شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    على الهلال المحاولة العام القادم..!!    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    فبريكة التعليم وإنتاج الجهالة..!    تأملات جيل سوداني أكمل الستين    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    مقتل كبار قادة حركة العدل والمساواة بالفاشر    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    بيراميدز يسحق أوكلاند ويضرب موعدا مع الأهلي السعودي    أونانا يحقق بداية رائعة في تركيا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري الرحيل المر ... الإتحاديون.. حطة وطنية وحزبية ولا أزاهرة لها (3). بقلم: محمد عصمت يحى
نشر في سودانيل يوم 10 - 05 - 2012

في ذكري الرحيل المر ... الإتحاديون.. حطة وطنية وحزبية ولا أزاهرة لها (4). بقلم: محمد عصمت يحى
تتبعت في الحلقة الثالثة الجهود التي بذلها أصحاب النوايا الصادقة تجاه وحدة حزبهم خلال الفترة من 13/7 - 15/9/2005 وبتعدد أشكال تلك الجهود لا يمكن أن تجد لها وصفا ً منصفا ً لها ولأصحابها بأي حال من الأحوال، وإن كان العزاء كما ذكرت في الحلقة الفائتة هو أن صحائف التاريخ والملك الديًان ليست غافلة أبدا ً عما صنع أولئك الأخيار من الإتحاديين.
ماذا كانت محصلة ذلك التنصل والتنكر؟؟ كانت وبصورة مباشرة هي دخول الحزب الإتحادي المسجل في قوقعته مرة ً أخري ليمارس من جديد عزلة ً غير مجيدة لم تكن تعلم قياداته أن إعلان المبادئ في 13/7/2005 هو الذي أخرجهم منها ولكنهم أرادوا العودة لها بطوعهم وإختيارهم بعد قضاء أغراضهم وحوائجهم من تلك الليلة، في أخريات مارس 2005 جاء الرد قاسيا ً من المرحوم الشريف زين العابدين الهندي علي رسالة سمح السجا
يا محمد أزهري التي حملها الشقيقان الفاضل حسن عوض الله وعبد الله الرشيد ، أعلن المرحوم الشريف زين العابدين الهندي في رده ذاك تنصله التام عن كل ما تم النقاش حوله والتواثق عليه طوال فترة الشهرين، فقد جاء رده محددا ً فيه أهدافه الخاصة والعامة من كل هذه الجوطة أو كما قال ( أنا عايز محمد أزهري وود حسن عوض الله وود أبوحسبو وبس )،، المرحوم الشريف زين العابدين الهندي كان يجهل لحظتها أن الحزب الإتحادي (المؤتمر الإستثنائي) يومذاك كان يرعاه ويتزعمه الشقيق المؤسس أحمد محمد يسن ومأمون سنادة ومحمد مراد وعبد الحليم شنان كما كان يضم إلي جانبهم السيدة جليلة محمد أحمد المرضي والمرحومة سلوي أحمد محمد يسن وهشام إبراهيم المفتي وشادية نصر الدين السيد وعادل إبراهيم حمد وإبراهيم أحمد زين العابدين وغيرهم من أبناء النجوم الزواهر، وأخاله لو كان يعلم بوجود كل هؤلاء داخل كيان (المؤتمر الإستثنائي) لطلبهم من الشقيقين الفاضل حسن عوض الله وعبد الله الرشيد أسوة ً بنظرائهم أو لربما غير رأيه وإستجاب لدواعي رسالة الشقيق محمد أزهري، وأصدقكم القول أن جواب المرحوم الشريف زين العابدين الصاعق علي تلك الرسالة لم يجد غير الإبتسامة ( إياها ) التي ترتسم علي دائما ً علي شفتي الشقيق محمد أزهري عندما يري برهانا ً حيا ً علي جودة قرائته وصدق تحليله لحيثيات الأحداث الماثلة أمامه وهي تتوافق وتتطابق مع ما توصل إليه من نتائج ُمسبقة حولها..
