دَعَت الحكومة قوات حفظ السلام الدولية العاملة فى إقليم دارفور «اليونميد» لمغادرة الإقليم، بعد التقرير الذى قدمته الأممالمتحدة اتهمت فيه الشرطة والجيش بإعاقة عمل البعثة. وقال عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان لدى الأممالمتحدة، «إنّ الوقت حان كي تغادر قوات حفظ السلام دارفور». وانتقد تقرير بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بشأن دارفور، الخرطوم، وقال إنّها خرقت اتفاقاً بشأن نشر قوات حفظ السلام، إلاّ أنّه أكد أنّ الحرب انتهت. وقال عبد المحمود: «رغم أن بشريات السلام تلوح فى الأفق، إلاّ أنّه يجب على الأممالمتحدة أن تضع إستراتيجية للخروج بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والحكومة». وأكد موقع «ميدل ايست أون لاين»، أن تقرير الأممالمتحدة بشأن دارفور يقول إنه يوجد قرابة «20» ألفاً من قوات الجيش والشرطة منتشرون فى دارفور، متهماً إيّاهم بمضايقة أفراد «اليونميد» وتقييد حركتهم. وقال التقرير: (الوقائع المتكررة لقيام مسؤولي الحكومة بمنع الوصول إلى دوريات «اليونميد» هى انتهاك مباشر لاتفاق وضع القوات، الموقّع مع الحكومة وإعاقة خطيرة لقدرة البعثة على تنفيذ تفويضها). وفي الاثناء اطلع وفد مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي برئاسة السفير جوزيف تسينغيمانا رئيس المجلس أمس بمدينة الفاشر شمال دارفور، على مجمل الأوضاع الإنسانية والأمنية بالولاية والتطورات التي تشهدها العملية السلمية هناك. وقدّم عثمان محمّد يوسف كبر والي الولاية تنويراً للوفد استعرض فيه عدداً من المؤشرات التي قال إنّها تدل على الاستقرار الأمني والإنساني، وأشار لانخفاض حدة ستة من أنواع الجرائم إلى أدنى مستوياتها منذ العام 2003م وعدم وجود المواجهات المسلحة سواء بين الحكومة والحركات المسلحة أو بين الحركات المسلحة فيما بينها، بجانب عدم وجود النزاعات القبلية، وأكد انعكاس الاستقرار الأمني إيجاباً على الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانسياب الخدمات المختلفة للمواطنين، بجانب عودة النازحين إلى قراهم، وخفض أعدادهم بالمعسكرات الرئيسية من (450) ألفاً إلى (208) آلاف نازح، يتمتعون بالخدمات الغذائية والإيوائية والصحية. من جهته أوضح تسينغيمانا، أن زيارة وفد المجلس بكامل عضويته لدارفور تؤكد الأهمية القصوى التي يوليها المجلس للأوضاع في السودان عامة ودارفور خاصة، ووصف توقيت الزيارة بالمهم لأنه جاء بعد تقديم تقرير إمبيكى إلى قمة مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى في أبوجا، وعبّر عن سعادته بالجهود التي بذلت على الأصعدة كافة لمعالجة قضية دارفور وإعادة الاستقرار، وأشار إلى أن ذلك انعكس إيجاباً على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وتمنى تواصل الجهود.