محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 14 - 09 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
ملتقى الخرطوم الدولي للشعر
من المتوقع ان ينعقد ملتقى الخرطوم الدولي للشعر في هذا الموسم الثقافي بعد اشهر قليلة من الآن ، وهذه هي دورته الثالثة . وفي دورتيه السابقتين لم يستطع ان يحقق الكثير المتوقع من انعقاده وقد كتبنا وقتذاك ان هذا القصور كان بسبب غياب الاستراتيجية التي تمثل الاطار العام لاهداف ومرامي الملتقى.
في الدورتين السابقتين جاء شعراء عرب غير معروفين بما يكفي ولا يجمع بينهم سبب ثقافي نقدي او تاريخي. المهم انهم كانوا يقرأون شعرهم الخاص فقط..
ينبغي للمتلقي الذي يحضر هذا الملتقى ان يزود بالغرض الاساسي للملتقى . أهو بهدف تطوير القصيدة العربية ؟ أهو للتعريف بشعر التفعيلة ؟ ام هو للشعر الكلاسيكي ؟ ام هو يدرس قصيدة النثر ؟ باختصار ماذا يريد هذا الملتقى ان يفعل الآن ؟ ولاي اغراض قومية عامة وشاملة يريد ان يؤسس ؟ وما هو دور الشعر السوداني المعاصر في كل هذا ؟
تجاور حقول الابداع
الناقد للنصوص الابداعية هو في حقيقة الامر كاتب شامل على الصعيد النظري فهو ملم نظريا بقواعد كتابة الاجناس الابداعية كما انه يفهم بشكل عميق الصلة الجمالية والفنية التي تربط بين كل اجناس الابداع ،كما يعرف ان فن السينما هو الفن السابع الذي تجتمع فيه كل الفنون ومن ثم فهو صاحب ادراك فلسفي شامل النظر التأملي للفنون بعامة ، و مثل هذا الناقد ضروري لساحة البداع الفني ، و ذلك لان مثل هذا النقد يجعلنا نرى هذا التجاورالذي يمثل حوار الفنون في تياراتها الفكرية و الشكلانية ويجعل من ثم النقاش ممكنا بين كل الحقبات الفنية والجمالية .. وبالتالي فان كل جنس ابداعي يضئ الجنس الآخر ، وهذا ما كان يفعله نقد علي المك ونقد الشاعر محمد عبدالحي.
الدائرة الكهربائية الكاملة
كان الروائي الايرلندي (جيمس جويس)صديقا للمسرحي صومائيل بيكيت. وكان كلاهما من اتباع مدرسة اللا معقول في المسرح .. وهي مدرسة كانت تعتمد على السرد الروائي والمسرحي على ما يسمى بتيار الوعي او تيار الشعور . ذاك الوعي الداخلي الذي يتدفق في شكل متقطع وغير مترابط والذي يعبر عن الطريقة التي تشتغل بها الذاكرة البشرية.
كان هؤلاء يجتمعون بشكل مستمر قد يتحدثون طوال الوقت او يصمتون. وكذلك كان يفعل ذات الشئ جماعة (الغابة والصحراء) عبد الحي والنور عثمان ومحمد المكي وعيدابي . وكان هذا الحضور يجعل خواطرهم وتداعيات افكارهم تنساب صمتا او حديثا. هو شئ يجعل وجدانهم الجمعي نافذا ليتعرف على كل دقائق الافكار والاخلية المشتركة بينهم.. وكان هذا الفضاء الصوفي الوجداني الشعري يكشف لكل منهم الاسرار العميقة لتقنية الكتابة الشعرية. هو شئ قبل الشعر .. ولكن الشعر لا يكون بدونه . هذا بالضبط ما يفسر السر العميق بين كل تلميذ واستاذ. ويكشف عن العلاقة بين افراد الشلة الابداعية الواحدة والتي تصدر (مانفستو) ليوضح هذا الميثاق الابداعي المشترك .. وهكذا جاء بيان جماعة الغابة والصحراء ، وبيان شعراء السريالية الفرنسية .. جان كوكتو وليتريامون وبيان السريالية التشكيلي .. براك وبيكاسو ، وجماعة (ابا دماك) عبد الله علي ابراهيم وسبدرات وكمال الجزولي.
