فى كل جريمة جنائيّة تحتوى عدوانا أو اغتيالا أو قتلا مع سبق الاصرار والترصّد تكون من أهم اجراءات التحقيق تحويل المتهم الى الطبيب النفسى للكشف على حالته العقليّة... فقد يكون المتهم مريضا نفسيّا قبل ارتكابه الجريمة أو أثناءها... أو ربما بعدها! واقعة جنائية مهمة ارتكبت آخر الأسبوع المنصرم تستحق الاستضافة فى برج المراقبة, فالجانى فيها طبيب نفسى... لذلك ستكون من اجراءات التحقيق والتحرّى عرض الطبيب النفسى على طبيب نفسى! خبر فوق العادة خرج من فوهة الأخبار ومن فوهة المسدّس' وهو أنّ ضابطا امريكيّا برتبة رائد وطبيبا اختصاصيا برتبة طبيب نفسى انتقل فى ثوان من دائرة الطب النفسى الى دائرة الطب شرعى... فى قاعدة فورت هود العسكريّة بولاية تكساس وهى الفقّاسة التى تفرّخ قوات الانتشار الى كل القواعد والبعثات العسكرية الامريكية انطلقت عشرات الرصاصات من مسدسين الى ثلاثة واربعين جنديا امريكيا فحصدت منهم ثلاثة عشرة نفسا وجرحت منهم ثلاثين فردا... ضابط برتبة رائد وطبيب برتبه طبيب نفسى أطلق رصاصات على جنود يستعدون للإنتشار على خريطة السيطرة الامريكية فخصمت هذه الرصاصات من رصيد الانتشار أربعين جنديّا! البطاقة الشخصيّة للرائد طبيب تفصح عن أنّه ضابط امريكى من مواليد ولاية فرجينيا لكنّه ككل الامريكان له اصل من خارج دولة (المنشأ)... هو من أصول اردنية ومسلم... فاتجهت الشبهات الى اسلامه والى عروبته متجاهلة نشأته الامريكيّة! الضابط الرائد نضال احمد حسن مواطن امريكى قبل أن يكون أردنيا وقبل أن يكون عربيا ومسلما... فالأصل لا يلغى (التأصّل)... رصاصات نضال أحمد حسن على اهمية ظرف زمان انطلاقها فانّ ظرف مكان انطلاقها هو قاعدة امريكية... انطلقت من مواطن امريكى الى (أهداف) امريكية! الرائد نضال أحمد حسن طبيب نفسى... لكنّه يقدّم حالة غامضة لا إثباتات لها حتى الآن: كم هى المسافة بالأمتار بين المريض النفسى والطبيب النفسى... وحتى تتحدّد تلك المسافة نصعد الى برج المراقبة لنخاطب الوعى العام راجين منه قبول أوراق قضيّة طبيب صحة عقليّة يختزن داخل عقله رصاصات متعدّدة الجنسيّات!!