مبادرة جديدة وشكل فريد ومتميز من التضامن الوطني أطلقته مجموعة من الصحافيين الشباب يتقدمهم عميد الصحافة السودانية الأستاذ محجوب محمد صالح عبر دعوة صريحة لنبذ العنف القبلي ووقف الاقتتال العرقي في كل ولايات دارفور بتدشين لمنظمتهم الإنسانية الطوعية «صحافيون ضد العنف القبلي في دارفور» بعد أن ساءت الأوضاع هناك وصار سفك الدماء هو الوسيلة الوحيدة المتبعة في حسم الخلافات القبلية ،دون البحث في المعالجات السلمية القائمة على الحوار والمصالحة، مما حدا بتلك المجموعة من الناشطين الصحافيين في أخذ المبادرة وإلقاء حجر في بركة مياه العنف الراكدة تنبيهاً للمجتمع وكل الجهات المسؤولة عن مخاطر ذلك العنف القبلي والذي قد يقود البلاد إلى حرب أهلية تعود بدارفور مرة أخرى إلى سنوات الاقتتال الأولى وتجعل احتمالات التدخلات الدولية أمراً ممكناً في غياب صوت العقل والحكمة التي من الممكن أن تفوت الفرصة على كل متربص ظل يخطط لسنوات عديدة من أجل فصل كل دارفور عن السودان، إلى أن جاءت صحوة وانتفاضة شباب الصحافيين الأوفياء الذين أطلقوا تلك الصيحة المدوية في كل ربوع السودان ضد العنف والاقتتال القبلي في دارفور ليجدوا الاستجابات الفورية والعاجلة من كل شرائح المجتمع السوداني وكل فصائله السياسية حكومة ومعارضة في تضامن لم يشهده الوطن منذ زمن طويل، عبر سلوك مهني دقيق وتوثيق المعلومات لا يتخطى حجم المأساة والمعاناة في دارفور وتأثير النشر الصحفي فيها ،مع تجنب الإثارة ونشر الصور الضارة التي تعزز العنف القبلي والعرقي والجهوي ولا تخدم أو تسهم في معالجة الأزمة كما التزم الصحافيون أصحاب المبادرة بعدم الانحياز إلى الدعوات العنصرية أو المتعصبة أو المنطوية على التحريض على العنف القبلي والعرقي والجهوي، أو تلك التي تؤدي إلى تأجيج الصراع أو إطالة أمده أو تعطيل أو إعاقة الوسائل السلمية في إيقافه اضافة إلى إفساح مساحة نشر أوسع للمبادرات الأهلية والمدنية والرسمية في التوفيق والمصالحة مع الالتزام بالاتصال بكل الأطراف والتحقق من أصول الروايات والتصريحات من أصحابها الاجتهاد لأقصى حد في استطلاع وجهات النظر المغايرة لكل أطراف النزاع، وأكد ميثاق الشرف الذي أصدرته المجموعة على أّهمية عدم النقل الفوري والمباشر من مواقع الإنترنت ما لم تخضع هذه المواد للمعايير المهنية وتعزيز مصداقيتها بالوسائل المهنية المعروفة وتأسيس آلية مستقلة من الصحافيين والتواصل مع كل الآليات والأجسام الموجودة لتطبيق هذا الميثاق وإغلاق كل أبواب الاستقطاب السياسي للآلية كما ناشد الميثاق كل كتاب الأعمدة وأصحاب الرأي لتبني مواقف داعمة للسلام والمصالحة في دارفور مما يجعل استجابة كل الكتاب لتلك الدعوة أمراً مقدساً لوقف العنف واستدامة السلام الاجتماعي في دارفور ،كما أتمنى من الصديق الدكتور التيجاني السيسي أن يتبنى تقديم كل التسهيلات لأولئك الصحافيين الشباب حتى يؤدوا مهمتهم الوطنية على أكمل وجه من أجل الإسهام في معالجة إشكالية السودان في دارفور..