نبيل صالح: سارة جاد الله : مثلما تغنى أهل جزيرة توتي بأغنية (عجبوني الليلة جوا، ترسوا البحر صددوا)، هل يردّد البعض تحسراً مع حمد الريح (حليل أرض الجزاير والطنابير الترن، حليل ناس ليلى ساعة الليل يجن، يا غالية يا تمرة فؤادي الليلة ما عاد المراكب شرّقن، والقمري فوق نخل الفريق فاقد الأهل يبكي ويحن، نحمّل رسائلنا واشواقنا لحبايبنا وللأهل).. هل سيتم ترديد هذا المقطع؟ بعد أن توقعت غرفة الطوارئ المركزية بالخرطوم ارتفاع مناسيب النيل نهاية الأسبوع من (16.60) متر إلى (16.75) متر اليوم , مما يشكل خطراً على سكان ضفاف النيل الأزرق والجزر الواقعة في عرضه؟. وكانت إدارة الدفاع المدني قد حذرت القاطنين بجوار النيل في بداية الأسبوع المنصرم بزيادات متوقعة في مناسيب النيل وفيضانات، وطالبتهم بتوخي الحيطة , فيما طالبت السلطات في ولاية نهر النيل سكان (30) جزيرة بإخلائّها لخطورة الموقف والزيادة الكبيرة في المناسيب , وأشارت مصادر مطلعة إلى أن غرفة الطوارئ في حالة انعقاد مستمر. وكشفت ذات المصادر عن رفض سكان الجزر المهددة مغادرتها , والتحوط بالردميات والتروس . وفي ذات الصعيد أكد المهندس خالد حلاب مقرر غرفة طوارئ الخريف بمحلية الخرطوم استقرار الأوضاع في الخرطوم. وقال إن المحلية استعدت لأسوأ السيناريوهات المتوقعة, وبث خالد تطميناته لسكان جزيرة توتي وقال إن الغرفة المركزية وغرفة المحلية في حالة استنفار دائم، وأكد توفر المعينات التي تمكنهم من ترويض الفيضانات مهما بلغ حجمها . فيما أعرب سكان جزيرة توتي عن مخاوفهم من زيادة المناسيب التي من شأنها أن تعيد الجزيرة الى سيناريو 1988م خاصة أن مستوى المياه تجاوز الكتل الخرسانية التي وضعت لمنع تغول الفيضانات. وقال يوسف عدلان عضو اللجنة الشعبية ب (توتي ) إن مستوى مياه النيل تجاوز الكتل الخرسانية بمعدل كبير مما قد يوحي أن المناسيب في زيادة مطردة خصوصاً بالمنطقة الشمالية الشرقية. وأشار إلى أنه يحاول الاتصال بالسلطات لإخطارها بهذه الزيادة , لأن حجم الاستعداد ليس كافياً على حد قوله , وزاد (يمكنني القول إن الإمكانيات المتوفرة الآن 50% من المطلوب) . وفي ولاية نهر النيل أطلقت غرفة عمليات طوارئ أبو حمد إنذاراً لمواطنيها القاطنين بالجزر والقرى على ضفاف النيل بإخلائها وذلك لارتفاع مناسيب نهر النيل بمعدل أعلى من منسوب عام 1988م وحذرت خلال طواف واسع على كل تلك الجزر والقرى من كارثة وخسائر في الأرواح إذا تأزم الموقف. وقد تم إخلاء جزيرة أرتُل فيما تظل جزيرة كِجي مهددة بشكل مباشر بارتفاع مياه النيل. وأعلنت غرف عمليات الطوارئ على مستوى الجزر في كجنقيلي وكرقس وجعدناب وكلكلي ومري وبسوي والعيادية والجبلية وكجرات والحجير وأرتنسو وجبكة وقنديسي والقرى على النيل القريب والكرو والزويرة وقعيوة وأَمِن شمال وجنوب وأم مريخ بأنهم والأهالي في حالة تأهب ومراقبة لصيقة لموقف فيضان النيل وعلى استعداد لعمليات إخلاء سريعة في حال تحتم ذلك. وقد تم حشد كل اللنشات الخاصة بالمواطنين لهذا الغرض، فيما تتحسب غرفة عمليات الولاية بأعداد من اللنشات الكبيرة والإستعانة كذلك بأخرى عاملة بمشروع القامبيا بالمحلية . إلى ذلك تم رصد كميات كبيرة من مياه سيول قادمة من جهة الشرق على وادي آمور الذي يمر بمناطق الشريك وأبو هشيم، وكان قد قطع خط السكة الحديد قبيل أيام العيد بطول(3) كيلومترات. وفي الأثناء دعت اللجنة العليا للفيضان،جميع المواطنين والجهات المعنية، لاتخاذ التحوطات والتدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات. وباشرت محلية أبوحمد بنهر النيل، إجلاء سكان الجزر المهددة بالغمر جراء الازدياد المطرد في مناسيب نهر النيل فعلياً على الضفتين، والتي كانت قد أنذرت السلطات المحلية، قاطنيها بإخلائها ضمن التدابير الاحترازية والتحوطية التي اتُّخذت لحماية أرواح وممتلكات الآلاف من المواطنين بداخلها. وكشف معتمد محلية أبوحمد طارق فرح عيسى في تصريحات صحفية أمس الأول ، عن إخلائهم لجزيرة أركل بالكامل، فيما تتواصل عمليات إخلاء بقية الجزر لتشمل ما يزيد عن(31)جزيرة، ونقل ما يزيد عن عشر آلاف أسرة مقيمة بداخلها لمواقع آمنة خارج دائرة التهديد. الى جانب إخضاع مواقع التعدين الأهلي من صحارى ووديان، لعمليات مسح جوي، للتأكد من خلو مناطق التعدين من أي معدّنين يواجهون ظروفاً استثنائية بسبب السيول . عموماً يبقى مدى ارتفاع مناسيب النيل هو وحده من يقرر ما إذا كان يتعين على أهل الجزر مغادرتها أم الاكتفاء بالردميات والتروس.