على غير العادة شهدت مواقف الخرطوم صباح امس توافر مواعين النقل بصورة لم يشهدها المواطن منذ تفاقم أزمة النقل في الولاية منذ أكثر من (5) سنوات, وعزا المراقبون ذلك الى زيادة تعرفة النقل الى جانب تخوف البعض من اندلاع مظاهرات بسبب زيادة أسعار الوقود, وبالرغم من الارتياح الذي بدا على سائقي وأصحاب المركبات من الزيادة التي من شأنها ان تغطي تكلفة التشغيل الا ان البعض تخوف من تداعيات الاصلاحات الاقتصادية من زيادات كبيرة على قطع الغيار والإطارات , وتفيد متابعات (الرأى العام) بأن عددا من خطوط النقل نفذت الزيادة الجديدة في التعرفة والمتفاوتة ما بين (30% الى 50%) في الخطوط الطويلة, والزيادة لم تجد اي استهجان من المواطنين عكس التوقعات, بل اعرب عدد من المواطنين عن ارتياحهم لتوافر مواعين النقل في المواقف , فيما تخوف آخرون من عودة أصحاب المركبات الى اساليب التحايل ورفع التعرفة أكثر مما أقره المنشور الصادر من هيئة النقل والمواصلات بولاية الخرطوم . الزيادة في بعض الخطوط بالرغم من تصريحات الوالي عبد الرحمن الخضر بعدم وجود زيادة في تعرفة المواصلات باستثناء بعض الخطوط الطويلة، غير ان تعرفة المركبات في كل محليات الولاية زادت بنسبة (30%), وحسب حديث بعض المواطنين ل(الرأي العام) في شرق الخرطوم وامدرمان فقد فرض اصحاب المركبات نسبة تفوق (50%), كما افادت المتابعات بتوافر المركبات في كل من الخرطوم وامدرمان بالرغم من أعمال الشغب التي طالت محليتي امبدة وامدردمان وإحراق بص من شركة الخرطوم للنقل وبحري . وكانت ولاية الخرطوم، قد اكدت في اجتماع قبل تنفيذ رفع الدعم عن المحروقات إن تعرفة المواصلات ستبقى كما هي عليه باستثناء زيادة محدودة على بعض الخطوط بعد رفع الدعم، وذلك بعد تقديمها حافزاً نقدياً لوسائل المواصلات خلال الأشهر الستة القادمة، وأكدت أن البصات لن تزيد التعرفة. وقررت الولاية في اجتماع ترأسه الوالي د. عبد الرحمن الخضر مع وزير المالية وهيئة النقل وشركة البصات ونقابة الحافلات قبل صدور قرار رفع الدعم ، استمرار نقل الطلاب بنصف القيمة وتخصيص بصات خاصة بهم تحمل علامات بارزة وذلك في حالة رفع الدعم عن الوقود، كما تم تكليف هيئة النقل والمواصلات بدراسة مقترحات لتشجيع الحافلات للعمل في قطاع المواصلات وزيادة عددها الى جانب المقترحات المتعلقة بالترخيص ورسومه. اعلان الولاية عن عدم وجود زيادة في تعرفة المواصلات يتناقض مع الواقع , وتنفيذ اصحاب المركبات للزيادة الجديدة المتفاوتة ما بين (30%) الى (50%), مما دفع الى التساؤل , هل الزيادة التي طرأت على التعرفة قرار من نقابة الحافلات ام قرار رسمي من هيئة النقل والمواصلات بولاية الخرطوم ..؟ تحرير التعرفة احمد كوكو عضو نقابة الحافلات اكد ل(الرأى العام) ان المنشور الذي أقر زيادة التعرفة صادر عن هيئة النقل والمواصلات, ونفى ان يكون السائقون من اتخذوا قرار الزيادة دون إقرار رسمي, واعتبر كوكو الزيادة عادلة نظرا للظروف المعيشية لأسر السائقين وأصحاب المركبات وارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية, واضاف: (الحافلة الواحدة بتعيش على الاقل (3) أسر ? السائق والكمساري- وصاحب المركبة). ودعا كوكو الى تحرير تعرفة النقل اسوة ببقية السلع, مؤكداً حرص اصحاب المركبات على مصلحة المواطن ومعالجة الأزمة . معالجات لامتصاص الزيادة وفي السياق قال د.