نشطت وزارة الصحة الاتحادية في تفقد المركز وعدد من الولايات، وإرسال فرق للتقصي حول الأمراض التي ارتبطت بالسيول والأمطار؛ خاصة الملاريا بغرض محاصرتها، وكشفت تقارير البرنامج القومي للملاريا عن وجود زيادة في معدلات الإصابة بالملاريا في بعض الولايات، إلا أن نتائج المسوحات التي أجرتها الفرق الصحية الاتحادية توصلت إلى أن الملاريا ليست وبائية وأن (90%) منها ارتبطت بالتشخيص المعملي وبعض الولايات تشخص سريريا، وأن أية حمى تعتبر (ملاريا) مما حدا بالبرنامج أن يشدد على ضرورة ضبط جودة المعامل، وفي ولاية سنار تلاحظ تحول المياه الى برك متقطعة أصبحت بؤرا ملائمة لحدوث الأوبئة والأمراض خاصة الملاريا و(اللشمانيا). وكان من الأهمية مواصلة حملات الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي في المناطق المروية؛ بتنفيذ حملتي رش في ولاية سنار ولمدة خمسة أعوام حسب موجهات الصحة العالمية، وشهدت ولاية سنار انطلاقة حملة الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي يوم الأربعاء الماضي وتستمر لمدة (18) يوما في جميع أنحاء الولاية بتكلفة (13) مليون جنيه وتغطي الحملة أكثر من (1.374) مليون من السكان في المناطق المستهدفة بمشاركة (227) مشرفا اتحاديا و(1576) عامل رش وتستهلك (13) طنا من المبيد. وحسب التقارير الرسمية لوزارة الصحة ولاية سنار، مازالت الملاريا تشكل هاجسا، وتعتبر المشكلة الصحية الأولى، وبلغت نسبة الإصابة بالمرض (1%) هذا العام مقارنة ب (1.3%) للعام 2012م حسب المسح القومي للملاريا، وتعتبر سنار من الولايات الرائدة في مجال استئصال المرض منذ الستينيات والسبعينيات، ويعمل القائمون على الأمر لأن تعود إلى سيرتها الأولى. ويؤكد عمر عبد الرحمن مدير برنامج الملاريا بوزارة الصحة ولاية سنار في حديثه ل (الرأي العام)، أن الملاريا من أكبر التحديات في الولاية لطبيعة الجغرافيا باعتبارها إحدى المناطق المروية، وحسب مؤشرات المسح القومي (2009 ? 2012م) بلغت نسبة الإصابة بالمرض (1.3%) وحاليا (1%)؛ مما يؤكد حدوث انخفاض طفيف واستقرار في معدلات الإصابة بالمرض بفضل التدخلات التي يتم إنفاذها سواء التغطية الشاملة بالناموسيات المشبعة أو توفير العلاج المجاني والتغطية بحملات الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي والذي من المتوقع أن تستمر مدة خمسة أعوام، وكشف عن اكتمال الترتيبات لقيام حملة رش أخرى في شهر ديسمبر (فصل الشتاء)، وأكد أن الحفاظ على الوضع الحالي من أكبر التحديات. ويعتبر المبيد ذو الأثر المتبقي من أهم استراتيجيات مكافحة الملاريا، وتم استئصال الملاريا بواسطته في العديد من دول العالم امريكا واوربا، ويقول حمودة تيوك منسق برامج مكافحة نواقل الأمراض بوزارة الصحة الاتحادية ل (الرأي العام)، إنه بدأ الاستعداد لدرء الآثار السالبة للخريف مبكرا بتوزيع المعينات، إلا أنه ونظرا للسيول المفاجئة في ولايات الشمالية ونهر النيل؛ كان لابد من تكثيف برامج مكافحة نواقل الأمراض بعد انحسار المياه في البرك والمستنقعات من خلال تنظيم حملات الرش بالمبيد ذي الأثر المتبقي فى ولايتي الجزيرة وسنار لمحاصرة انتقال المرض، وأضاف: حاليا لا يمثل المرض مشكلة صحية ويتم التركيز على برامج المكافحة في ولايات الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض وحلفا القديمة، وتم إرسال فرق صحية للقيام بالمساعدة في برامج المكافحة وتنعقد غرفة الطوارئ المركزية يوميا لتلقي التقارير اليومية عن الوضع في المناطق المتأثرة. وأوضح تيوك أنه تم إرسال فرق أخرى للوقوف على برامج الرش بالطائرات لمكافحة الذباب، ويتم استخدام أي مبيد وفقا للمجلس القومي للمبيدات، ويوجد مخزون استراتيجي من المبيدات، ويتم مد أية ولاية حسب الحاجة، ونوه إلى أن السودان في مرحلة الاستعداد لاستئصال الملاريا في بعض الولايات (نهر النيل والشمالية والبحر الاحمر والخرطوم)، إضافة إلى أنه يتم الترتيب لمرحلة محاصرة المرض في بعض الولايات، ومن المتوقع أن يتم وضع استراتيجية جديدة لمكافحة الملاريا، خاصة بعد أن صنفت الملاريا في السودان بالملاريا البسيطة بعد أن كانت ملاريا عالية التوطن ويتم تقديمها للصندوق العالمي لمكافحة الملاريا والإيدز والدرن (القلوبال فند)، وذلك بعد إعلان نتائج المسح القومي للملاريا 2012م وتقرير الأداء لبرنامج الملاريا خلال الأعوام العشرة السابقة. وتضاربت الأخبار والمعلومات بشأن ارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا، حيث تزداد شكاوى المواطنين من زيادة معدلات الإصابة بالملاريا، فيما تؤكد تقارير وزارة الصحة الاتحادية أن معدلات الإصابة بالمرض عادية وغير مزعجة، الا أن د. فهد عوض المنسق الوطني لبرنامج مكافحة الملاريا، يؤكد فى حديثه ل (الرأي العام)، أنه حسب التقارير الواردة للبرنامج فإن معدل الإصابة بالمرض طبيعي ولا توجد زيادة وبائية، ومثلا في ولاية الخرطوم أغلب الحالات في محلية جبل أولياء، ومن خلال فرق الإشراف توجد اشكالية في التشخيص المعملي ببعض الولايات، وأن الزيادة التي تم تسجيلها غير حقيقية (إيجابية كاذبة). وكشف د. فهد أنه تم تعميم توجيهات بضرورة ضبط التشخيص المعملي، ونوه إلى تحديات تواجه برامج المكافحة في الولايات، خاصة توفير العمالة من قبل المحليات والولايات لمكافحة البعوض؛ خاصة وأن البرنامج استطاع توفير المبيدات والماكينات ولابد أن تلتزم الولايات بتوفير وتثبيت عمال الناموس، اضافة لوجود إشكالية تتعلق بعدم التزام الكوادر المعالجة بتطبيق السياسة العلاجية (البروتوكول). وحذر د. فهد من كتابة الروشتات التي تتضمن جرعة علاج الملاريا الوخيمة في اليوم مرتين (صباح ومساء)، وقال إن علاج الملاريا آحادي يؤخذ لمدة سبعة أيام، وان أي تناول خطأ ينسف السياسة العلاجية، وناشد المواطنين بأنه في حالة الشعور بأية حمى لابد من الإسراع إلى أقرب وحدة صحية ليتم العلاج وفقا للفحص المعملي خلال (24) ساعة حتى لا تتحول إلى ملاريا وخيمة تؤدي الى مضاعفات وكثيرا ما تؤدي للوفاة.