يظل كثير من الإتحاديين بالإتحادي المسجل وكلما جمعتني بهم بعض المجامع يرددون علي مسامعي قصص وُأحكيات من مشاعر الحب والود الذي كااااااان وكان ُيكنه المرحوم الشريف زين العابدين الهندي لسمح السجايا محمد أزهري خصوصاً أولئك الحيران من السياسيين المتحلقين حوله: (( واللهِ الشريف كان دايرو نائب الرئيس عشان يبقي الرئيس إنت عارف طبعا ً إنو الشريف أصلو عيان، واللهِ الشريف عايز يجيبوا أمين عام بدل جلال الدقير ... والله الشريف قال لي .. حًرم الشريف قال ... !! إلخ تلك الأحجيات ))، وهي قصص لو يعلمون وقعها علي ومقابلها في وجداني ومعرفتي بالشقيق محمد أزهري لما تطوعوا أصلا ً بحكوهِا لي، ولكن هي حالة من وهن الذاكرة وضحالة الفكرة ظلت تتغشي الإتحاديين كلما طاب لهم الحديث ولان لهم جانب من يستمع إليهم، لهؤلاء الحيران من السياسيين أسوق هذه القصة التي بدأت أحداثها في سبتمبر من العام 1995 حينما قدم د. أحمد بلال من القاهرة حاملا ً بعض المعلومات الهامة لقيادات الداخل، قبيل مقدمه بأسابيع إنفض سامر أسمرا عن مؤتمر القضايا المصيرية الذي عقدته قوى التجمع الوطني الديمقراطي في الفترة من 15 - 23 يونيو 1995 والذي شاركت فيه كافة قياداته السياسية والنقابية والعسكرية وشخصياته المستقلة وفي المقدمة الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه السيد/محمد عثمان الميرغني، أهم ُمخرجات ذلك المؤتمر هو إقرار حق تقرير المصير لجنوبي السودان كما تداول حول كثير من القضايا الخاصة بإيقاف الحرب وإحلال السلام وعلاقة الدين بالسياسة وشكل الحكم خلال الفترة الإنتقالية التي تعقب إسقاط نظام الإنقاذ وبرامج وآليات تصعيد النضال ومقومات سودان المستقبل، دلف د. أحمد بلال إلي دار الزعيم بصحبة شخص أخاله د. أمين البيلي إن لم تخني الذاكرة ووسط أجواء ُمتربة وماطرة وتيار كهربائي غير منتظم بداخل الصالون الرحيب إلتأم شمل القيادات الإتحادية يومذاك المرحومين الحاج مضوي محمد أحمد وأمين الربيع، الأستاذين سيد أحمد الحسين وعثمان عمر الشريف ومحي الدين عثمان متعهما الله بتمام الصحة والعافية، إبتدر الحديث د. أحمد بلال عن المؤامرة التي
يتعرض لها السودان والدور الكبير الذي يلعبه التجمع الوطني الديموقراطي المعارض سواء بعلمه أو بغير علم في إنجاح تلك المؤامرة، كما أسهب في الشرح عن مآل الدولة السودانية وبتركيز ُمفتضح أيضا ً علي دور التجمع الوطني الديموقراطي المعارض في إيرادها لذلك المصير المنتظر بتقسيمها وتوزيعها علي جيرانها في دولة الأماتونج جنوبا ً ودولة إكسوم شرقا ً وهكذا، وعندما إنتهي د. أحمد بلال من حديثه باغته الشقيق محمد أزهري وأربكه بسؤاله عما يريده من الحضور بالضبط ؟؟؟ ثم أتبعه بسؤال زاد من إرتباكه هل تريدنا يا د. أحمد أن نصالح نظام الإنقاذ ؟؟؟ لم يجد د. أحمد بلال صعوبة ُتذكر في الزوغان من الإجابة ((( لا لا .. نحنا عايزين الناس فقط تفكر في كيفية مواجهة هذا المشروع !!! ))) ولكنه خرج نادما ً علي تلك الساعات التي قضاها في صالون الزعيم ..
في ديسمبر 1995 وقبل أن أغادر إلي القاهرة طلب مني الشقيق محمد أزهري أن أحرص علي لقاء الشريف زين العابدين الهندي لسؤاله عما جاء به د. أحمد بلال، وقد حدث ذلك بفضل ترتيبات الشقيق محمد خير حسن محمد خير إذ قضينا ضحي وظهر 30 ديسمبر مع الشريف زين العابدين وكان رده ببساطة إنه لم يقابل د. أحمد بلال منذ مدة طويلة وأن كل ما يعلمه أن د. أحمد بلال قد سافر للسودان لحلحلة بعض مشاكله الخاصة.
