للمرة الثانية، خلال عامين، تجد مدرسة الاتحاد بالخرطوم نفسها تسير على ذات طريق الهالك «سلمان رشدي».. ولا أدري هل هي الصدف وحدها؟ أم سوء الإدارة داخل أسوار المدرسة؟ أم حظها العاثر جعلها تستقدم مدرسين أجنبيين أثارا كل هذا العبث بعقيدة المسلمين ونبيهم وكتابهم العظيم. الواقعة الأولى كانت في شهر نوفمبر من العام 2007 م، عندما أساءت معلمة بريطانية للرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام، واسمها «جيليان»، وعوقبت من قبل المحكمة وقتئذٍ بعد أن اعتذرت للطلاب المسلمين، وأهل السودان قاطبة، وأبعدت من البلاد.. أما الواقعة الثانية، فقد حدثت فصولها أول من أمس، حيث أساء معلم من أصل مجري للاسلام والمسلمين، بل وأساء لكتاب الله عز وجل «القرآن الكريم» وقال تلاميذ بالمدرسة بحسب صحيفة «الأحداث» الصادرة أمس، إن استاذ التاريخ المجري قال لهم الآتي: (إن القرآن صنعه أناس مريضون وقذرون، والمسلمين سيئون، وأن القرآن لم يأت من الله إلى محمد بل كتبه بعض الناس بعد موته) اكتفى بهذا ولا أخوض في قذارات هذا المعلم «المأفون الأشر».. ما يحير المرء أن هذه الإساءات الخطيرة لعقيدة المسلمين ونبيهم وكتابهم العظيم وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم - كل هذه الاساءات - تحدث في السودان وفي الخرطوم بالتحديد، ومن داخل أسوار مدرسة الاتحاد أو ال «يونتي» كما يحلو للبعض، يحدث هذا ومن عجبي في دولة الشريعة والمشروع الحضاري. عندما أساء بعض المأفونين في السويد والدنمارك لنبي الرحمة وسيد ولد آدم عليه صلوات الله وسلامه، قامت الدنيا ولم تقعد، وتحركت المسيرات الهادرة من الجاليات المسلمة، بل كان للإساءة صداها في دول اسلامية عديدة، سارعت لمقاطعة المنتجات القادمة من هناك وما أكثرها، وكان للمقاطعة الفورية التي تبناها علماء أجلاء من أمثال الشيخ القرضاوي مفعولها السريع لرد اعتبار المسلمين في العالم قاطبة. لا أقول هذا حتى يثأر المسلمون لدينهم من أفعال معلمي ال «يونتي» الخواجات، ولكن أمثال هذا المعلم «المأفون الأشر» لا مكان له بيننا، وعلى الدولة أن تسارع إلى إبعاده كما فعلت المحكمة بسلفه «جيليان»، أقول حديثي هذا وأعلم أنه أضعف الإيمان.. وأدعو هيئة علماء السودان لتقوم بدورها كاملاً، برفع دعوى قضائية بحق إدارة المدرسة أولاً و«المأفون الأشر» ثانياً، على أن يوضع في الإعتبار أنها المرة الثانية خلال عامين. من أين تأتي إدارة المدرسة بأمثال هؤلاء؟ ولماذا تصر على التعاقد مع خواجات، وبين ظهرانينا من المعلمين السودانيين من يسدون قرص الشمس، واذا دعت الحاجة الى استجلاب المعلمين الأجانب فهناك من هم أحرص على غرس الفضائل في نفوس أبنائنا وبناتنا الطلاب، بدلاً عن تلويث العقيدة، وهدمها باستجلاب أمثال «المأفون الأشر»، نعلم أن بالمدرسة طلاباً مسلمين، وبها كذلك مسيحيون، فكان أحرى بإدارة المدرسة احترام عقائد الجميع.