المسافة بين الناقد والنص
المسافة بين المتلقي والنص( القارئ والناقد) تسمى بمسافة التلقي أوالمسافة الجمالية ، وهي الحالة التي يكون عليها النص نقصا او كمالا .. وهي ذات الحالة
التي يكون عليها المتلقي. فان كان النص متقدما على الناقد فكرا وجمالا فان المتلقي الناقد يفشل في الامساك بهذا النص المتقدم ، والعكس صحيح ايضا.. فلا يمكن لقارئ متخلف ان يمسك بنص طلائعي.
التوصيل
القاص والروائي الايطالي البرتو مورافيا لديه قصة بعنوان ( التوصيل) وهو يحكي فيها عن رجل يعجز دوما عن توصيل مشاعره للآخرين .. وتتعقد المشكلة عندما يحب هذا الرجل فتاة ، فهو يخرج معها في نزهات خلوية ولكنه لا يستطيع ان ينطق امامها بحرف واحد ..عن اي شئ.. وكانت تجتهد في خلق المناسبات لكي يبوح بأي شئ .. وان يجعل نفسه مرئياً تماما كما قال أرسطو لاحد تلاميذه (تكلم حتى أراك)..كان الرجل العاشق بالنسبة لحبيبته غير مرئي بشكل مقلق ونهائي.. فافترقا وظل الرجل على هذه الحالة من العجز .. غير قادر على التوصيل تماما مثل الخشب الذي لا يوصل الكهرباء.
خفة الكائن الهشة
الروائي التشيكي (ميلان كونديرا) له رواية بعنوان (خفة الكائن الهشة). كونديرا مولع بايراد الموضوعات الفلسفية وتجسيدها داخل رواياته .. في هذه الرواية تحدث عن الوجود والكينونة.. ان يكون الانسان ممتلئا بالامكانات .. بحرية هائلة تمثل حوافز الفعل .. ولكن الانسان الذي يطير في فضاء حريته مثل عصفور يحلق في فضاء بلا حدود يصاب بالعجز امام الامكانات العديدة التي تبرز امامه ليختار منها موقفا يجعل هذه الحرية التي هي عبارة عن امكانات.. يجعلها فعلا متحققا .. وهذه الحرية المجنحة هي ما تكشف عن خفة الكائن الهشة .. فهي هشة لانها تشبه الحلم ولا تمت للواقع بصلة. وهناك اناس يتجولون في العالم ، كل يوم في مدينة .. ويجوبون كل الامكنة كل اطراف الدنيا ، و بسبب هذا يمتلئون بهذه الحرية التي تجعلهم مثل طيور تحلق في سماء لا نهاية ولا قرار له .. فهم معلقون في كل سقوف العالم .. وفي لا مكان لا فعل ولا شئ البتة .. انها خفة الكائن الهشة حقا !!
هو تاريخ أدب... وليس نقدا !
اغلب ما كتب عن الرواية السودانية في مراحلها التاريخية ليس هو نقدا ادبيا ولكنه في حقيقته ينتمي للتاريخ الادبي خاصة تلك الكتابات النقدية التي تبحث في عنوان اساسي هو في اسئلة الرواية الا ان البحث يدور في محاور عديدة اهمها ملامح كل عقد ومدى انطباقه على رواية ذلك العصر ولكنك عندما تتحدث عن اسئلة الرواية فانت غالبا ما تورد تلك الاسئلة التقنية التي تضعها الرواية في مخططها الاولي. وعليه فان اسئلة الرواية هنا هي اسئلة لفترة ما قبل تحويل المخطط الروائي الى نص روائي فهي اذن اسئلة تتعلق بشكل الرواية وليس بمضمونها وهذا ما اظهره منهج الروائي والناقد التشيكي ميلان كونيرا في كتابه فن الرواية من ان الرواية الاوروبية هي مجموعة الاسئلة التقنية التي طرحتها الرواية الاوروبية منذ العصور الوسطى حتى عصرنا الحديث وهي اسئلة كثيرة تبدأ بالروائي الاسباني سيرفانتس واسئلة الرواية التي تبدو بسيطة وساذجة الى تعقيدات اسئلة الروائي فرانز كافكا الميتافيزيقية ، فهي اسئلة قد بدأت بالواقعي الى ما فوق الواقعي.