في يونيو 1996 طرقت مسامع الشقيق محمد أزهري خبر اللقاء الذي تم بين المرحوم الشريف زين العابدين الهندي وعمر البشير في منزل السفير السوداني بالقاهرة بترتيبات مسبقة من السيدين التجاني محمد إبراهيم ود. مالك حسين، حينها رأي الشقيق محمد أزهري ضرورة الإتصال بالشريف زين العابدين الهندي وإبلاغه بموقفه الشخصي وبمن ينوب عنهم بشأن ما ينتويه الشريف زين العابدين من مصالحة مع نظام الإنقاذ الحاكم، تم ترتيب عملية الإتصال الهاتفي وقد كان عسيرا ً عامذاك بمكتب إحدي الشركات المملوكة لأحد كبار التجار الإتحاديين بوسط الخرطوم وفي منتصف الليل، كان معي في رفقة الشقيق محمد أزهري يومها الشقيق محمد خير حسن محمد خير ونجل صاحب الشركة الذي إختار الجلوس والإنتظار خارج المكتب من باب التحوط والأدب الذي إكتسي ُمحياه وما يزال إلي يومنا هذا، كان الحديث بين الشقيق محمد أزهري والشريف زين العابدين لا يهدأ إلا عندما ينقطع الحديث بسبب رداءة الإتصال، خلاصة ما سمعناه من الشقيق محمد أزهري يومها أن زمان هذه الخطوة لم يحن بعد يا سيدي الشريف وأن القيام بها سيطعن المعارضة في ظهرها وكان آخر مقال الشقيق محمد أزهري وفي لهجة أقرب إلي التوسل: ( يا سيدي الشريف هذه بضاعة مضروبة )..
ظل الشقيق محمد أزهري وعقب هذه المحادثة ُيقلب الرأي مع أشقائه حول مآلات هذه الخطوة وما يترتب عليها في حاضر الإتحاديين آنذاك ومستقبلهم، لقد كانت خطوة الشريف زين العابدين الهندي تلك عند كثير من الإتحاديين هي أول سجود إتحادي في إتجاه قبلة الدكتاتورية والشمولية، كان أهم مترتبات تلك الخطوة أن حزبنا الذي كرَم الله وجهه بعدم سجوده لأصنام الدكتاتورية وأزلام الشمولية قد أصبح مثل بقية الأحزاب السودانية وهي تصنع أو تشارك أو تماليء النظم العسكرية، كان وقع خطوة الشريف ومبادرته قاسيا ً علي كل الأزاهرة من الإتحاديين، فقد تناثرت أشلاء الأهزوجة إياها:
نحنا الجينا بشورة أهلنا ولما حكمنا الناس راضين
ما إضارينا ورا دبابة .... ولا تاجرنا بإسم الدين
وتطايرت قطعا ً قطعا ً في فضاء ٍ كم ظللنا نحن الإتحاديون نحلق فيه لوحدنا دون بقية الأحزاب التي لطخت تاريخها بمخالطتها ومنادمتها لأنظمة القمع والإستبداد، كنا نري أن فعلة الشريف زين العابدين الهندي تلك لا تماثلها إلا فعلة السيد/ محمد عثمان الميرغني عقب إنقلاب مايو بإصداره لبيان تأييده الشهير في ذات الوقت الذي يتعرض فيه الزعيم المؤسس سيدي الأزهري إسماعيل للإغتيال المعنوي والسريري من قبل ُطغمة مايو وُمستبديها، إستقر الرأي علي خطة واضحة لمقاومة مبادرة الشريف زين العابدين الهندي ُوصف منفذوها في الأوساط الإتحادية ب (المكابراب) في مواجهة (المبادراب) من أصحاب مبادرة الشريف زين العابدين الهندي، كانت أولي وأهم أهداف الخطة هي إلصاق المبادرة بشخص الشريف زين العابدين الهندي وإبعادها قدر المستطاع عن دائرة الُطهر الإتحادي الذي إتسم به بروزه وتصديه للعمل الوطني ولتحقيق هذا الهدف كانت هنالك مسارات وبدائل ُمتعددة، ولعل كل المتابعين للشأن الإتحادي يتفقون معي علي نجاح تلك الخطة إذ لا ُتذكر المبادرة إلا وهي منسوبة لشخص الشريف زين العابدين رغم سعيه الدؤوب في تسميتها بغير ذلك.
