مشوار صعب امتد لنصف قرن من الزمان مع الفن الشعبي.. سار خطواته الفنان محمد إبراهيم أبوبكر الذي يلقبه أصدقائه «بأفارو» وهو أول من أطلق عليه الصحافي الكبير المرحوم رحمي محمد سليمان صاحب صحيفة «الأخبار» قال أفريكانو: بعد غياب سنوات طويلة قضاها متجولاً في بلاد الغربة معرفاً نفسه: إن جذوره من ليبيا ولكن أسرته هاجرت الى السودان، فأصبح يحسب أنه من أبناء مدينتي ودمدني والحصاحيصا.. ولكن طفولته ومرحلة صباه الأولى كانت بحي الدباغة شمال ودمدني، وفي ساحات الدباغة كانت تقام احتفالات تنظمها قبائل مختلفة خاصة خلال الأعياد والمناسبات القومية وقد تأثر بهذه البيئة ونشأ وسط الفنون الشعبية، وكان يشجعه على الممارسة جده لأبيه أبوبكر، هكذا كانت فلسفة وآداب وعادات الشعب مستمدة من الفطرة.. وكان يعمل لتحقيق حلم أن ودمدني من خلال هذه الأنشطة الفنية موعودة أن تحتل موقعاً مرموقاً في خارطة الفن والاستعراض الفلكلوري الشعبي. وبعد سنوات قليلة من إعلان استقلال السودان في العام 1956م بعثته رابطة الفنانين بالتنسيق مع وزارة «الاستعلامات والعمل» الى أوروبا وفرنسا وإيطاليا ومكث هناك عاماً، وذكر أن هذه الرحلة العلاجية لعب فيها عبدالرحمن خانجي والمقدم عبدالفتاح بابتوت دوراً كبيراً في التوصية لإرسالي للخارج. في السودان وبعد العودة الى السودان في نفس العام 1959م عند افتتاح المسرح القومي بأم درمان قدم عرضاً استعراضياً لرواية صامتة تتحدث عن تمثال برونزي مع يوسف بامبو وهو فنان استعراضي حضر من مصر للسودان. ويضيف: توجهت للقاهرة والتحقت بمعهد «نيلي مظلوم» للرقص التعبيري واستطعت بعد فترة المشاركة مع الفرقة الاستعراضية بقاردن سيتي ثم التحقت لمزيد من التجويد والتحديث بمعهد إبراهيم عاكف بالتوفيقية، واشتركت في رواية استعراضية بالتعبيرات الصامتة «بيوغرافي» وهي رواية للفيلسوق الهندي طاغور. أيضاً في نفس الفترة اشتركت في برنامج «أنغام حول العالم» نظمه ستديو مصر للسينما، سافرت بعدها الى لندن. وهناك التحقت باحدى المعاهد الموسيقية ونلت دبلوم امتياز، كما مكثت فترة في معهد رويال في كورس دراسي عن الموسيقى. ومن هناك تفتحت آفاقي الفنية والاستعراضية وتأثرت بالمسرح الاستعراضي لخلق نسيج إجتماعي ثقافي. في بداية الستينيات جاء الى السودان من ألمانياالغربية آنذاك محمد سليمان الملقب بسابو وهو من حي ود أزرق بمدني والده كان زميلاً للمهندس محمود محمد جادين وكيل وزارة الري وجادين كان هاوياً للفن والموسيقى وعازفاً للكمان شجع بدوره سابو للإنطلاق واستطاع سابو إقناع يوسف وهبي زعيم المسرح العربي بعد نجيب الريحاني بزيارة السودان وبالفعل حضر تصحبه الراقصة تحية كاريوكا وتم تقديم عروض مصرية. ويواصل افريكانو الحديث أنه كان في العام 1963م مسؤولاً عن فرقة التمثيل والموسيقى لمديرية النيل الأزرق إبان نشاط منافسات المديريات وفعلاً تم تشكيل الفرقة وقدمت فنوناً واستعراضات شعبية مدهشة، ومن كوستي ظهرت موهبة المطربة نورالعين وكان الفنان محمد الأمين في بداية مشواره الفني. وبعد غياب طويل كنت أتردد على مدينة مدني وآخرها في العام 2006م وكنت أقدم خبراتي للمسرح والأزياء وصناعة الملابس الجاهزة وطلبت من مدير مسرح الجزيرة د. طارق مصطفى أن أتعاون معه في المسرح لأقدم بعض الفقرات من الفنون الشعبية.