تظل التغيرات المناخية والبيئية التي يشهدها العالم مثار اهتمام العلماء والباحثين فتتبارى فرقهم في ابتكارمقترحات البحوث والتقانات التي يمكن أن تسهم في ايجاد الحلول لهذه الظواهر الطبيعية وازالة آثارها السالبة على حياة البشر، فبالاضافة الى مقترحات بتثبيت مرايا على الغلاف الجوي لعكس ضوء الشمس وملء الفضاء بملايين الأطنان من غبار الكبريت اللامع ومقترح قبض وأسرالكربون المتصاعد وتخزينه في باطن الأرض، ظهرحديثاً مقترح بحثي في خطة طموحة لاستزراع الصحراء، مقترح يدعي أهله أنه يستأصل ظاهرة التغيرات المناخية، بهذه الخطة الفريدة في هندسة الأرض يحلم العلماء ويهدفون الى تغيير الصحراء من رمال عقيمة الى غابات وارفة كثيفة ويقول العلماء المقترحون إن سقف الطموح المرتجي يوازن نهاية الاحتباس الحراري في العالم. تقدم بهذا المشروع ثلاثة علماء أمريكيين أحدهم باحث في مدرسة العلوم الطبية بنيويورك والآخران من وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) وحددوا فيه الخطوط العريضة للمقترح و تم نشره بمجلة التغيرات المناخية، وادعى العلماء أن خطتهم تعطي أقصر وأميز الطرق للتحكم الكامل في درء آثار الغازات التي أدت الى ظاهرة الاحتباس الحراري. والمشروع في مضمونه العملي يهدف الى زراعة مساحات واسعة من الصحارى بأشجار سريعة النمو تروى من مياه البحار والمحيطات وذلك بعد تحليتها بانشاء مصانع ساحلية ضخمة وتوجيهها عبر شبكات كبيرة للري. ويرجوالعلماء أن يتمكن الغطاء الشجري المستحدث من استعادة النظام المناخي الأمثل وهطول الامطار والقدرة على امتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي للعالم. وتشير احصاءات فريق البحث الى أن بامكان الصحارى المستزرعة تخليص الغلاف الجوي من (8) بلايين طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً أي ما يوازي في مقداره ما ينبعث من غازات من محروق الوقود وقطع الاشجاراليومي تقريباً. ويقول أحد مقترحي البحث إن دولاً مثل السعودية ومصر وكثيراً من الدول الأفريقية جنوب وغرب مصر تمثل مواقع مناسبة لزراعة الصحراء، ويتحدث أيضاً عن ما تجلبه من اقتصاديات في توفير التوظيف والاستثمار بالاضافة الى توفير مصدر طويل المدى من أخشاب الوقود، ويقول إن ارتفاع التكلفة يتضاءل أمام التخلص من آثار التغيرات المناخية. تلعب الغابات دوراً مهماً في تخفيض انبعاثات الغازات التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتشير احصائيات الاممالمتحدة إلى أن أكثر من (20%) من هذه الغازات هو نتاج لقطع وتدهورالغابات في الدول النامية.. كما تشير الى أن (13) مليون هكتار من غابات العالم تفقد سنويا، ويقول أحد خبراء الأممالمتحدة إنه يلزم وقف قطع وتدهورالغابات في الدول النامية ووقف انبعاث الغازات من الدول الصناعية المتقدمة وإلاّ فلن تستطيع حكومات الدول النامية من ارغام شعوبها على الابقاء على الأشجار. وما يهمنا نحن في السودان - ولقد تأثرنا من التغيرات المناخية - أن نوقف القطع الجائرللاشجار في مناطق الزراعة الآلية ولقد سعت الحكومة في وقت ما لفرض زراعة (20%) من المساحات المصدقة في مناطق الزراعة الآلية بأشجارالغابات ولا ندري ان كان يعمل به أم لا.. والاشجار فيها جمال يريح النفس ويعمل على تنقية البيئة ويجعلنا أقل عرضة لآثار التغيرات المناخية، فليزرع كل واحد منا شجرة!! والله من وراء القصد