نَفت مَصادر مطلعة وجود دوافع سياسية وراء اغتيال محمد صالحين معتمد حلفا السابق، وكشفت عن توقيف الشرطة لأربعة متهمين من بينهم نجل المجني عليه. وقالت المصادر ل «الرأي العام» أمس، إنه ومن خلال التحقيقات التي أُجريت منذ لحظة وقوع الحادث، وتحويل البلاغ من قسم شرطة الأزهري وتكوين تيم بقيادة اللواء قسم، توصلت الشرطة لأربعة اتجاهات دار حولها الاشتباه، ورجّحت المصادر أن تكون دوافع قتل المعتمد شخصية، ودلّلت بأن المتهم قام بسرقة جوال القتيل، رغم إدراكه أن الشرطة ستصل إليه من خلاله، خاصةً وأنه كان يفتح الجوال عند محاولته الاتصال بعد عملية الاغتيال. وأشارت المصادر إلى أن نجل القتيل، البالغ من العمر (17) عاماً ضمن الأربعة الذين يتم التحقيق معهم في الحادثة، وقالت إنه أصيب بنوبة هستيرية عند التحقيق مع أسرة القتيل، وكان يُردِّد أنه هو (السّبب). وطالبت المصادر، الأجهزة الأمنية بسرعة التوصل لمرتكب الجريمة، لقطع الشائعات التي تدور حول الجريمة والتوقعات بان تكون بداية لتصفيات سياسية قد تقود لفشل الانتخابات. خلفية زاخرة بالخير ومازال الغموض سيد الموقف في حادثة الاغتيال، والمعروف ان القتيل كان محافظاً بنهر عطبرة وبرام ووزيراً للشؤون الهندسية بالولاية الشمالية في وقت سابق ونائب دائرة حلفاالجديدة بالبرلمان حتى رحيله والمرشح لنفس الدائرة في الانتخابات المقبلة عن حزب المؤتمر الوطني. خلفية الرجل السياسية والاجتماعية مع أهله أو المناطق الأخرى زاخرة بالخير، فالرجل أجمع عليه الكل لاحترامه وتواصله وعلاقاته الجيدة مع كل الأطراف السياسية بالرغم من التكهنات عن دوافع مقتله، إلا أن الحقيقة ما زالت في علم الغيب، هكذا ابتدر حسن محيى الدين أحد اقاربه، واستطرد بأن ملابسات الحادث تبعد فرضية «السرقة» نظراً للوقت الذي وقعت فيه الجريمة، أي ما بين السابعة والثامنة مساءً الى جانب المكان، فالموقع الذي قتل فيه امام منزله وجواره شارع فرعي، ما يعني بأنه لا يمكن أن يتجرأ أحد أن يسرق في ذلك المكان والزمان، وأضاف بأن المرحوم لم يكن لديه اي عداءات سواء في السياسة او حياته الخاصة، وعرف بالشهامة والمروءة في أي مكان تقلد فيه منصباً. عوض إبراهيم أحد أقرباء الفقيد تحدث والغصة تمنعه من الحديث: المرحوم كان محبوباً للجميع ولم يعاد أحداً من قبل ولم تكن لديه خصومة سياسية، بل كان مقبولاً من كل ألوان الطيف السياسي لاعتداله في الفكر، واعتقد بأن فقده جلل لأهله بحلفاالجديدة والولاية الشمالية ولكل مدينة عمل فيها، وأضاف بأنه يستبعد فرضية «السرقة» لان القاتل في طريقة قتله يبدو محترفاً لأن المقتول لم يبد أية مقاومة بالرغم من قوته البدنية وبالرغم من ان القضية في يد الشرطة التي وعدت بفك طلاسمها خلال الأيام المقبلة، إلا أن المعطيات تشير الى أن الجريمة وراءها دافع سياسي. رسالة القاتل وتحدث حاضرون من أهل الفقيد بأنهم وجدوا عبارة مطبوعة على باب منزل الفقيد وهي «ليه بنهرب من مصيرنا» بتوقيع محمد صالح واكتشفوا العبارة صباح مقتله، مما يدعو الى التكهن بأن القاتل كان يتربص بالقتيل وترك له رسالة باسم وهمي، كما أن سرقة موبايله للتمويه بأن القتل كان بدافع السرقة، ولكن وجود مبلغ في جيب المرحوم بعد نقله الى المستشفى يعني أن القتل لم يكن بدافع السرقة.وذكر الحاضرون بأنه كان يستغل سيارته في طريقه للمسجد لصلاة العشاء ووجده ذووه ملقياً داخل السيارة ودماؤه تملأ كل مكان، فظنوا في بداية الأمر بأنه وقع بسبب الضغط الذي يعاني منه، واعتقدوا بأن الدماء بسبب الرعاف الذي يلازمه اذا ارتفع ضغطه، فنقل الى المستشفى وهم في حالة ذهول، الا أن الاطباء اكتشفوا «الطعنة في ترقوته» وأحيل الى المشرحة في وقت متأخر من الليل، ووري جثمانه الثرى في التاسعة من صباح أمس بمقابر الصحافة. حالة وجوم!! حالة من الوجوم والحزن يخيم على سرادق العزاء.. فالرجل كان محبوباً لدى الجميع، وكما قال أحدهم بأنه كان سيحقق أعلى الأصوات في الانتخابات المقبلة لشعبيته الجارفة في منطقة حلفاالجديدة، ليس لأنه من أبناء المنطقة، بل لأنه رجل يحق الحق ويعمل من أجل تنمية كل المنطقة.