الخرطوم: عبد الرؤوف عوض تصوير: ابراهيم حامد : قضايا اقتصادية وتنموية للقارة الافريقية تتصدر أجندة اجتماعات كتلة وزراء المالية والمحافظين الأفارقة بصندوق النقد والبنك الدوليين التي انطلقت امس بالخرطوم وسط حضور كبير وبمشاركة (54) دولة، و من بين هذه القضايا كيفية التعامل مع صندوق النقد والبنك الدوليين في تقديم المساعدات للدول لمحاربة الفقر وتحقيق التنمية والنمو الاقتصادي وربط البلدان الأفريقية ببعض البنيات التحتية والاهتمام بقضايا الزراعة والكهرباء الى جانب التحديات التي تواجه القارة الأفريقية والمتمثلة في النزاعات الأهلية والقبلية ببعض الدول وكيفية وجود آلية يمكن من خلالها الخروج من أزمة الحروبات الطاحنة التي تقف عائقا أمام التنمية. وأعرب عدد من خبراء الاقتصاد عن أملهم فى ان تكون هذه الاجتماعات فرصة للكسب والتأييد الافريقي لمعالجة ديون السودان الخارجية التي ستناقش اليوم من خلال مساندة هذه الدول للسودان لمعالجة الديون الخارجية خاصة أن التفاوض ( بين طرفي الديون) يتجه نحو الانفراج حاليا لحل الأزمة بين البلدين، وإن هذه الاجتماعات تعتبر فرصة أيضا لإسماع صوت السودان عبر هذا التكتل الافريقي، اخذاً في الاعتبار أن أجندة ديون السودان الخارجية ستناقش في جلسات اليوم ، وستضمن في نتائج إعلان الخرطوم الذي سيعلن بعد مناقشته ضمن أجندة اليوم. ومن المقرر ان تناقش كل هذه القضايا في جلسات مغلقة على ان يختتم اليوم بإعلان الخرطوم، وتأتي اجتماعات الخرطوم في وقت أصبحت التكتلات الاقتصادية ضرورية، حيث يرى كثير من المشاركين في الاجتماعات ضرورة ان تتجه الدول الأفريقية الى تكوين تكتل اقتصادي أفريقي يعبر عن تعاون كبير لمعالجة القضايا الاقتصادية المشتركة الى جانب وضع سياسات وبرامج متكاملة تفضي لاستغلال الموارد بصورة أمثل للاستفادة من موارد أفريقيا من خلال التكامل والتعاون الاقتصادي فيما بينها. وقال الرئيس عمر البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للاجتماعات أمس ان البلدان الأفريقية تعاني عجزا وقصورا في تمويل مشروعات البنيات التحتية الأمر الذي يشكل عائقا أمام التنمية، وأشار الى أن هذا الأمر يتطلب التعاون الافريقي في إطار العمل والتحرك في المؤسستين -البنك الدولي والصندوق الدولي- لإزالة العوائق في سبيل نهضة افريقيا، مشيرا الى ان نهضة الاقتصادات لا تتم الا بالتكامل الإقليمي والمشروعات الأفريقية لتحقيق المنفعة للجميع وعدّد مقومات أفريقيا من حيث الإمكانيات الطبيعية والموارد العظيمة والطاقات البشرية، وقال إن افريقيا هي المكان المناسب لبروز إقتصاد جديد معافى في العالم مما يعاني منه الاقتصاد العالمي، وشدّد البشير على أهمية مشروعات التكامل الإقليمي بأفريقيا أسوة بقارات أخرى ودعا البلدان الأفريقية لمعاونة بعضها لتحقيق المنفعة والتفكير في أنجع السبل للنهوض بالإنسان الأفريقي باعتباره أساس النهضة والتنمية والرفاهية. وأعلن البشير عن فتح أبواب السودان مشرعة للاستثمار في كافة المجالات والبنيات التحتية على وجه الخصوص ، مبينا أن السودان لديه مشروعات محتملة يقدمها للراغبين من المستثمرين من شتى الدول، وأشار الى التسهيلات التي تمت في مجال الاستثمار مؤخرا لجذب مزيد من الاستثمارات، داعيا المشاركين للتركيز على استقطاب الاستثمار وليس المطالبة بالعون المباشر والمنح، لافتا الى ان الاستثمار أجدى لأنه يجد قبولا أكثر ويحقق مصلحة للطرفين بينما العون