أمين النعمة مدير هيئة النقل والمواصلات ولاية الخرطوم ل(الرأي العام) امس ان الهيئة هي من أقرت هذه الزيادات بنسب متفاوتة حسب المسافات واضاف: ان هناك زيادة (25%) لخطوط و(50%) في خطوط اخرى, واشار الى ان الهيئة حددت هذه النسب بعد دراسة متأنية الى جانب الشروع في إنفاذ معالجات اخرى لامتصاص آثار الزيادة على الوقود ومن بينها إنشاء صندوق لدعم المواصلات, لدعم اصحاب المركبات ب(30) جنيها يوميا, كما يمكن من خلال الصندوق تمويل استيراد بصات جديدة . واشارد.النعمة الى توجيهات الوالي لشرطة المرور, بتسهيل وفتح باب الترخيص للمركبات الملاكي لزيادة عدد المواعين, خاصة ان المواعين العاملة في الوقت الراهن لا تتجاوز ال(9) آلاف حافلة الى جانب (600) بص لشركة مواصلات الخرطوم, وأعرب النعمة عن أمله في ان تساعد الإصلاحات الاقتصادية الجديدة في تخفيض الاستهلاك للوقود واستهلاكه على قدر الحاجة, وتوقع ان يشهد قطاع النقل استقرارا بعد الزيادة في التعرفة والتي من شأنها ان تشجع اصحاب المركبات للعمل في الخطوط . وفرة في مواعين النقل وعلى غير العادة منذ سنوات عديدة لم يعان المواطنون في اليوم الثاني لرفع الدعم وزيادة اسعار الوقود، في الحصول على المواصلات ، ورصدت (الراي العام) توافرمواعين النقل في مواقف مواصلات الخرطوم المختلفة، وعزا المراقبون ذلك الى الزيادة التي طرأت على التعرفة مما شجع اصحاب الحافلات، على العمل، فيما ارجع آخرون ، السبب الى عدم خروج المواطنين خوفا من اندلاع المظاهرات في وسط الخرطوم . وعبر السائقون عن ارتياحهم للتعرفة الجديدة، وقال السائق النيل محمد من الكلاكلة ان الزيادة كانت يجب ان تأتي قبل زيادة اسعار الوقود، وارجع ذلك الى الارتفاع المستمر لأسعار السلع قبل الزيادة، وزاد: (ايضا نحن لدينا أسر تتأثر بالزيادات فلماذا لا تكون هناك زيادات في التعرفة) ، واعتبر ال (30%) التي أقرتها هيئة النقل والمواصلات بالخطوة العادلة ، وطالب المواطنين النظر الى مصلحة الجميع دون النظر الى مصالحهم فقط . ووصف المراقبون توافر المواعين بالظاهرة الايجابية ومن شأنها ان تخفف وطأة معاناة المواطن في الحصول على المواصلات التي كانت تمثل هاجسا لهم , وقال الاستاذ ايهاب صالوبي اخصائي علم الاجتماع ان أزمة المواصلات كانت تشكل ضغطا نفسيا رهيبا على المواطن وان معالجتها قد تجنب الدولة العنف وخصوصا بعد التراكمات الناتجة عن ارتفاع أسعار السلع. حل أزمة النقل واكد سعد محمد احمد المحلل الاقتصادي ان الزيادة التي أقرتها الولاية في تعرفة المواصلات ستساهم في حل أزمة النقل جزئيا, وقال سعد ل(الرأي العام) ان على حكومة الولاية ألا تتجاهل الاسباب الحقيقية للأزمة التي تتمثل في ارتفاع قيمة ضرائب قطع الغياروالإطارات والرسوم العديدة التي يدفعها اصحاب المركبات, وطالب سعد حكومة الولاية بمعالجة هذه المشكلة وادخال الشركات الخاصة في قطاع النقل على ان يكون دورالولاية رقابيا وتنظيميا, وحذر اصحاب المركبات من استفزاز المواطنين خصوصا في هذه المرحلة الحرجة حتى لا تتعرض مركباتهم للإتلاف من قبل الغاضبين .