أتوقع أن تقع أهم مباريات التنافس الإنتخابي القادم في جنوب السودان حيث ترشح لمنصب رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان السيد سلفا كير ميارديت والدكتور لام أكول أجاوين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي. مؤشرات نتاج جنوب السودان تصلح لقياس إتجاهات الجنوب نحو الوحدة والإنفصال ونحو العلاقة بين الدولتين الجديدتين. الحركة الشعبية لم تتوان ولم تترك مجالا للشك في خيارها الإنفصالي وكان آخر التأكيدات في يامبيو حيث تحدث الرئيس البشير رئيس المؤتمر الوطني عن إنتخابات حرة ونزيهة وتحدث السيد سلفا كير رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة الشعبية عن وعد بأن يمر أنبوب النفط عبر الشمال أي عبر الدولة الجديدة. سخونة الإنتخابات أنها ستجري بين مرشحين أحدهما في السلطة وله قوتها والآخر يتحدي هذه القوة. ستجري إنتخابات رئاسة الجنوب بين حزبين أحدهما يرفض أن يسمح لغريمه أن يعمل وينافسه منافسة حرة دستورية. والحزب الآخر يدخل الإنتخابات وهو مسنود بحكم قانوني من محكمة عليا بحقه في العمل. إذا أصرت الحركة الشعبية على منع حزب أكول فإن القضاء يمكن أن يكون حاضرا بطلب تنفيذ حكم وليس إصداره. أما لب المعركة فسيكون مقدار الفرص المتساوية التي ستتاح للطرفين حيث تقل الرقابة على الإنتخابات مقارنة بالشمال. وفي الجنوب تمت أكبر عملية تسجيل وفيها إتهامات بستجيل جماعي كبير وبأوجه نقد وتشكيك أكبر. فوز الحركة الشعبية بحكم الجنوب ربما لا يغير من الواقع الحالي كثيرا ولكن فوز الدكتور لام أكول ربما يقلب المواظين جميعا ويهدد توجه الحركة نحو فصل الجنوب ويهدد أمنياتها بأن تحكم الجنوب والشمال معا عبر سلفا وعرمان في حال تحقق هدفها بالفور بمقعدي الرئاسة في الجنوب وفي المركز. أما قاعدة الإنتخابات في الجنوب فستكون القبيلة بكل ما تحمل من إحتمالات مخاطرة على العملية الإنتخابية وعلى النتائج التي سيتم التوصل لها. الجنوب وجوار الجنوب وخاصة في كينيا تتربع أسس القبلية وصراع إنتخابات كينيا الدامي قاعدته القبيلة. سيمثل السيد سلفا كير أكبر قبائل الجنوب وسيمثل الدكتور لام أكول القبائل التي لا ترغب في أن تكون تحت حكم هذه القبيلة الأكبر. وصراع الدينكا والنوير بدأ في جونقلي والبحيرات. وحظ النوير في الإنتخابات القادمة لا يقارب الطموح في القبيلة. وصراع الإنتخابات الأشرس في الجنوب.