رحل بالامس القريب فارسي الاتحاديين وملك الوطنية السياسي الليبرالي المخضرم الاستاذ يحيى ابراهيم الفسيني طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه فقد وارته مدينة بورتسودان بحزن واسى ولوعة وحسرة فقد كان رحمه الله علماً من اعلام الحركة الوطنية ومؤتمر الخريجين ابان عهد الاستعمار بمدينة بورتسودان ودخل المعترك السياسي منذ مطلع شبابه مع رفيق دربه في ال كفاح والنضال الراحل محمد احمد النيل وكان وقتها رئيساً لحزب الاشقاء بينما كان الراحل يحيى الغسيني سكرتيراً للحزب فكانت له صولات وجولات عديدة على الساحة السياسية وظل الدينمو السياسي لحزب الاشقاء وحيثما اندلعت المظاهرات لقيام الجمعية التشريعية العام «1948م» كان المرحوم يحي في مقدمة الصفوف حاملاً لافتة «نقاطها حتى ولو جاءت مبرأة من كل شيب» اشارة للجمعية التشريعية وهي العبارة الخالدة التي اطلقها الزعيم اسماعيل الازهري فانتشرت خلال سويعات في جميع انحاء الاقاليم وعندما اصطدمت المظاهرة الوطنية بالبوليس وانطلق الرصاص واستشهد سبع حين المتظاهرين تم اعتقال قادة المظاهرة وكان على رأسهم الزعماء محمد احمد النيل، يحي الفسيني، عبدالمجيد محمد بدر، محمد مصطفى العوض، يا مكار محمد عبدالله وخضر نصر الامين حمد اول كوكبة اخرى من الوطنيين وتم تقديمهم الى المحاكمة وحوكم سبعاً منهم بالسجن شهر والغرامة عشرون جنيهاً لكل واحد منهم وكان يحيى الفسيني وهو داخل السجن يهتف بسقوط الاستعمار والجمعية التشريعية ما تقاعس ابداً عن اداء واجبه الوطني واشتهر بمواقفه الوطنية البطولية التي زفتها ضد الاستعمار وكان صاحب قلم لاذع حيث كان يهاجم الاستعمار وازنابه من خلال جريدة «التاج الحائطية بدار الاشقاء ببورستودان وظل من المقربين للزعيم اسماعيل الازهري كما لعب دوراً وطنياً كبيراً في فوز النائب البرلماني مامون سنادة المحامي والقطب الاتحادي الكبير امد الله ايامه فعندما كان السيد سنادة يعمل محامياً بمدينة بورتسودان رشحه الحزب الوطني الاتحادي في دائرة بورتسودان واشدف الاستاذ يحيى الفسيني على الدائرة بنفسه حتى فاز الاستاذ مامون سنادة بالدائرة فوزاً ساحقاً وكان الاستاذ يحيى يهتف في الحملة الانتخابية «كُرسيك مضمون يا مامون» والجماهير الاتحادية تهتف من خلفه وهكذا كان الراحل يحيى الفسيني وطنياً حتى النخاع وديمقراطياً من الاعماق وواجه خطر الاستعمار بشجاعة وبعد الاستقلال قاوم كل الانظمة العسكرية الديكتاتورية ما لانت له عزيمة ولم يتضعضع ابداً وحينما اقعده المرض عن ممارسته للعمل السياسي ظل فقيدنا الغالي كعهده الاول دائماً ولاءه بعد الله للوطن والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وما عارض الا مخلصاً وما واتفق الا مقتنعاً وفي العام «1987م» ابان النظام الديمقراطي ذهب الى السعودية بدعوة من الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز حيث تلقى العلاج هناك في الرياض العاصمة السعودية واجرى عملية جراحية ناجحة فكانت لفتة بارعة من قبل الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز رحمه الله. رحم الله ابا هشام رحمة واسعة وادخله فسيح جناته «ابا هشام» ابكيك لو يجدي عليك بكائي واقول لو ذهب المقال بدائي واعوذ بالصبر الجميل تعزياً لو كان الصبر الجميل عزائي