكنهم تركوا بصمتهم ووجدوا اشادة من المشاركين،نحن نحتاج لان نحسن توثيق ثقافتنا وادبنا،هناك زهد وقوقعة من المثقف السودانى رغم ريادته ولكنه لا يحسن تسويق ابداعه،الامر يحتاج الى تنظيم ومنهجة تقوم بها الجهات الثقافية المنوط بها رفد الساحة بالمبدعين والاهتمام بهم،لدينا تجارب رائدة،مثلا لما قرأت (قطار الغرب) لمحمد المكي ابراهيم وسط من المشاركين فى المسابقة اندهشوا وتساءلوا اين هو شاعر هذه القصيدة،فهو يتجاوز السياب والتزم التفعيلة فى العام 1967. هل تعنين ان هناك أدوارا غائبة لوزارة الثقافة؟ أعنى ذلك،النجاح الذى يتحقق للمبدع السودانى يكون بمبادرات شخصية منه . بعد المسابقة ما نيتك ان تفعلى؟ اتجه لطباعة ديوانى (لا أشتهى وطنا سواك) سئلت عن علاقة الهندسة بالشعر،ولكنى أسأل عن علاقة الشعر بالهندسة؟ هما ابداع،لمسات،ودقة،لا يأخذانى من بعضهما.