أمس الأول نشرت مواقع الشبكة الإلكترونية خبراً كان مصدره (الإنتربول) والذي أكد فيه أنه أخطر الحكومة العراقية بنيته لاعتقال الرئيس البشير عند حضوره لقمة بغداد نهاية الشهر الحالي. وبعد ساعات أصدرت الخارجية العراقية بياناً نفت فيه اتصال الإنتربول بالحكومة العراقية مؤكدة ان الحكومة العراقية ستوفر كل الحماية للرئيس البشير والرؤساء العرب كافة الذين اكدوا حضورهم للقمة العربية. بالطبع كان لابد أن تنفي حكومة نوري المالكي التي ما زالت يسيطر عليها الأمريكان وتلاميذ برايمر من العراقيين.. لأن النفي الحكومي كان لابد منه. كنت سوف أصدق هذا النفي لو كان صادراً من السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية، لأن هوشيار كردي والأكراد لا يكذبون بحكم معرفتي بهم، أما قيادة حزب الدعوة والذين يتحكّمون في البلد سياسياً واقتصادياً وأمنياً فإني ثقتي بهم ضعيفة لمعرفتي بهم، ولمعايشتي لأهل العراق الكرماء طوال عشر سنوات كاملة. بمعنى أنني أعرف أساليبهم في السياسة عندما كانوا معارضين وآمل ان تكون تلك الأساليب قد تبدلت بعد ان أصبحوا حكاماً. في كل الأحوال في تقديري الشخصي أن خبر الإنتربول صحيح مائة بالمائة وليس الغرض منه اعتقال الرئيس البشير فقط.. وإنما إلقاء ظلال مُخيفة ومُرعبة على القمة.. ولزرع الخوف في نفوس الرؤساء العرب، وأركان القيادة العراقية بشكل يجعلها تبذل جهوداً كبيرة في نفي هذا الخبر. وأحب أن أذكّر بأن هذا الخبر بداية لنسف القمة، وتأكدوا أن عدداً قليلاً من الرؤساء العرب سيحضرون، اما البقية فسوف يرسلون من ينوب عنهم بالرغم من إعلان الحكومة العراقية تجهيز مائة ألف جندي لحماية القمة. وأقول لسيادة الرئيس أرجو أن تعتذر عن الحضور لأن الامريكان ما زالوا على بعد كيلو مترات قليلة من بغداد .. ولأن عددا كبيرا من تلاميذ برايمر ما زالوا يتحكمون في المفاصل الأمنية في البلاد، وأن العراق ما زال التفلت الأمني سيد الموقف فيه.. نحن كنا نريد أن تكون الأوضاع هائة ونحضر القمة لنرى بغداد بين عهدين.. إن هناك قوى معادية لا ترغب في عقد قمة تجمع العرب وتُوحِّد كلمتهم، ولا تريد بشكل خاص أن تُعقد في بغداد، رغم اختلافها من بغداد الأمس من حيث المواقف السياسية والإرادة السياسية والموقف المالي والاستقرار الأمني.