توجد بين الاعلام و تعزيز الصحة علاقة نسب ومصاهرة.. عبارة بدأ بها د. كمال حنفي احد المتحدثين في فاتحة ورشة (الاعلام وتعزيز الصحة) بمركز التدريب المهني.. العبارة جاءت اشارة لاهمية الاعلام ووسائل الاتصال في تعزيز الصحة. المتحدثون في الورشة امنوا على ان الوقاية والتثقيف يأتي في أعلى سلم الأهمية، وان الاعلام واحد من الآليات التي يمكنه منع المرض قبل حدوثه. والتحكم في مسببات المرض بالتوعية برسائل اعلامية خفيفة الظل ومؤثرة.. واستعرضت الورقة الاولى التي قدمها الدكتور فوزي عمر فى الورشة التى اقامتها ادارة الطب الوقائى بوزارة الصحة الاتحادية اشكال الرسالة الاعلامية المعززة للصحة والتي اوضحت انه ليس من الضرورة الجنوح الى المادة الاعلامية الجافة لضمان تقبل المستهدف لها وسرعة استيعابه للرسالة. واستشهد بعدد من الصور فى مجلة عالمية مختصة بشئون المراة والتي تحذر من خطورة السمنة بوضع عبارة اسفل صورة الغلاف عن كيفية الحصول على الرشاقة بتناول اطعمة خالية من الكلسترول والدهون. ولم تستخدم الرسالة اسلوب تخويف القارئ من خطورة امراض السمنة بل لامست موضع الرغبة للحصول على الرشاقة واستطاعت اقناع الكثيرات على عدم تناول الاطعمة الدسمة المؤدية لامراض القلب والشرايين. ولتعزيز الصحة من خلال الاعلام ووسائل الاتصال ينبغي ان تتوافر المعلومة وهذا ما نفتقده في السودان وفقاً لما أفاد به المشاركون فى الورشة. واضافوا أن (الجهات ذات الصلة بالصحة تضرب طوقا حول المعلومات فيما يختص بالمشاكل الصحية وتعاني وسائل الاعلام صعوبة في الحصول على الحقائق التي يمكن من خلالها ان تبني رسالتها الاعلامية. وعلي سبيل المثال وليس الحصر رفض الدولة الاعتراف بانتشار الايدز في السودان والتكتم على المعلومات في نسبة الاصابة أسهم في اتساع رقع الاصابة لغياب الدور التوعوي والتثقيفي الذي يقوم به الاعلام بأشكاله المختلفة). د. كمال عبد القادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية التى نظمت الورشة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في مداخلة مقتضبة اعترف بأن توفير المعلومة للاعلام يسهل من الوصول الي ما تصبو اليه الوزارة. واضاف انهم في الوزارة باتوا يتعاملون مع الاعلام تعامل الراشدين وشدد على خلق الثقة بين الصحة والاعلام وطالب في الوقت ذاته ان لا يكون الاعلام مجرد ناقل للمعلومة. د: كمال حنفي تناول في ورقته (الاتصال الصحي وتغيير السلوك) ضرورة توافر عناصر لضمان تأثير الرسالة الاعلامية في تعزيز الصحة والتثقيف وذلك أولاً تحديد المستهدف ومعرفة الوسيلة للوصول إليه والتركيز على المعلومة المفيدة، واوضح ان (91%) من الامراض ناتجة عن السلوك الخطأ بالمجتمعات في كيفية استخدام الماء والطعام والتعامل مع مخلفات الحيوان والدم الى جانب (7) من انواع السرطانات يسببها السلوك الخاطىء أبرزها سرطان الكبد. وتناولت الورقة قوة تأثير الاعلام في محاربة الامراض السلوكية عبر رسائل بالوسائط المختلفة في التعامل مع عوامل الخطر. وطالبت الورقة برفع الوعي في المناطق الصناعية والتحذير من خطورة الابخرة وكيفية التعامل معها الى جانب الصحة الأولية وتقليل وفيات الامهات بإبراز مخاطر الختان باعتبارها السبب المباشر في الوفيات، واستشهد كمال بمناطق في آسيا كانت تعاني من مشاكل صحية ضخمة استطاعت معالجتها عبر الوسائط الاعلامية. وقال إن التقليل من نسبة الامراض ليس معناه ان انشئ مستشفيات، واردف انه جزء من العلاج ولكن ان اردنا ان نحارب الامراض علينا ان نوصد الثغرات التي ينفذ منها بمحاربة السلوك الضار عبر الاعلام الذي اتضح انه أقل تكلفة قياساً بما تنفقه الدولة في علاج المرضى، وضرورة الاعتراف بوجود امراض والعوامل الخطيرة التي نعيش معها، واشار كمال الى ان برنامجاً نفذته وزارة الصحة الاتحادية نجح فى تغيير بعض السلوك في مجتمعات نائية كانت سبباً في انتشار امراض خطيرة وذلك عبر الاعلام المباشر بواسطة الفيديو والعروض السينمائية.