نعم في منزلنا نمر.. دخل النمر.. منزلنا أمس الأول وسط دهشة سكان الحي الذين لفت نظرهم صوت السارينا التي وقفت أمام منزلنا.. وهبط النمر من سيارته، نمر حقيقي.. عرف بالاهتمام بالتواصل الاجتماعي مع كل الذين يعرفهم.. جئت قبل فترة من ألمانيا حيث كنت في رحلة علاج هناك..والرجل كان مشغولاً بتجهيز المأوى لمنكوبي السيول والأمطار وبالإشراف على سحب المياه من ميادين الخرطوم التي أغرقتها الأمطار في متر ماء وليس شبر ماء كما يقولون. هذا النمر هو سعادة اللواء عمر إبراهيم نمر معتمد الخرطوم والذي ظل في حالة نجدة مستمرة يتفقد كل أحياء الخرطوم . جاء نمر هاشاً باشاً وقدم كل كلمات الاعتذار لتأخره عن زيارتي. واللواء نمر أحد الذين يكسبون الناس بالكلمات الجميلة والأنيقة.. وهو أحد الذين يخدمون الآخرين مهما كان مستواهم ومهما كانت مواقعهم الاجتماعية، وتجاذبنا أطراف الحديث مؤكداً احترامه للصحافة السودانية وللصحافيين السودانيين. سألته: لماذا أقمت حفل عشاء للصحافيين وغيرهم والخرطوم غارقة في المياه، وكثير من المواطنين لم يجدوا لقمة الخبز ؟قال لي: إنه تكريم لهم. والعشاء لم يكلف مبلغاً مالياً،لأن الجهة التي أقمنا فيها العشاء أسهمت بمقدار النصف في تكلفته. ونمر فيه جدية الجندي.. ورقة المسؤول الذي يعرف واجباته، ويعرف كيف يكسب مواطنيه. نمر .. هو نمر لم تغيره المناصب ولا المواقع.. فهو دائماً مع أصدقائه وأحبابه وأهله. واللواء نمر رجل اجتماعي من الطراز الأول. وقد بقي معي بمنزلنا أكثر من ساعتين. وتجاذب أطراف الحديث مع ابني محمد وابني الأصغر مصعب الذي رغم صغر عمره فقد قام بتجهيز الضيافة بكل اقتدار. ونمر يشرب الشاي والقهوة بدون سكر بالرغم من عدم إصابته بالسكري، وهو كيييف شاي وقهوة ولا يدخن إطلاقاً. وسأل عن حال الأمطار بالمنازل التي تجاورنا وما إذا كانت هناك مياه راكدة في «الشوارع»، وقال إنه يمكن أن يسهم في شفطها بالاتصال مع معتمد كرري «العمدة» الذي لم يقصر في واجباته.. وقدم كل أنواع الدعم لسكان الفتح، والذي كان يزورها مع الدكتور عبد الرحمن الخضر في اليوم أكثر من ثلاث مرات واستطاعوا أن يخففوا من معاناة سكان الفتح. والمعتمد نمر مثل الدكتور محمد المختار حسن وزير الدولة بمجلس الوزراء.. ومثل الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير المعادن في مسألة التواصل الاجتماعي، ويعتبرون منازل الأصدقاءهي منازلهم يزورهم في كل الحالات التي تتطلب الزيارة وتفقدهم. ونمر.. مكتبه مفتوح أمام الجماهير مثل منزله ومثل قلبه. ونمر أحد المسؤولين القلائل الذين لا يختبئون خلف الهاتف أو السكرتارية.. هو يرد مباشرة على من يتصل به من أهل الصحافة أو عموم أبناء الخرطوم. قلت له: كنت أود أن أكتب إلى معتمد الخرطوم نمر من ورق ومن حديد.. واللواء نمر مستوعب تماماً لقضايا ومشكلات مواطني الخرطوم لأنه ليس غريباً عنها. وما زال يدرس في الملفات القديمة التي خلفها من كان يشغل هذه الوظيفة وهذا الموقع قبله، وهو يتمتع بمشاعر دافئة مع من يعرف ومع من يحب. إنه نمر الخرطوم الذي سيعيد للخرطوم وجهها المشرق ما دام يقود هذه الولاية الدكتور عبد الرحمن الخضر. التحية لأخي نمر.. ولوالي الولاية ولكل من يبذل جهداً لإعادة العاصمة إلى ما كانت عليه. والله الموفق وهو المستعان