همنجواي واستاذه جاك لندن
الكاتب الامريكي آرنست همنجواي هو تلميذ الكاتب الامريكي جاك لندن. وقد اكتسب همنجواي خصائصه الكتابية الابداعية الاساسية عن جاك لندن.كانت كتابات جاك لندن( سماء الثلوج) هي قصص عن القطب الامريكي الشمالي حيث يذهب المغامرون للتنقيب عن الذهب وهي كلها مخاطرات كهذه التي نشهدها في صحراء السودان الشمالية. وكان همنجواي قد تفوق على استاذه اذ صعد اسمه وافل نجم الاستاذ. ما اخذه همنجواي عن جاك لندن هو هذه النزعة المقاومة للالم ، وفي هذا يقول همنجواي انه عندما يهم بالكتابة فانه يترك جسده خارج الغرفة ليتحمل تعب الكتابة واقفا امام الآلة الكاتبة .. وهذا التحمل للالم هو ما قاد همنجواي في النهاية لان يقتل نفسه بطلق ناري من بندقية صيد.
السرد والتمبو
السرد الروائي يخضع الى ضرورة تقنية هي ان يوضع داخل اطار زمني ، لذا فهو( السرد) عبارة عن احداث تقع داخل ازمنه هي الماضي والحاضر.. وبذا فالسرد عبارة عن تراتب الاحداث زمنيا وهذا ما يسمى بزمن السرد واحيانا قد تتلاحق الاحداث في قطاع زمني طويل رغم انحصارها في فترة زمنية واحدة وهذا يصيب النص بالترهل وذلك لبطء حركة السرد وتباطؤ الاحداث ، مما يصيب القارئ بالملل و السأم من قراءة النص . و لهذا كثيراً ما تراجع النصوص في مخطوطاتها الاولية لتسريع دوران الاحداث.. ومن هنا فلا بد من ان يحدث توازن في زمن النص الداخلي الذي يسمى ( التمبو) ، وهذا الزمن الداخلي لا بد من توازنه وتناسبه من حيث الطول والقصر . اما الزمن الذي يستغرقه النص فيسمى بالزمن التاريخي للنص.
استزراع الافكار
الفعل (استزرع) مصدره (استزراع) (استفعال) والفعل على هذه الهيئة التصريفية يراد منه ان يوضح القصد الملحاح للفاعل في فعل الفعل. ولعل الذي يقوم باستزراع الافكار في العقول الاخرى عبر الحوار او المناقشة يريد اصلا ان يؤكد افكاره هو لكي يحقق ذاته في العالم (ان يكون حاضرا) .. وبذا فهو يلغي ذاتية الآخر .. إلا ان هناك احتمالا ان هذه الافكار صحيحة وان هذا الحوار يقصد تغيير صورة العالم بصورة جديدة ، كل هذا يمكن ان يكون قابلا للتداول.ولكن ما لا يقبل التداول هو ان تحاول تبديل خيال الآخر بخيالك انت ، كأن تتخيل للآخر صورا ذهنية ليست هي من صنع خياله لان مادة الخيال تتصف بالذاتية والحرية معا ، ومن ثم فلا احد يمكن ان يستبدل طاقته الخيالية تلك التي تصنع الصور بمخيلة اخرى لانسان آخر.. وهكذا كانت شهرزاد ترسل خيالها لمخيلة شهريار فكان يصنع صوره بطريقته الخاصة وهذه هي العلاقة الحقيقية بين المتلقي والمبدع.
صحافة الرأي
الصحافة السودانية في معظمها صحافة رأي وذلك لان المواطن السوداني بسبب ضغوط تاريخية وسياسية واجتماعية يريد ان يكون متحققا داخل النظام الاجتماعي..كأن يكون له رأي في الحياة حوله وهذا ما يعطيه نوعا من التفوق الاجتماعي وذلك لان صفات القيادة الاجتماعية هي رجاحة العقل والرأي السديد .رغم ان تكوين الرأي يحتاج لمصادر عديدة عملية ونظرية ، والرأي غالبا ما يأتي من حكماء متخصصين في معارف متعددة ، وهي غالبا تأتي كاستشارة.
