ظروف ذاتية وموضوعية، محددات ومهددات داخلية وخارجية تناوشتني خلال الأيام القليلة الماضية، تضافرت وتدافرت فوق رأسي، تغالبني وأغالبها الي أن غلبتها وجئتكم منها بنأٍ وقبس من حكمة سلفاكير، منها كما قلت لكم ما هو ذاتي كهموم واهتمامات العيد، ومنها ما هو موضوعي لا يد لي فيه كانعكاسات ومعاكسات الكهرباء والانترنت اللتين بهما ينعم الله علينا بالكتابة والتواصل مع أقطار الدنيا الأربع. كذلك للأمر محددات يتعين ويتحتم علي المرء أن يستجيب لها وألا يضرب عنها الذكر صفحاً، كما اعترضت طريقي مهددات علي شكل سؤال: انت مننو؟ علماً أن السؤال كان مدججاً بموكب من الأسلحة الثقيلة يطوقه من الأمام والخلف، تلك الأسلحة التي تمثلت في علامات تعجب واستفهام ماكنة، تلقيت تلك الرسالة المحددة والمهددة وربما المهبِّبة من خواجة اسماً وعربي سوداني لغةً، اسمه( Flavors Flavors ) ، أيضاً تستوجب علينا المحددات أن نكتب الاسم بالحروف العربية مراعاةً لمن لم يتيسر لهم بعد فك الحرف اللاتيني، فهو بالحروف العربية كالآتي ( فليفرز فليفرز ) وهناك حرف في هذه المعادلة يمنع من ظهوره في الكمبيوترات المعربة الثقل الذي يمنع بعض الحركات الاعرابية أو البنائية من الظهور، فيستبدل، أي ذلك الحرف الثقيل، بابن عماًّ ليهو هو الفاء. أيضاً لا أحرم قرائي من الاستمتاع بالنكهة الخاصة التي تفوح من فحيح هذا الاسم المنكه، فإذا أخذنا الاسم بمنطق الأسماء فهو يعني فليفرز بن فليفرز، وإذا أخذناه بمنطق الصفات ومدلولات الأسماء، يعني حرفياً: نكهات بن نكهات، أي نكهات الثاني بن نكهات الأول، أو نكهات الابن علي غرار جورج بوش الابن. وإذا كان كل إناءٍ بما فيه ينضح وينفح بنكهة طيبة أو ريحٍ منتنة، فمن يعيشون بالخارج وما وراء البحار لابد أن تكون لهم نكهتهم المميزة التي لا تقبل خلط واختلاط حابلها بنابلنا نحن التنابلة من الكائنات الماشية والراجلة علي الأرض هوناً. قد تظهر آثار هذه النكهة علي ملابسهم وأناملهم المعطرة فتعرفهم بها، أو قد تفوح من سجائرهم المنتمية الي علية القوم في أنواع السيجار فتشتم رائحتهم ذات النكهة المميزة من نوع سيجارهم، وقد تظهر علي نوع العملة التي يتعاملون بها، وهنا تتخذ اللفظة، لفظة النكهة، أبعاداً ودلالات مختلفة وتلبس وتلتبس بمعاني أخرى، فإن كنت عزيزي القارئ غير مدردح وواقع من السما البعييد داك ما بين 3 – 7،8 مرات، قد لا تعرف أن سكان جمهورية القاع الذين يتخذون المجاري وسطوح السيارات سكناً وملاذاً يطلقون كلمة نكهة علي النقود الي جانب مفردات أخرى منها كلمة الشرتيتة الشهيرة والواسعة الانتشار. إذاً حتى بلغة من نسميهم الشماشة فإن الاسم ما يزال يحمل النكهة المميزة لمن يعيشون خارج شبكتنا القومية، إذ إن النكهة بهذه اللغة المحدودة الانتشار دواء عزيز المنال لا يصرف إلا من مصرف أو صيدلية من يعيشون ويختبؤون وراء البحار وأمواجها العاصفة. لقد أتتني تلك الرسالة الملغومة والمدججة بقدرٍ لا بأس به من الأسلحة تعبيراً عن احتجاج صاحبها علي مقالي الأخير المعنون ب( الي من يحاولون عبثاً إبطال سحر البطل ) والمنشور بموقعي سودانايل وسودانيز أون لاين في 7 نوفمبر 2010م، ولكن لم أجد لهذا الفليفري الفلزِّي العتيد مقالاً يرد به علي مقالي علناً في المواقع الالكترونية حيث أنشر، وليس همساً في أذني كما فعل. إلا أنه إذا كان هو شحيحاً وعديم المروة لا يحب أن تعم الفائدة الجميع، فأنا علي العكس منه تماماً، أنشر كل ما يصادفني من طرائف ومواقف علي الهواء الطلق حتى يعم خيرها ويتقاصر شرها بالنشر والفضح علي الملأ. كنت قد أجبت السائل علي سؤاله في رسالة مقتضبة رداً علي نفس الإيميل الذي بعث به اليَّ رسالته السائلة، أجبته بلغة هجين مثل القوات