دعوني أكمل القصة لهؤلاء الحيران من السياسيين بالإتحادي المسجل وللقراء من الإتحاديين، أصبحت مبادرة الشريف واقعا ً وعاد بموجبها للوطن بعد أن سبقه وفدا ً بقيادة د.أحمد بلال، لم يجد وفد المقدمة ما كان يتوقعه من ترحاب وحدثت أولي المواجهات بين الإتحاديين (المكابراب) بقيادة الشقيق محمد أزهري وأصحاب مبادرة الهندي بدار المرحوم الشقيق المؤسس إبراهيم المفتي بالخرطوم (2)، كان المساء يومها في شهر سبتمبر 1996 وهو يغلي بالمظاهرات الطلابية في جامعة أمدرمان الأهلية وسوق الشهداء بأمدرمان وجامعة الخرطوم، كانت تلك المواجهة هي بداية لمواجهة بين تيارين متابينين في الفكرة المرتبطة بالتاريخ والحاضر والمستقبل، وكيما نفهم هذا السطر من الكلمات عودوا بذاكرتكم إلي السيرة الحزبية للشريف زين العابدين الهندي وصراعه المرير مع الزعيم المؤسس سيدي الأزهري إسماعيل بل ومع شقيقه الشهيد الشريف حسين الهندي، عودوا معي بذاكرتكم معي إلي ندوة مدني الشهيرة وبعد إنطلاق المؤتمرات الحزبية للإتحادي الديموقراطي في مارس 1988 حينما وقف الشقيق محمد أزهري وهو في الثلاثين من عمره وفي حضور السيد/ محمد عثمان الميرغني خطيبا ً في جماهيرها ومناديا ً بترشيح الشريف زين العابدين الهندي رئيسا ً للحزب الإتحادي الديموقراطي، إرتجف البعض وسكن البعض الآخر، أما عن ردة فعل الشريف زين العابدين فقد إستدعي وعل
ي عجل الشقيق محمد أزهري طالبا ً منه عدم الخوض في موضوع الترشيح ورئاسة الحزب مرة ً أخري وفي رواية أخري وبلغة أهلنا الشايقية ( عليك الله تاني ما تعقب الكلام دا حتي معا نفسك )، كانت تلك لحظة من اللحظات التي لم تفارق مخيلة الشقيق محمد أزهري.
منذ إنقلاب الإنقاذ في يونيو 1989 وبسط قبضتها الأمنية علي مجمل النشاط السياسي في البلاد إتفقنا علي ضرورة التحرك في إتجاهين، أولهما الحفاظ علي الإرث الإتحادي في مواجهة نظام حزبي عقائدي إستخدم وسيظل حسب قراءتنا له آنذاك الروتين العسكري لضمان بقائه في السلطة لأطول فترة زمنية ممكنة، وثانيهما إبقاء جذوة النضال متقدة في دواخل الإتحاديين ضد هذا نظام الإنقاذ، أحد الأدوات التي إستخدمناها هي الإستمرار في الإحنفال بعيد الإستقلال من داخل دار الزعيم وإحياء ذكري رحيل الشهيد سيدي الأزهري إسماعيل وزيارة قبره لزيادة مخزون المقاومة وإذكاء روح المكافحة ضد النظام، ولعل الجميع يشهد بالدور الذي لعبتهما هاتين الفعاليتين في هذا الخصوص حتي صارتا قبلة ً لكل القوي السياسية ومنبرا ً لتعبئة الشارع السياسي العام بأكمله، وكان الغائب الوحيد عي هاتين الفعاليتين هو المرحوم الشريف زين العابدين الهندي منذ عودة وحتي رحيله في أكتوبر 2006، كان كثير من الإتحاديين يتسآلون عي سبب غيابه ذاك فيجيب الحيران من السياسيين بالإتحادي المسجل إن الشريف زين العابدين لا يحضر حتي إحتفال ذكري رحيل الشهيد الشريف حسين الهندي والذي تقيمه رابطة نساء بري في ساحتها غرب ضريح سراي الشريف، أصدقكم القول أن عدد زيارات الشريف زين العابدين لدار الزعيم لم يتعد الثلاث زيارات، الأولي بعد عودته مباشرة إلي السودان وكانت بغرض البحث عن الدعم السياسي لمبادرته من رابطة الطلاب الإتحاديين الذين كانوا يتخذون من دار الزعيم مقرا ً لنشاطهم وحراكهم فأغضبوه يومها بموقفهم الرافض لمبادرته، الثانية كان
ت للعزاء في وفاة السفير عيسي مصطفي سلامة رحمه الله وشقيق الحاجة مريم مصطفي سلامة حرم السيد/ الرئيس متعها الله بالصحة والعافية وأمد في أيامها، أما الثالثة فقد كانت وحسب رواية البعض في يوم الرحيل المر للشقيق محمد أزهري، ولعل ما يؤلم أكثر هو غيابه عن أربعينية تأبين الشقيق محمد أزهري، أسوق هذه القصص والأحداث لهؤلاء الحيران من السياسيين بالإتحادي المسجل علهم يبحثون عن مبررات أخري ونحن نتناول أسباب تنصل المرحوم الشريف زين العابدين الهندي عما تن الإتفاق حوله خلال الفترة من 13/7 – 15/9/2005.