المباشر يقوم على عنصر المنح الذي قد يكون او لا يكون). وأعرب البشير عن أمله فى ان تخرج الاجتماعات بنتائج ملموسة تساعد كل الدول الأفريقية على بلوغ التشغيل والاستغلال الأمثل للموارد تحقيقا للنمو والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية، معربا عن أمله في الخروج بمقررات تعالج مشكلات الاقتصاد والتنمية في أفريقيا. من جانبه قال الأستاذ علي محمود عبد الرسول وزير المالية رئيس الكتلة إن افريقيا تمتلك المقومات والإمكانيات الطبيعية والموارد والطاقات البشرية مما يؤهلها للعب دور اقتصادي فاعل، داعيا الى ضرورة التعاون الأفريقي في إطار العمل والتحرك في المؤسستين -البنك الدولي وصندوق النقد الدولي- لإزالة أي عوائق في سبيل نهضة أفريقيا. وأضاف الوزير: أن اجتماعات الخرطوم تأتي وقد أصبح من الضروري ان تتجه الدول الافريقية الى تكوين تكتل اقتصادي أفريقي لمعالجة القضايا الاقتصادية المشتركة ووضع سياسات وبرامج متكاملة تفضي لاستغلال الموارد بصورة أمثل، وأشار الى أهمية ابتكار وسائل تمويل ناجحة لمقابلة احتياجات التنمية المستدامة. وتوقع الوزير أن تكون المداولات هادفة وبناءة بحيث يكون لها مردود واضح في دفع عجلة الاقتصاد الافريقي وإحداث طفرة تنموية مستدامة تؤدي الى تجقيق الأمن الغذائي وتخليص القارة من الفقر. وأشاد بمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي والبنوك الإقليمية ومؤسسات التمويل الأخرى قائلا إن هذه المؤسسات تلعب دورا كبيرا ومقدرا في عملية التنمية وثمّن مشاركتها في الاجتماعات. وأشاد كبتي لاتنقا ممثل الوفود المشاركة والمحافظين بالاستقبال الجيد وأعرب عن أمله أن تتداول الاجتماعات حول المصالح المشتركة والاتفاق على صوت واحد للقارة الأفريقية عند مخاطبة البنك وصندوق النقد الدوليين، مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات حول الموضوعات المدرجة للنهوض بأفريقيا. وفى السياق قال يوسف الحسين وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني إن أجندة ديون السودان حاضرة في كل المحافل التي بها صندوقا النقد والبنك الدوليين، وكشف الوزير في حديثه ل(الرأي العام ) عن أن أجندة اليوم ستتضمن كيفية وضع رؤية أفريقية لمعالجة الديون الخارجية ،كما سيتضمن إعلان الخرطوم مذكرة ترفع للصندوق للاستفادة من مبادرة الدول المثقلة بالديون (الهيبك) خاصة بعد استيفاء السودان كل الشروط الفنية والمطلوبات، وقال إن هذه الاجتماعات فرصة لإسماع صوت السودان لمتخذي القرارات في الاجتماعات السنوية للصندوق والبنك الدوليين وقال إن الصندوق والبنك يقدمان المساعدات الفنية وتدريب الكوادر البشرية. وفى السياق قال د بابكر محمد توم الخبير الاقتصادي في حديثه ل (الرأي العام) إن هذه الاجتماعات فرصة لزيادة التعاون الأفريقي الأفريقي والاستفادة من المبادرات الأفريقية للتكامل الى جانب الاتجاه الى توحيد وإسماع صوت السودان عبرالتكتلات لمعالجة ديون السودان الخارجية خاصة وان السودان مستوف للشروط الفنية معربا عن أمله ان تكون النتائج جيدة مستقبلا. وأعرب د.محمد الناير الباحث الاقتصادي عن أمله فى ان تكون هذه الاجتماعات فرصة للكسب والتأييد الافريقي لمعالجة ديون السودان الخارجية من خلال مساندة هذه الدول للسودان لمعالجة ديونه الخارجية في ظل المعالجات الجارية من قبل الدولتين لوضع الخيار الصفري والتحرك نحو المجتمع الدولي والدائنين لمعالجة الديون الخارجية.