الدولية، انجليزية الوجه، لاتينية الحروف، سودانية المحتوى، تناسب المقال والمقام، حيث ترد الرسالة علي خواجة أو متخوِّج، أو مخوَّج، وترد عليه بلغة تهديد مثل لغته، فالجزاء من جنس العمل. لقد جردت أمامه سيفي من غمده ولوَّحت به في الهواء أمام الشمس الساطعة لكي يآمن ويقتنع، قلت له معرفاً نفسي إجابةً علي سؤاله ( إنت منو ): ( I am Ashafo Khallo )، أي قلت له بانجليزية مبينة: ( أنا الشافو خلو )، ناصحاً إياه بأن من الخير له أن ينظر الي أدبي الذي ينظر اليه الأعمى وكلماتي التي تسمع من به صمم، لا أن يشغل نفسه باستراق النظر الي صاحب الكلمات والتحسس منه وعنه وما حوله، إذ لن يجديه ذلك التخاتل فتيلاً، وكان بإمكاني أن أرد عليه بقول الشاعر الصعلوك ( بالمعنى العربي الفصيح موش أخوه العامي ): وسائلةٍ أين ارتحالي وسائلِ - ومن يسأل الصعلوك أين مذاهبه!!!. ولكني فضلت أن أخاطب فيه الروح الخواجية الحديثة بلغة الوضع السياسي الراهن واللغة المتداولة في عالم اليوم. وعلي صعيدٍ ذي صلة، أقول: ليس لديَّ اليوم ما أزيده علي ردِّي السابق علي جبهجية لندن التي ما لي بها من أنيسٍ ولا جليس، بل أود التذكير والتنبيه بأن ألفت نظرهم ونظر هذا السائل المحتج المتبرم والمتحسس من المقال، الي أني لا أبتغي بنقدي إياهم غير سلامة السودان الوطن الواحد بأمياله المليون، حيث لم تأت جبهتهم الميمونة في الوقت المناسب للسودان كما يدَّعون، بل أتت في الوقت المناسب للخطة البريطانية رقم ( 2 ) لتفتيت ما تبقى من السودان بعد النجاح في تنفيذ الخطة رقم ( 1 ) - فصل الجنوب - وذلك عندما أشرت في مقالي ( حسنين: وسام الخدمة الطويلة الما....!) المنشور أيضاً بذات الموقعين المذكورين أعلاه في الثلاثين من اكتوبر 2010م، عندما أشرت في ذلك المقال متحدثاً عن حسنين الي أنّ عقد مؤتمره هذا خلواً من أبناء الجنوب إنما هو خدمة مجانية ممتازة للخطة البريطانية رقم ( 2 ). وأليكم تلك الفقرة من المقال بالنص: ((أما خلو مؤتمره اللندني من أبناء الجنوب رغم انتفاء شبهة تسبب سلطات الإنقاذ في ذلك، فيفضح المخطط البريطاني الذي يحاول أن يعيد ترميم سياسة المناطق المقفولة، عزل الشمال عن الجنوب، خاصةً بعد أن آتت تلك السياسة اليوم أكلها وبلغت ذروة نجاحها في مدة قياسية، تلك السياسة التي تدشن اليوم علي أبواب نجاحها في الخطة رقم واحد، الخطة رقم اثنين لتفتيت ما تبقى من السودان، وحشد الشماليين المقيمين بالخارج وتجنيدهم لتنفيذ هذه المهمة بأيديهم نيابةً عن موكليهم ( وأجيب حسنين محامي ) كما سبقهم الي ذلك إخوتهم الجنوبيون.)). هذا فضلاً عن أن العم الأستاذ/ شوقي بدري وهو العضو والأب المؤسس للجبهة قد تراجع في مقاله الأخير (اوقفوا طبول الحرب ... ) بسودانايل وسودانيز اون لاين، التاسع من نوفمبر 2010م، عن دعوتكم لدق طبول الحرب والنفخ في أبواقها في برنامج جبهتكم السياسي الذي يدعو في أولى فقراته الي إزالة النظام بكل السبل والوسائل، وهذه بالطبع تأشيرة المرور الي إباحة واستباحة السودان ( وكله عند العرب وسائل ). ولا يسعني إلا أن أكتفي بهذه الفقرات المانعة الجامعة من مفتتح مقاله: ( اليوم 9 نوفمبر 2010 . يتواجد 250 الف جندى امريكى فى حاله ضياع وتشرد وادمان فى الولاياتالمتحده . وبينهم سيدات وشابات لان الجيش الامريكى صار يحتوى على خمسه عشر فى المائه من النساء . وما يقارب من المليون جندى امريكى قد شاركوا فى الحرب . الحرب يا سادتى اسوأ نشاط بشرى . يجب ان يتجنبها اى انسان عاقل، وبرنامج ساحات الفداء كان اسوأ دعايه للحرب)، وها أنذا لم أزد علي أن فتَلتُ للجبهة الجديدة من ذقن الجبهة القديمة، عملاً بسياسة ( من دقنو وأفتل لو) السودانية الخالصة. وكل ذقنٍ أبيض وأنتم بخير.