خطاب الإتحاد الدولي لكرة القدم واضح وضوح الشمس ، فالفيفا يعترف بالعلاقة بين ( الاتحاد والنادي) ، ولايرى أي جهة أخرى ( حكومية أو غير حكومية) لدرجة أنه لا يعطيها شرف مخاطبتها بشكل مباشر ، وإن أراد منع التدخل السياسي في العمل الرياضي يخاطب الاتحاد العام كما حدث في قضية الهلال ليخطر الوزير الإتحادي بالعواقب الوخيمة التي ستتربت على هذا التدخل . ماذا ينتظر مجلس الهلال ورئيسه الامين البرير حتى يؤكد للجميع وعلى رأسهم الوزير وحليف صلاح إدريس التاريخي وقبلهم ( الجهات العليا) أنه قادر على قلب الطاولة عليهم جميعا ، باللجوء للجهة التي تضمن حمايته ، وهذه الجهة حسب خطاب الفيفا المستند على القوانين واللوائح التي تحكم منظومة كرة القدم هي الإتحاد السوداني لكرة القدم فهو الفيفا في السودان أؤكد على أنه الفيفا في السودان وبالتالي وفق العلاقة المحددة من الاتحاد الدولي بين (الاتحاد والنادي) ملزم بحماية النادي من تدخلات الطرف الثالث ( الوزير) والاجسام الغريبة عن المنظومة الرياضية ( المفوضية والتحكيمية (الاستئنافات) ) . ماذا ينتظر البرير ومجلس إدارته ليوجه ضربة قاضية لكل الأطراف التي تآمرت عليه وعلى رأسها الإتحاد السوداني لكرة القدم الذي يستمتع بمشهد تدمير الهلال مع أنه المسؤول الأول والاخير عن حماية الهلال من الدمار فهو كما ذكرت الفيفا في السودان ، ماذا ينتظر البرير ومجلس إدارته ؟ هل ينتظر أن يصل فارق النقاط إلى أكثر من عشر نقاط ويتراجع الفريق في الترتيب إلى الرابع أو الخامس ويقال له بعدها مبروك أنت مجلس شرعي ؟ أم ماذا ينتظر؟ الحل في أن يرمي الكرة بالكامل في ملعب الاتحاد العام (الفيفا في السودان) بخطاب رسمي معلنا فيها سحب الفريق من الدوري الممتاز مسببا ذلك أنه رغم خطاب الفيفا ما زال المجلس عند الوزير ( مجلس سابق ورئيس سابق ويعمل بإلتزام أخلاقي) وأن هذا الوضع أثر بشكل مباشر على الفريق ويستدل ببيان قائد الفريق عمر بخيت، ويطالب الإتحاد (الفيفا في السودان) بتحديد شرعيته من عدمها ، وعليه مطالبة الإتحاد العام كذلك تحمل مسؤوليته كاملة بحمايته من التدخل السياسي ، ويشدد على انسحابه من منافسة الدوري الممتاز وكأس السودان وعدم عودته للمشاركة ما لم يضمن الاستقرار المطلوب كمجلس منتخب . أوقفوا القضايا المحلية وركزوا مع الاتحاد العام وتأكدوا أنه في اللحظة التي سيعلن فيها المجلس سحب الفريق من الدوري ستنتهي هذه الزوبعة وكأنها لم تكن . كل يوم يمر ويخسر الهلال سترددون ليتنا فعلنا ذلك ، إفعلوها الآن فالإتحاد لا يوجد أمامه سوى خيار إبلاغ الإتحاد الدولي لكرة القدم بالتطورات التي حدثت وعلى رأسها استمرار التدخل الحكومي في الشأن الهلالي ، أعلنوا الانسحاب من الممتاز وأجبروا الإتحاد على مخاطبة الفيفا ، ولابد من التركيز على هذه النقطة جيدا لأن الفهم السائد أن مجلس الهلال هو المطالب بتصعيد القضية مرة أخرى للفيفا وهو يحتفظ بهذا (الكرت) ، الوضع سيختلف في حال انسحب الهلال استنادا على موجهات الفيفا بمنع التدخل الحكومي سيضطر الاتحاد لواحد من حلين : إما الضغط على الحكومة لرفع يدها نهائيا عن مجلس الهلال أو يخاطب الفيفا بالمستجدات ، وهو يعلم أن الفيفا لن يرحم الكرة السودانية ، وبالتالي لا توجد مخاطر في قرار الانسحاب بل على العكس سيتحول المشهد بالكامل ، وبعد أن كان مجلس إدارة نادي الهلال في موقع الباحث عن الشرعية ، سيبحث الإتحاد العام الشريك الأصيل في هذه المهزلة عن ما ينقذه من غضب الإتحاد الدولي ، انسحبوا ولن تندموا . أواصل ...