منذ أن نولد وحتى نموت أو بعد دفننا يلعب الرقم دوراً مهماً في حياتنا أو يكاد يكون في بعض الأحيان أكثر وجوداً من أسمائنا ونحن في أرحام أمهاتنا يقولون جنين «7» أشهر و«9» أشهر الذي يعني قرب خروجنا الى هذا العالم الفسيح نترعرع في مراحل أطوارنا المختلفة، فعند الطفولة ومع وجود اخوتنا يقولون الطفل الثالث وهكذا. ونمضي ولا نقبل في الروضة إلا ببلوغ الخامسة ودخول المدرسة في حوالى «6» سنوات، وبعد دخولنا في المراحل التعليمية وعند نتائج إمتحاناتنا ينادون الأول.. الخامس.. العاشر.. إلخ، ونكبر ونكبر ولا نأخذ رخصة قيادة لسيارة نقودها إلا وعمرنا «18» سنة، وعند منحنا الجنسية يأتي رقمها المتسلسل ليطل أيضاً من جديد ليواصل معنا المسيرة- دخلنا معسكرات الخدمة الوطنية وأصبحنا مجندين تأتي النمرة العسكرية بأرقامها وخلو الطرف أيضاً والرقم كأنه يقول يا محمد وراءك والزمن طويل، وعندما تشتري جوالاً يسهل علينا عمليات الإتصال بغيرنا تكون شفرة الوصول الينا هي أرقام عند الضغط عليها يأتيك صوتنا، بعد أن تكبر وتشتري منزلاً وعربة يكون الرقم هو أداة الوصول الى بيتك ومعرفة سيارتك، وعند منحك مرتبك الذي هو رقم يُعد بعد أن يقال لك أنت في الدرجة التاسعة أو الثالثة وهكذا، وتسافر عبر رحلات الحياة التي لا يغمض للرقم جفن ولا تبتعد قدماه من المرافقة، ويأتي قدر الله على عباده بالممات وأيضاً يقولون عن عمر يناهر ال«60» عاماً، ونُدفن ويظل الرقم صامداً لايغيب بغيابنا باسطاً ذراعيه على شواهد قبورنا، وكل ذلك وهذا بعض من كل ومحطات قليلة ونقطة من بحر، فهنالك الكثير من سيطرة الرقم على حياتنا.