سألنى عم (خضر) وهو يضع نظارته المقعرة جانباً وهو يمسك بالجريدة: - إنتا يا ولدى (اليهود) ديل مش طلعوا من السودان زمااان.. - أيوه يا عم خضر.. - (وهو يعطينى الجريدة): طيب ديل منو؟ أمسكت منه الصحيفة لاقرأ الخبر التالى الذى أشار لى عليه والذى يقول: شهدت اسواق العاصمة (فجأتن) خلال الاسبوعين الماضيين ارتفاعا حادا في اسعار (السكر التي وصلت الى «173» جنيهاً بالاسواق للجوال زنة «50» كيلو وهذا يعني وبعملية حسابية بسيطة ان سعر الطن في اسواق الخرطوم قد وصل إلى حوالي (3560) جنيهاً وهي وفقا لسعر الصرف الرسمي تعادل (1780) دولارا بينما سعر (نفس الطن) في الاسواق العالمية (680) دولارا.. وقد صرح السيد ( احمد النو) رئيس تجار القطاعي بولاية الخرطوم ان إرتفاع السكر متعمد من قبل (30) تاجراً يتحكمون فى السلعة! ما أن إنتهيت من قراءة الخبر حتى بادرنى عم خضر: - الناس ديل أكيد (يهود وما مسلمين) مافى زول سودانى بيعمل كده!! عم خضر رجل طيب (من الزمن الجميل) ويبدو إنو (على نياتو) فهو لا يعتقد أن (30) شخصاً يمكن أن يبيعوا (لأكثر من أربعين مليون) سلعة بأكثر من (ضعف) سعرها فى السوق العالمى سلعة ليست ككل السلع فعدم تناولها يؤثر على الجسم ويفضى إلى الهزال ثم الموت فمعظم المواطنين من (الشعب الفضل) يعتمدون على (السكر) فى شراب كباية (شاى الصباح) للحصول على سعرات حرارية تمكنهم بالكاد من القدرة على (الحركة) حيث بات شاى الصباح مع (حتت رغيفة) يعتمد عليه الأطفال وحتى (الكبار) كوجبة يتناولونها بدل (الفطور) بعد أن أصبحت مسألة (الفطور) لا تتحملها ميزانية معظم الأسر (هى تتحمل شنو وإلا شنو).. إن تحديد السيد (رئيس تجار القطاعي بولاية الخرطوم) لعدد التجار بأنهم (30 تاجر) يؤكد بأنهم (معروفين بالإسم) ولكن على الرغم من ذلك فالحكومة (عاملة أضان الحامل طرشة) و(ساده دى بى طينة ودى بى عجينة) وكأن الأمر لا يعنيها فى شئ وهذا والله لأمر عجاب لو حدث فى أكثر البلدان (كفراً وإلحادا) لنصبت لهم المشانق على قارعة الطريق ولشهد عذابهم (الغاشى والماشى) لكن يبدو أن الأمر (عادى بالزبادى) ويعنى أيه لمن الشعب تجيهو انيميا وإلا (تلات أرباعو) يموتوا ويفضل (التلت)؟ مش (لكل أجل كتاب)! وفيها أيه لما كل واحد فى التلاتين ديل يعمل ليهو كم مليون مليار فى كم يوم كده! بعدين إنتو ما تستعجلو ساااكت مش الحكومة ممكن تكون عاملة للناس ديل (كمين) وعاوزاهم بعد ما (يلمو القروش دى) تمسكهم (بالثابتة) وتصادرا منهم وتعمل ليكم بيها (مستشفيات) تعالجكم بيها بدل (المستشفيات) الما فيها شاش وقطن دى؟ أو تبنى بيها مدارس لى اولادكم بدل المدارس اللآيلة للسقوط دى أو تكون عاوزة تدخل بيها كهربت (سد مروى) الشبكة؟ أو تصلح بيها حال (الجامعات الفكة) أو تأهل بيها ليكم (مشروع الجزيرة) أو أى حاجة تنفعكم بيها. أنا شخصياً متأكد تماماً ولا يساورنى أدنى شك بأن المسئولين عن الرعية (بايتين ليهم فوق رأى) ولا يمكن أبداً يكون السكوت بتاعهم ده ساااى وإنهم عارفين إنهم مسئولين عن (أرواح الناس دى) يوم لا ينفع مال ولا بنون وإنو البحصل ده لا يرضى الله ولا يرضى رسوله وإنهم (راصدين) تحركات ال(30) تاجر ديل رصد تام وكووولها يومين تلاته وح يقدموهم لمحاكمة وح يستعيدو منهم القروش (المشت ماليزيا) و(يدللوا) ليهم الفلل الإشتروها فى (دبى) ويصادرو منهم (البضاعة) و(الكاش) الفى الخزن وترجع ليكم قروشكم الدفعتوها (فرق سعر) على دائر المليم بس إنتو أصبرو..!