صباحاً? منذ أمد بعيد نجد أن للمرأة رأياً ونظرة في الرجل الذي يختارها وهذه المعايير تختلف من بلد إلى بلد آخر ومن قبيلة إلى أخرى الا ان هنالك شروطاً وثوابت لا تتنازل عنها المرأة تحت أي ظرف . هذه الثوابت هي: أ. أن تشعر البنت بأن هذا الشاب رجل معنى وشكلاً وتأثيراً. ب. ان يكون شجاعاً مستعداً للدفاع عن عرضه وماله ونفسه متى ما دعا الداعي. ج. ان يكون كريماً فالبخيل مذموم عند النساء جداً وبقدر ما يبخل بقدر ما يهوى سقوطاً في نظر الأنثى . د. ان تكون ملامحه قوية وقوامه سمهري ويديه معروقة يعني (عروقه ذي الكيبل). ه. يستحسن ان يكون قد بلغ سن الرشد اكثر من مرة . مصيبة النساء ان كل هذه الصفات لا تجتمع في رجل واحد فتجد ان »40%« منها في أحمد و»40%« في مصطفى و»10%« في وحيد ، فتظل عيونها تدور عليهم كي تشبع حاجتها ولكنها آخر الأمر تميل إلى صاحب النسبة الأكبر ، وهذه غريزة طبيعية لا تلام عليها أنثى . قالت عجوز من العرب لبناتها الثلاث صفن ما تحببن من الازواج .. فقالت الكبرى: اريد اروع بساماً ، أحذ مجذاهاً ، سيد ناديه وثمال عافية ومحسب راجيه ، فناؤه رحب وقياده صعب . وقالت الوسطى : اريده عالي السناء ، مصمم المضاء ، عظيم نار ، متمم ايسار ، يفيد ويبيد ، ويبدي ويعيد ، في الأهل صبي ، وفي الجيش كمي ، تستعبده الحليلة وتسوده الفضيلة . قالت الصغرى : اريده بازل عام كالمهند الهمام ، قرانه حبور ولقاؤه سرور، ان ضم قضقض، وان دسر اغمض وان أخلّ احمض. فقالت امها فض فوك لقد فزت، طبعاً واضح ان (الأم ذاتها ما ساهلة) وكل هذه الصفات لم تخرج عن الكرم والفحولة والشجاعة وقوة الشخصية . تكره المرأة ما تكره العاطل والسفيه البخيل والذي كلما سأله الناس ما لقيت شغل ؟ يقول دقيت تأشيرة جدة وبالمناسبة عاطل السودان هو عاطل جدة . قال احمد بن مهدي الاديب : سر في بلاد الله والتمس الغنى ودع الجلوس مع العيال مخيّما لا خير في حر يلاعب حرة ويبيع قرطيها اذا ما أعدما بتقدم الثقافة والحضارات وتغير الكثير من القيم الجمالية والاجتماعية فقد صارت الزوجة المنتجة افضل من الزوجة قعيدة المنزل فهي ذات دخل معتبر وقد تدربت على بنود الصرف والمساهمة في النفقات ورويداً رويداً بدأ يزول عهد البنت ام شعر طويل (عيون غلاد) وصارت هذه الأخيرة من حظ ابناء الاثرياء لأنهم في رغد من العيش ولا يحتاجون الى دخل اضافي . اما اسباب البورة التي بدأت تكتنف بلاد السودان فذلك بسبب نجاح البنت فقد صارت طبيبة وقاضية وعميدة كلية وبالمناسبة كلما صارت وظيفتها عالية كلما قللّت من عدد المتقدمين لها وعليها ان تتحمل نتائج الفشل الذي سببه لها نجاحها . الرجل عادة يحب وبالواضح كدة المرأة ذات الشخصية الضعيفة والمستكينة غير المحجاجة والا تكون أعلى منه رتبة او مؤهلاً او مكانة واحياناً يصل به الحد إلى ان يطلب من المصوراتي ان يضع تحت رجليه كرسياً اذا كانت العروس اطول منه ذلك علماً بانه سوف يعطي هذه الصورة لمن يعرفونه (وشافوهو عديل). اما ثقافتنا السودانية فقد قسمت المنافسة بين الرجل والمرأة بالتساوي . بحيث يرضى كل طرف بمساهمة الآخر وذلك في العباراة التي تقول (تغلبها بالمال وتغلبك بالعيال) وهذه لعمر ابيك قسمة عادلة الا وينو المال هسع ؟