أكد الرئيسان عمر البشير وحسني مبارك إلتزامهما بالعمل سوياً على إقامة مشروعات مشتركة بين البلدين وإكمال ما تم الإتفاق عليه في اللجان العليا واللجان المختلفة الأخرى. وبحث الرئيسان البشير ومبارك خلال لقائهما أمس بشرم الشيخ، المسائل المتصلة بتنمية العلاقات بين البلدين وتطويرها. وقال علي أحمد كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية ل (سونا) عقب اللقاء، إن الرئيسين بحثا تنفيذ إتفاق السلام الشامل وقال ان البشير شرح تفاصيل التنفيذ ومجريات الأمور والاستعداد للانتخابات العامة والاستفتاء. وأضاف أن الحوار كان حول إلتزام مصر القوي بالمساعدة على الوحدة، وأن البشير أكد التزامه وعمله الجاد تجاه وحدة السودان، «ولكن إذا اختار الجنوبيون في استفتاء صحيح وفق قانون متفق عليه شيئاً غير ذلك فلهم ذلك». إلى ذلك أكد البشير إلتزام السودان بتعهداته وجديته في التعامل مع المواثيق والاتفاقيات. وقال البشير في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون الاقتصادي الصيني الافريقي (فوكاك) في دورته الرابعة بشرم الشيخ أمس، إن اتفاقية السلام الشامل تسير وفق خطها المرسوم رغم بعض العقبات، وأشار للبدء في خطوات الاستعداد للانتخابات العامة. واشاد البشير بدعم الصين لتنفيذ اتفاقيتي السلام الشامل ودارفور، وقال: نشكر الصين لجهودها في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق النزاعات في أفريقيا، وأوضح أنها أسهمت في أحراز تقدم كبير بفضل دعم مجالات بناء السلام ودعم المتأثرين. وعبر البشير عن تقديره للمنافع التي حققها التعاون الصيني الأفريقي خلال السنوات الماضية، واشار الى ان ذلك يتطلب المزيد من العمل الجاد والالتزام بتحقيق الاهداف الاستراتيجية الموضوعة والمضي قدماً لارتياد آفاق ارحب. وأشاد بالتزام الصين ودعمها لاستدامة التعاون وتضامنها مع الشعوب عبر خطة العمل الماضية والحزمة الجديدة التي أعلنتها لافريقيا، بجانب وفائها بالتزاماتها وانشاء صندوق التنمية الصيني الافريقي وتخفيف اعباء الديون عن العديد من البلدان الافريقية وفتح اسواقها امام السلع والخدمات والمنتجات الافريقية وتدريب الكوادر وتمويل وإقامة مشروعات الطاقة والبنى التحتية والزراعة وما بذلته من جهد مخلص لمساعدة القارة في مكافحة الامراض الخطيرة ودعم التعليم والتنمية والموارد البشرية. وقال البشير ان ما تحقق بارتفاع حجم التبادل التجاري الى اكثر من (106) مليارات دولار العام الماضي دليل على نجاح التعاون بين الجانبين. وقال إن منتدى التعاون الصيني الافريقي أصبح اداة فعالة لاستدامة وتطوير العلاقات والروابط المتميزة بين الجانبين بفضل وضوح الرؤى والالتزام الجاد المشترك. وأبدى البشير تقديره للرئيس حسني مبارك ولحكومة وشعب مصر لاستضافتهم الكريمة، ولرئيس مجلس الدولة الصيني جياو باو ولبلاده لالتزامها وجهودها المخلصة لترقية وتطوير التعاون وعلاقات الصداقة بين الجانبين خلال السنوات الماضية. من ناحيته دعا مبارك لدى مخاطبته القمة إلى التأكيد على المبادىء التي ارتكز عليها المنتدى والتمسك بمفاهيم التكافؤ والتعاون الجاد والمنافع المتبادلة، وتواصل الحوار والتشاور وتنسيق المواقف بين الجانبين للدفاع عن مصالح شعوبهما في المحافل والتجمعات الدولية، وطالب مبارك الدول المتقدمة بحكم مسؤولياتها عن الازمة المالية الدولية بضرورة النهوض بالتزاماتها لمعالجة تلك التداعيات ودعم الاقتصاديات النامية بما يحقق تطلعات شعوبها. واكد على ضرورة وفاء شركاء التنمية بتعهداتهم تجاه دول القارة مع التمسك بحق أفريقيا في الحصول على الدعم الفني والمادي لمواجهة الآثار السالبة للتغيّرات المناخية وتأكيد افريقيا على حرصها للتعاون مع شركاء التنمية في اطار مبادرة النيباد، وقال: لقد اكدت تجربة الصين خلال الثلاثين عاماً الماضية ان التقدم الاقتصادي ليس حكراً لدولة أو جنس أو لون بل متاح للبشر كافة. وعبّر مبارك عن ثقته بأهمية المنتدى في تعزيز وتنمية الاستثمارات المشتركة بين الجانبين في شتى القطاعات، داعياً لمزيد من تضافر الجهود لترقية مجالات التعاون على مستوى قطاعات المجتمع في ميادين التنمية والخدمات المختلفة. وستعتمد القمة اليوم «إعلان شرم الشيخ» و«خطة العمل» التي اجازها الاجتماع الوزاري الرابع أمس تحقيقاً وترسيخاً للتعاون بين الصين والدول الأفريقية، فضلاً عن تعزيز التنسيق بين الجانبين بشأن قضايا التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.