ولكن الصحافة السودانية تسرف في نشر الرأي لانه اسهل انواع الكتابة.
* هذه الصفحة (حكايات حارتنا) يكتبها ضمير غائب حاضر .. ليس هو الراوي العليم ولا هو الشاهد اللامنتمي ، ولكنها الاشياء عندما تتسلل في الحضور وعندما تهرب في الخفاء والافول.
* اذاً .. هو النص عندما يكتب نفسه بنفسه بلا مؤلف وبلا راوي .. فليس هنا الا صوت النص نفسه وفقط !!
* وهكذا هي دائماً الكتابة التجريبية.
الظواهر وعلم الاجتماع
علم الاجتماع معني بدراسة الظواهر الاجتماعية فهو يصنف الظاهرة ويحددها ثم ينظر فيها حينما يفكك عناصرها لكي يصل للاسباب الموضوعية التي كونتها.. و وقتذاك لا بد ان يفصل الباحث ما بين حقائق الظاهرة عن المشاعر التي تولدها هذه الحقائق داخل
مشاعره الذاتية اذ لابد ان تكون هنالك مسافة موضوعية فاصلة بين الذات الباحثة والظاهرة موضوع البحث. وهذه هي منهجية البحث لعلم الاجتماع.ومن اهم علماء الاجتماع الالمان المحدثين مايكل فورم الذي جعل بحثه عن السلوك الخاص بالشخصية هو مراقبة هذه الشخصية في كل الدوائر الاجتماعية التي تمارس فيها هذه الشخصية نشاطاتها الاجتماعية كأن ندرسها في البيت ومحل العمل وفي محل ممارسة التسلية وهكذا .
فالشخصية هي مجموع هذه الاوجه وهذه الاقنعة جميعاً ،لكن الاستاذ حسن نجيلة درس الشخصية السودانية في بيئة محدودة ( ذكرياتي في البادية) واكمل الدرس بكتابه الثاني ( ملامح من المجتمع السوداني)و( النخب السياسية في المدينة) وبذا فنجيلة يتعرض للشخصية السودانية في مجاليها الحاضرين.
حوارية ذاتية
* هنالك اقتراح لاجراء حوار قصير يضئ شيئا ما في هذه الصفحة .. على ان يكون الحوار هو صوت كاتب متخصص.
* ولكنني خشيت ان يختل التحرير هنا .. اذ ان الراوي في هذه الصفحة هو صوت المتكلم . واذا اتينا بصوت آخر فكيف يمكن لهذا الصوت الاجنبي على النص ان يدخل في فضاء النسيج الصوتي الواحد المحدد ؟ وهذا يفقد النص و ( الصفحة كلها) نسقها ونظام تشغيلها الصوتي !!
* هذا كله موضوع حوار قادم !!
مهارب المبدعين
الى أين يهرب المبدعون ؟ هم يهربون من شروطهم الانسانية ، تلك الشروط التي تعيق حريتهم في ان يبدعوا انفسهم كما يريدون ، وان يبدعوا في الصور الجميلة التي يحلمون .. هم يهربون من الشر والقبح والقهر ومن الموت . هم يمثلون كل طموحات البشرية في العيش الكريم ، كأن ينالوا حرية التعبير عن الذات الانسانية العميقة .. وان يعيدوا ابداع عالم جديد وجميل.
أدب قاع المدينة
القاص بشير الطيب من كتاب رابطة نهر عطبرة منتصف الخمسينيات واوائل الستينيات ، وهي رابطة ادبية كانت تضم احمد الامين البشير وعبد الله علي ابراهيم و آخرين .
