قال علي كرتي وزير الخارجية، إنّ الولاياتالمتحدة لا تحمل هم حل قضايا دولتي السودان والجنوب، واتهمها بأنه كان لها الدور الأكبر في إفساد علاقاتهما منذ قبل الانفصال، ووصف فرحة واشنطن بلقاء الرئيسين عمر البشير وسلفا كير الأيام الماضية بأنها مثل فرحة (أي طفل). ووصف كرتي في برنامج (مؤتمر إذاعي) أمس، تعيين دونالد بوث المبعوث الأمريكي لدولتي السودان بأنه تم في أجواء غير إيجابية، ونوّه لوجود خارطة واضحة للتعامل معه تساعد على حل القضايا الخلافية بين البلدين، وأشار إلى أنّ الحكومة ستنظر في أدائه إذا كان مهتماً بالعلاقات بين الخرطوموجوبا وينصب تركيزه على برنامج محدد، وقال: إذا تعارضت مهمته مع الإتحاد الأفريقي فإنّ الحكومة لن تقبل به ولن يجد أيِّ تعاون. وأضاف: إن كان في نية الولاياتالمتحدة تحسين علاقات الخرطوموجوبا مرحباً بها، وإن كانت غير ذلك فلا تلزمنا فرحتها، وتابع: يجب أن تدع الدولتين في شأنهما. وأكد كرتي عدم وجود صعوبات في تنفيذ اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، واعتبر أن الفرصة متاحة الآن، وقال: يجب أن تنساب المصالح المشتركة في أقرب وقت ممكن، وأشار إلى أن التعامل في قطاعي التجارة والاقتصاد أقرب من فرصة التعامل السياسي. وأكد أن الانسياب يساعد في منع أية جهة عدائية من إفشال العلاقات، وأكد كرتي ضرورة التحرك الشعبي وبرلماني البلدين والإتحادات ومنظمات المجتمع المدني لمنع أي انحدار للعلاقات إلى التوتر. وكشف كرتي عن زيارة قريبة إلى جوبا. من جانبه، وصف د. برنابا بنجامين وزير خارجية جنوب السودان، زيارة الرئيس سلفا كير للخرطوم بالناجحة، واعتبرها تحولاً لسياسة واقتصاد بلاده، وأكد أنها رسخت الثقة والتعاون، وقال إنّ نجاح لقاء الرئيسين يعني قدرة الخرطوموجوبا على حل قضاياهما، وأكد استمرار تبادل الزيارات مع الخرطوم حفاظاً على العلاقات، وأضاف: (الجنوب شغال على صفحة جديدة ومافي مشكلة بين البلدين ما ح تنحل)، وقال إنّ المرحلة المقبلة تتمثل في البرلمانيين لتوطيد العلاقة، وأكد أنه لابد لجوبا أن تتفهم قضايا الخرطوم والعكس، ولفت إلى أنّ حدود بلاده مفتوحة أمام السودان من أجل التبادل التجاري، وكشف عن خطة مشتركة تقودها وزارتا الخارجية في الدولتين لاستقطاب الدعم الخارجي ومعالجة القضايا المزمنة والمعقدة تنفذ على المستويين الداخلي والخارجي، وأبان أنه سيقوم بزيارة للخرطوم في القريب العاجل للتوقيع على الاتفاقيات، ودعا البلدين لضرورة التوصل إلى حل قضية أبيي حتى لا تكون عثرة أمام العلاقات. من جهته، أكد السفير بدر الدين عبد الله مدير إدارة الجنوب بوزارة الخارجية، أن انسياب التجارة بين الحدود يؤدي لاستقرار العلاقات، ونوه لوجود اتفاق لتحرك ثلاثي بين الخرطوموجوبا والوساطة الأفريقية والمؤسسات المالية والدولية للمجتمع الدولي لإعفاء ديون السودان واستقطاب الدعم لتنمية البلدين، وأشار إلى أنّ الآلية أعدت خطاباً سيتم التوقيع عليه من قبل الرئيسين بهدف عرضه على واشنطن في الأسبوع الأول من أكتوبر، وأكد أنّ التحرك سيشمل الدول الدائنة كافة، وأوضح أنّ معالجة الديون ستتم بشكل شامل، وأنّ الوساطة لن تلجأ للحلول الجزئية.