الاطفال الماثلون أمامكم في الصورة أشقاء، يعانون معاناة مُرة وقاسية .. والدتهم متوفية.. والدهم مختفي منذ سنوات اليعرف له خبراً أو مكاناً.. عائلهم الوحيد جدهم «محمد سالم»، لكنه توقف عن الإعتناء بهم لإعاقته، حيث أصيب بالعمى وفقدان السمع.. الاطفال الأشقاء بلا مأوى خاص بهم، حيث ينحشرون الآن داخل راكوبة من الخيش والقش، شيدوها على قطعة أرض خالية من البناء.. زرتهم صباح الجمعة الماضي بالكلاكلة القبة، مربع «10- أ»، قالت لي جدتهم «ردة بشير محمد» - والدة والدهم «فتح الله محمد» بينما الدموع تغطي عينها: والدهم «فتح الله محمد»، وهو ابني إختفى منذ سنوات طويلة ولا نعرف مكانه، والدتهم «حليمة زكريا» توفيت منذ «4» سنوات، تاركة خلفها «5» أطفال: ياسمين «12» سنة - محمد «8» سنوات - زبيدة «7» سنوات - احمد «6» سنوات - شيرين «4» سنوات. ياسمين الكبرى، تركت المدرسة من الصف الرابع بعد وفاة والدتها مباشرة لتعمل بالغسيل والنظافة بالمنازل المجاورة حتى تعيش إخوتها، فهي الأن العائل الوحيد لهم، بعد أن أصبح جدها محمد سالم كفيفاً وأطرش عاجزاً عن العمل وهو كبير في السن.. وأنا امرأة كبيرة غير قادرة عن العمل وكل ما تكسبه لا يتعدى «3 - 5» جنيهات في اليوم، واحياناً لا تجد عملاً، فيبقى الاطفال بدون طعام طيلة اليوم. حضرة المسئول هؤلاء الاطفال، بعد أن وقفت على وضعهم المؤلم ميدانياً، أقول انهم معرضون للضياع، لعدم وجود عائل لهم سوى شقيقتهم الكبرى «ياسمين» ، وهي طفلة، ومعرضون أيضا للتشرد بعد ان طلب منهم صاحب القطعة التي يقيمون فيها الآن إخلائها لرغبته في البناء.. هؤلاء الصغار ليسوا في حاجة لعبارات الأسى والأسف، انهم يحتاجون لمن يأخذ بيدهم.. فعلينا التكافل جميعا لإنقاذهم من مصير مظلم ينتظرهم.. قبل فوات الأوان.