ماذا أفعل بنفسي وبأنهر اللّوم التي تتراقص في سواد عينيك الفاتن الآسر كلما تململت أساريري ؟! .. حين تلكُم قلبي لا مبالاتك أرقبُه ينكفئ هنيهةً.... فإذا به يتهيأ للصفح ! .. امنحني فقط حق التململ .. هل أطلب الكثير ؟! .. من ذا الذي يملك زمام الأسارير ؟! .. تابع القيادة .. لن أتقيأ سخطي ! .. أنا فقط أبغض ذلك الدفء الذي يحتل المقعد ! يثير اشمئزازي .. لطالما كرهته .. ولطالما اجتنبته .. هل تعلم شيئاً ؟! ... أفضل الوقوف على الجلوس في مقعد غادره ( غيرى) توّاً ! .. عته ؟! .. لا لا لا .. أرجوك .. تابع القيادة .. أنا لا أهذي ! .. أنا فقط أبغض ذلك الدفء الذي يأخذ شكل المقعد ! .. لطالما كانت لي فلسفة خاصة بشأن ذلك الدفء البغيض .. لطالما أحسسته كائناً هلامياً لزجاً يأخذ شكل المقعد ! .. صوته كالغليان .. لونه كالفجر في ليالي الخريف الماطرة ! .. حتى أنه ذو نكهات كمعطرات الجو الرخيصة ! .. مريضة ؟! .. لا .. لكنني لا أتمنى أن أشفى منك، إن كان هذا ما تعنيه ! .. ما علينا !.. تعتمد النكهة على حال (من غادره) توّاً ! .. فهناك ما أسميه الدفء بنكهة الغيظ .. بنكهة الحزن .. الغضب .. والغيرة .. النكهة الأخيرة هي الأفظع و الأفدح ! .. الأخيرة هي التي تفقدني دوماً زمام أساريري ! .. هل ستغضب من جديد ؟! .. أنا لا أفتعل شجاراً, أنا فقط أتململ ! .. ف بعيداً عن دفء المقعد لا زال عطرها يلفك .. وبعيداً عن مسألة العطر، لا زالت في عينيك بقايا تلك النظرة المسكينة التي ترافق حضورها الجليل ! .. ما شاء الله ! .. هل هذا هو كل ما تبقى لي منك ؟! أثر انصرافها ؟! .. بقايا حضورها ؟! .. يا لها من ثروة !