قال الفريق سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان، إنه أكد للمسؤولين في الخرطوم أنه لا نية لديه لخوض حرب ضدها والعودة بالبلاد إلى الوراء، وأشار إلى أنّ الحوار هو الحل الوحيد لحل أية خلافات مع السودان. وأوضح سلفا خلال كلمة بساحة الشهداء في إطار احتفالات الجنوب بيوم الشهداء وذكرى رحيل الزعيم جون قرنق مساء أمس، أنه لا يود الحديث في كل مناسبة عن الخلافات مع السودان، لكنه قال إنه علم بأنّ السودان يعتزم إغلاق خط النفط في 22 أغسطس المقبل. وأوضح أن وزارة البترول والتعدين في الجنوب اتخذت الاحتياطات الكفيلة بمنع أي ضرر لخط النفط أو معدات الضخ إذا كانت الخرطوم جادة في موعدها، وقال إن بلاده ستستمر في المفاوضات مع الخرطوم لمنع إغلاق خط النفط. وأضاف حسب جريدة (الدستور) المصرية، بأن بلاده لن تدخل الحرب ليس لأنها لا تجيدها ولكن لأن من يلجأ إلى الحرب هو من يفقد السبل السلمية كافة لحل النزاع (ونحن مازال لدينا الكثير من الطرق السلمية لحل الخلافات مع السودان). وقال سلفا إن إقالة الحكومة كانت مطلباً شعبياً وكثيراً ما كان يشكو أبناء الجنوب من وزراء الحكومة ويطالبون بإقالتها نظراً لأنها لم تحقق التنمية المطلوبة ولم توفر متطلباتهم الحياتية. وقال إن تحقيق التنمية يتطلب أموالاً، وأضاف: لكن من أين نأتي بهذه الأموال في ظل الرواتب التي تدفع لما يزيد عن (50) مسؤولاً هم الوزراء ونوابهم، علاوةً على مستشاري الحكومة ورئيس البلاد ونائبه، وزاد: لهذا كان قرار تقليص الوزراء إلى (17) وزيراً، إضافةً إلى وزيرين لمكتب الرئيس ليصبح عدد الوزراء (19). وأوضح سلفا أنه كان يتابع ما يجري داخل الحكومة، وقال: (لكن لكل شئ أوانه)، وأكد أن الحكومة الجديدة ستشكل في القريب العاجل وستلبي طموحات أبناء جنوب السودان. وعن إقالة نائبه د. رياك مشار، قال سلفا إن مشار استبق موعد الانتخابات الرئاسية وأعلن ترشحه لانتخابات 2015م، وكان يوجه انتقادات لاذعة وهو في السلطة، وقال إنه طلب من مشار تقديم استقالته طالما أنه غير مقتنع بالحكومة حتى ينضم لصفوف الشعب ويتسنى له انتقاده كما يشاء، لكنه رفض تقديم الاستقالة لذا صدر قرار إقالته. وقال سلفا: عندما اتخذت قراراتي بإقالة الحكومة ونائبي، ظن البعض أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية وجاءتني اتصالات كثيرة من الخارج، وأضاف: كان ردي بأن هذه تغييرات طبيعية تجرى في أية دولة من العالم، وهل يتعين عليّ كرئيس دولة إذا أردت تغيير الحكومة أن أطلب الإذن من أحد؟. وبشأن باقان أموم، أوضح سلفا أن التحقيقات مع أموم تأتي بشأن مخالفات ارتكبت داخل الحزب ويعلمها أموم وجميع أعضاء الحركة، وكذلك بسبب حديثه عن أسرار الحركة لوسائل الإعلام، وقال إن التحقيقات تجرى مع أموم وانه في انتظار النتائج. ووجه سلفا رسالة إلى قوات الجيش والشرطة دعاهم فيها إلى العمل من أجل جلب الاستقرار واحترام المواطنين، وقال إن هناك اتهامات بارتكاب مخالفات من جانب هذه القوات ويتعين جلب هؤلاء الأشخاص وتقديمهم للمحاكمة خاصةً في «بيبور وبور» في جونقلي.