وضعت الدولة عدداً من الخطط والاستراتيجيات للارتقاء بالقطاع الزراعي خاصة وأن عجلة التطور بهذا القطاع تسير ببطء. وعزا عدد من المحللين ذلك الى ضعف القدرات التنفيذية والاستيعابية للاجهزة المعنية وتردى الوضع الاقتصادي العام مما قلل النسبة التي تخصصها الدولة لدعم القطاع الزراعي، وتفيد المتابعات بانخفاض نسبة الأمن الغذائي العام الماضي تبعاً للمواسم الزراعية التي لم تحقق ما هو متوقع من انتاج، اعقبه اعلان فجوات غذائية بعدد من الولاياتبالجنوب والدندر ودارفور ومن هنا ولتحقيق موسم زراعي ناجح هذا العام، إلتام اجتماع عدد من أمناء النهضة الزراعية بالولايات ممثلين لأكثر من (61) ولاية بأمانة النهضة لتحقيق تلك الاهداف الكلية. وأوضح الدكتور يس الدسوقي نائب الأمين العام للنهضة الزراعية ان المرحلة القادمة تشهد تغيراً ايجابياً كبيراً بعد الاطلاع على المعوقات التي واجهت العمل في الفترة الماضية ووضع الحلول اللازمة لتطوير كافة قطاعات الانتاج النباتي والحيواني ودفع القدرات لشريحة المنتجين وذلك بوضع دراسة تصورية لكل ولاية حسب اوضاعها وخصوصيتها. وأضاف أن امناء الولايات سيقدمون تقارير شاملة عن ما تم انجازه والمشاكل التي تعترض سير العمل. الى ذلك أشار أحمد ابراهيم محمد مدير عام وزارة الزراعة بالنيل الازرق ان الولايات تعول كثيراً على برامج النهضة الزراعية لتحقيق موسم انتاج مستقر هذا العام، وأضاف: بالنظر الى ما تم انجازه من برامج النفرة الخضراء بالولايات فان نسبة النجاح الآن تتجاوز (65%) مبيناً ان هذا العام يمثل منتصف الطريق لبرنامج النهضة ولا بد من اعادة تقييم الاوضاع بكافة الولايات لتحقيق شمولية الرؤية، مؤكداً ان مشاريع حصاد المياه والطرق هي العمود الفقري لعمل النهضة ويجب ان تتم مراجعة في هذا الجانب ورفع نسبة انشاء تلك المشاريع، واوضح ان العام قبل الماضي شهد تنفيذ سد واحد من مجمل اثنين و(13) حفيراً من مجمل (20) حفيراً بنسبة تنفيذ (40%) وذكر أحمد ان مشاريع الطرق العام الماضي شهدت تنفيذ (65%) ولكن حالت عدة مشاكل منها الامطار دون اكتمال التنفيذ، ودعا أحمد الى ضرورة اكتمال حلقات العمل بين المركز والولايات ووزارتي الزراعة الاتحادية والمالية وادارة مكافحة ووقاية النباتات الاتحادية لتطوير العمل الزراعي وتنمية الصادر. وتطرق الى الخطة الموضوعة للعام الحالي واشتمالها على مخططات لتوفير المياه وبناء القدرات . واوضح ان ضعف التنسيق بين المستهدفين وقواعد النهضة في الولايات قاد الى ضعف العمل إضافة إلى مشاكل التمويل. الى ذلك اشارت بعض المصادر الى العديد من المعوقات التي تواجه برامج النهضة الزراعية والمشاكل التي تواجه انزال تلك البرامج الى أرض الواقع بوصفها برامج جد طموحة ولا تتناسب مع الاوضاع الاقتصادية. وذكرت المصادر ان هنالك مؤشرات لضعف الاداء وانخفاض نسبة النجاح من (80%) في العام الاول الى (20%) للعام السابق وحول ضعف الاداء في بعض الولايات ذكر دكتور فيصل بشير أحمد أمين النهضة الزراعية بولاية جنوب كردفان ان بعض الولايات تمر بظروف امنية تتطلب بذل مزيد من الجهد، والبعض الآخر نتطلع لرفع ادائه العام في مناطق مثل بابنوسة ولقاوة واجزاء من ابوجبيهة. ودعا فيصل الى انشاء فروع للبنوك الممولة كالبنك الزراعي في مناطق الانتاج حتى يتحقق الاستقرار للمزارع في الحصول على التمويل والمدخلات الزراعية. واكد على ضرورة انشاء صوامع ومواعين لحفظ الانتاج يقلل من نسبة انخفاض الانتاج نتيجة لتلف المحصول. واضاف ان الاسواق المحلية في مناطق الانتاج تساعد في رفع درجة الأمن الغذائي بالمنطقة وتخلق فرصاً اكبر للتسويق.