تحية ووساما مطرزا بالشكر والعرفان لشباب «حركة نفير» من كل جموع الشعب السوداني تقديراً لجهودهم الوطنية في البذل والعطاء دون كلل أو ملل وهم يغيثون أهلهم البسطاء في كل مواقع كارثة السيول و الامطار في الخرطوم بحري وامدرمان حتى ولاية نهر النيل والجزيرة والنيل الابيض باندفاع وهمة وجدية وشجاعة تجعلنا في غاية الاطمئنان على مستقبل هذا البلد طالما فيه ذلك الشباب الواعد والمؤمن برسالته المجتمعية تجاه أهل وطنه بتلك الصورة الإيجابية وهم يغوصون في شلالات السيول حاملين العجزة والأطفال على أكتافهم إنقاذاً لهم من ذلك الموت المحقق غرقاً في منازل «الجالوص» التي انهارت وصارت أشلاء جرفتها تلك السيول في غمضة عين ،ولم يكتف ذلك الجمع الشبابي من «حركة نفير» بأداء واجبه الوطني في إنقاذ المتضررين من تلك الكارثة بل قاموا بإعداد العدة كاملة في الحفاظ على تلك الأرواح لتبقى في الحياة بتوفير الوجبات الغذائية الجاهزة للبعض بجانب السلع التموينية للقادرين على إعداد تلك الوجبات عبر مساعدات من فاعلي الخير الذين استجابوا بسخاء لشباب حركة نفير وقدموا الكثير من المعينات للمتضررين ،كما أسهم أصحاب مصانع المواد الغذائية في ذلك الدعم بجانب حمولات الملابس والبطاطين التي تم توزيعها للمتضررين الذي لاذوا بالفرار إلى شوارع الأسفلت بعيداً عن مستنقعات السيول القاتلة، في وقت أعلنت فيه الأممالمتحدة عبر مندوبها في السودان السيد «مارك كيتش» بأن الأمطار والسيول في السودان قد أحدثت كارثة ضخمة تستوجب استنفار المجتمع الدولي والأممالمتحدة على وجه الخصوص لتقديم العون والاغاثة للمتضررين حيث ما زال المسؤولون السودانيون يشيرون في تصريحاتهم بأن الوضع الإنساني تحت السيطرة وأن بلادنا ما زالت بعيدة عن الكارثة وفق ما أسموه المعايير الدولية للكوارث ، ولكن ما شهدناه وما قاله ممثل الأمم في السودان يؤكد بأن كارثة طبيعية قد ألمت بنا تستدعى الإعلان عنها واستنفار كافة الجهود المحلية للخروج منها بأقل الأضرار وبمشاركة إيجابية وفاعلة لكل شرائح المجتمع من أحزاب ومنظمات ورجال أعمال ،بل يجب على كل موظفي الدولة السودانية في القطاع العام والخاص التبرع براتب يوم لإغاثة متضرري السيول والفيضانات في كل الوطن ،كما يجب ان نقوم بتوفير كل الإمكانات لمجموعات «حركة نفير» التي أثبتت جدارتها و قدرتها الفائقة في الإدارة الميدانية للأزمة بشكل غير مسبوق لم أشاهده حتى في كارثة السيول والفيضانات عام 1988م التي جعلت مطار الخرطوم غير قادر على استقبال تلك الجسور الإغاثية التي أتت من كل بقاع العالم. فالتحية والتقدير لشباب «حركة نفير» الأوفياء الذين ضربوا مثلاً رائعاً ومشرفاً في أداء الواجب الوطني مما يجعلنا أكثر اطمئناناً على مستقبل بلادنا..