بشير كان ينحو منحنى وجوديا ، اذ يصور غربة الانسان في العالم وكان في نفس الوقت يهتم بالتيار الادبي الواقعي الاشتراكي.. ومن هنا جاءت التفاتته الى قاع المدينة حيث الحياة في الظلام حيث يعاني الناس من الجوع والفقر والحاجة فكتب مجموعته القصصية الشهيرة ( المدينة على القفا) على طريقة المصري يوسف ادريس في ( ارخص ليالي) و (قاع المدينة).
وهذا النوع من الادب يقف على تخوم علم الاجتماع حيث ينصب اهتمامه بالظواهر الانسانية ومدى ارتباطها بالقوى المحركة للمجتمع من اقتصاد وسياسة.
الظواهر الجمالية
هل هنالك علم جمال سوداني ؟ هذا سؤال صاخب !! علم الجمال لا يكون إلا داخل سياق فكري فلسفي. اذاً هل لدينا فكر سوداني بالمعنى المنهجي الفلسفي ؟
لا اريد ان اجيب على هذا السؤال الذي يبدو بسيطا رغم تعقيداته الفكرية والتاريخية.
فعندما نظر الدكتور التشكيلي الراحل احمد عبد العال في هذا السؤال ما كان منه الا ان اتجه للفكر الاسلامي باعتبار ان الاسلام احد اهم مكونين للثقافة السودانية.
فنظر في الجمال كما جاء عند ابن عربي وعند معارضيه وعند باقي التيارات الاسلامية .. فكانت اطروحته في احدى جامعات فرنسا ( علم الجمال الاسلامي).
وهناك شذرات في هذا البحث هنا وهناك وهي نظرات تجدها في شعر كبار الشعراء ولكنها لا تجئ في بحث متكامل ومن الضروري وجود مثل هذا البحث لانه يضئ انفعالنا الجمالي بالاشياء.
البطل المديني والبطل الريفي
الشاعر حميد يصيغ قصيدة درامية ذات حبكة قصصية كما في اغنية عم عبدالرحيم التي يغنيها مصطفى سيد احمد ويصور فيها عم عبد الرحيم
كبطل ريفي انسان بسيط يبحث عن الرزق ويصطدم بكثير من الصعاب وهو بطل مرسوم بكل الصفات الانسانية والاجتماعية كما في الدراما الادبية
في العصور الكلاسيكية ، كما عند الفرنسي فكتور هوجو في( البؤساء) .. وفي مثل هذا البطل تظهر الظروف الاجتماعية التي تتحكم في المصير الانساني. اما ابطال المدينة فتجدهم عند شعراء الشعر الحديث عبد الحي وسند والنور عثمان ومحمد المكي .. انظر محمد المكي في( بعض الرحيق انا و البرتقالة انتِ)
حيث يستخدم المنهج الظاهراتي حينما تندغم الذات في الموضوع ( البرتقالة ورحيقها) .. ادب المدينة يتكلم عن الظاهرة في عمقها النفسي والفلسفي وهذا هو الفرق في رؤية العالم عند كل من المنهجين.
من الذي يتكلم في النص ؟
من الذي يتكلم في النص السردي أهو المؤلف ام الراوي ؟ وكيف يكون الراوي أهو يأتي على هيئة واحدة ام يأتي على هيئات عديدة ؟
هذا ما يناقش في السرديات ب( الصوت) والمقصود الصوت الذي يتحدث في النص حينما يسرد وقائع ما جرى او ما يجري الآن . وقد يكون السرد بواسطة الضمير المتكلم (انا) او المخاطب( هو) وقد يتشظى الضمير الانا في عدد من الاصوات الاخرى. كل تلك الشخصيات التي تتحرك داخل النص السردي وهي كلها تعبر عن الراوي الذي يحكي عنها ، والراوي يركز سرده على ما يسمى بالبؤرة ذلك المركز الذي تتجمع فيه بشكل مركزي الاحداث ، ولكن هناك من يأتي بتقنية جديدة كما فعلت الروائية البريطانية اجاثا كرستي عندما جعلت البطل كرويد يروي الجريمة بوصفه الراوي الاساسي وكان هو القاتل الحقيقي فلم يفطن اليه القارئ ، لان القارئ يفترض في هذه الحالة ان الراوي هو شخص آخر غير القاتل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.