اولاً شكرى لك يا أخي البروف مختار أحمد مصطفى على اهتمامك بالموضوع «السودان والتغير المناخي» وعلى حُسن اطلاعكم على صحيفة (الرأي العام) وبالاخص صفحة (الرأي العام الاقتصادي) وبعد... بعد اطلاعي على تعقيبكم على مقالتي بتاريخ 2 ديسمبر 2009م خلصت إلى اننا متفقون أنا وأنت في كثير من النقاط المهمة وحتى الهدف الاساسي من طرح الموضوع نحن متفقون عليه الا وهو لفت نظر المسؤولين أو الدولة للاهتمام بمشكلة (التصحر) والجفاف وإعطائه الاولوية والجدية اللازمتين. فإنا اتفق معك فيما اسهبت فيه من تعريف لمصطلح «التصحر» ولمصطلح «التغير المناخي» وهذا التعريف اصبح معلوماً لدى كل الناس طالما هو اصبح مشكلة تشد كل انظار العالم خاصة في مؤتمر كوبنهاجن المنعقد حالياً ولم يعمل حتى الآن الى اتفاق لبلورة اتفاقية جديدة تحل محل اتفاقية كيوتو. لكن دعني اختلف معك قليلاً في (مسببات) التصحر والذي تعتبره أنت ناتجاً عن فعل البشر، لكن انا اعتبره ناتجاً في المقام الأول عن التغير المناخي ثم لفعل البشر. فالتغير المناخي هو سبب تداخل الفصول وقلة هطول الامطار وارتفاع درجة حرارة الجو وهي مجتمعة تتسبب في (الجفاف) المتوالي عبر السنين وهذه الموجة من (الجفاف) هي السبب في اتساع رقعة (التصحر) ثم تزداد هذه الرقعة اتساعاً بفعل البشر من قطع للاشجار وللنبات وافقار للتربة وهي مشكلة لا يعاني منها السودان وحده بل كل افريقيا وخاصة منطقة القرن الافريقي وجنوب غرب القارة التي تضم موريتانيا ومالي والسنغال هذا الى جانب كينيا والصومال والسودان وجيبوتي في الساحل الشرقي. إن المشكلة يا أخي البروف مختار واظنك تعلمها جيداً هي ان الدول الصناعية الكبرى هي السبب وان انبعاثاتها الغازية أثرت على كل الكون وليس لدول العالم الفقيرة التي منها افريقيا وبالتالي السودان يد فيها ولم يرد بتاتاً فيما كتبت ان للسودان انبعاثات غازية مؤثرة ولا حتى للدول الافريقية الاخرى بل ركزت على قمة كوبنهاجن على انها قمة بين الذي يملك والذي لا يملك والأول بما انه المتسبب في التغير المناخي وبالتالي المتسبب في الجفاف وبالتالي ايضاً متسبب في (التصحر) ربما بطريقة غير مباشرة فعليه ان يدفع تعويضاً للثاني. فقلة هطول الامطار معناه جفافاً يصيب الاشجار والغطاء النباتي للارض فتموت الاشجار واقفة ويضعف الغطاء النباتي وبذلك تزداد سرعة انتشار التصحر وهناك اسباباً علمية اخرى كالتي ذكرتها انت. وهناك فقرات في تعقيبكم تؤيد ما ذهبت إليه كالفقرة التي تقول (هو تدهور الارض في المناطق القاحلة وتحت الرطبة الجافة لعدة اسباب بما في ذلك تباين المناخ)، وفي الفقرة ذكر درقني (Dregne) (اننا اذا قلنا ان التصحر ناتج عن الجفاف فاننا لن نستطيع التصدي له) وهذا اعتراف ضمني بأنه ناتج عن الجفاف واذا قلنا ان الجفاف سببه التغيرات المناخية فمنطقياً يمكننا ان نقول ان (التصحر) سببه التغيرات المناخية وهي الاب الشرعي له. غير هذه النقطة الخلافية فاننا متفقون في كل شيء وقبل ان اختم يجب ان اوضح ان هناك بحوثاً من المعاهد الاستراتيجية لكن هذه البحوث ظلت حبيسة الادراج ولم تستفد منها وزارة البيئة ولا وزارة الزراعة وهي تصبح بلا قمة للشعب السوداني طالما انها لا تنفذ على ارض الواقع. ختاماً اشكرك على تعقيبك واتمنى ان يكون ذلك بداية لتعاونك من وقت لآخر مع صفحتنا الاقتصادية (الرأي العام الاقتصادي) وان صحيفة (الرأي العام) ككل مفتوحة لكم لابراز انشطتكم عبر صفحاتها ودمتم في رعاية الله.