كيما تمضي المسيرة ومثلما توقعها العزيز الراحل محمد أزهري والذي كان لسان حاله يردد كلما جاءه أحد يحدثه في شأن الوحدة ( يا ليت قومي يعلمون ) إستقر الرأي علي مواصلة العمل وإنجاز إعلان المبادئ في 13/7/2005 بمن حضر من الإتحادي المسجل وكان في مقدمتهم الشقيق الراحل حسن دندش ومجموعته التي إنسلخت من الشريف زين العابدين الهندي وحزبه وفاءا ً للعهد الذي تنكر البعض،، فتواصلت أعمال اللجان والسكرتارية من الكيانات الثلاث حتي مساء الأحد 23/4/2006 بهمة ودأبٍ شديدين يومها تحت الشجرة إياها في الركن الشمالي الشرقي من دار الزعيم الأزهري لوضع اللمسات النهائية لإعلان الوحدة في مايو 2006 .
الزمان: فجر الاثنين 24أبريل 2006م وكما ذكر الشقيق الفلتة محمد أمين مبروك فقد شهقت الربوع وهتفت أمدر أمدر ( يا ولي الله إسماعيل)، (العربة السوناتا السوداء) الدوىٍ اهتزت له المآذن والكنائس.. في تمام الثانية والنصف فجراً توقفت خفقات القلب فإستيقظت (بحري) ولهي من الكابوس .. توهج البرق في سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم .. خرجت أمدرمان حافية وحالقة .. ودخلت الأبيض بيت الحبس.
أي فجرٍ مشهود بك وأي حضور؟! أي طريق في هزيع الليل سلكت ؟؟
ثم غبت تماماً كنجم السعد ؟؟
أي خاطرٍ جال بخاطرك الوضئ تلك اللحظة والوطن يهفو بدمعتين لفراقك العظيم؟؟
ارتحلت هكذا باكراً يا عشم باكر.
وحيداً ...وحيداً ... وحيداً يا ويحيد .
وحيداً من الخِلان في كل مهمة
إذا عظم المطلوب قل المساعد
عٌظمت المهمة ونأت بها الجبال
في وطنٍ تفردَ
يُورد الأفذاذ حتم الموت
وكان يصب أحرفُة العشية في غنائك
تكمل المشوار وحدك
شمعةٌ صُغري علي دَرج الرياح
أصدقاؤك المتنبئ وسند ينصبان ظلك في الأرض،،، والنهر في طريقه الحتمي نحو الشمال ، ونحن نطفو ونغرق .. نغرق ونطفو !!
ثم بكينا عند (الشيخ قريب الله) في طريقنا إلي مقابر البكري .. إلي المزار الأزهري العظيم .
.............................................
أيها الراحل في الليل وحيداً .... من أين جاءك النداء فاستجبت ؟!
من أي نبع ومن أي منهل ومن أي صوب ومن أي حي ...؟!
أهو نداء النجوم الزواهر... الأزهري وزروق وعوض الله والفضلي وشيخ المرضي وأبوحسبو !
تقديراً : سمعته حين مررت مسرعاً (وقرآن الفجر) بشارع سيدي علي في طريقك إلي أمدر في ذاك الصباح .
يقيناً: سمعت الهاتف حين لاح عن يمينك الشارع المؤدي إلي بحري نصر الدين ، شارع عبد العزيز محمد داؤود ...
أم تراه الن
داء انبعث من جهاز السيارة عبر صوت المغني يهزج شاكياً حزيناً.
" قلبك عارفو أبيض ، أبيض عارفو أبيض، وكلك حسن نية!"
ونسيم الفجر يداعب الفكرة لحظة التكوين الأولي
هنا وفجراً في انتظار الفجر وصبح الخلاص؟!
وحدك؟
أنت يا أزهري في أنشودتك اليانعة الشجية
تر المدى المشدود هواك
أنغامي فيهو إليك هواي
ليل الشقي الممدود أساك
تلقيني بنزف فيهو دماي
أنا ياني وليك ولي هواي
أنا ما براي
وأنا ما براي !"
نحن قلنا " إن كنت قلت ذلك فقد صدقت ... ما براك وقد نزفت دماك في ليل شقانا الممدود بيدٌ دونها بيد.
من أي قبيل أتاك النداء يا رهيفاً لا ترفض لرهيف النداء ..؟!
أناداك أهل الحضرة بجناب جدك ولي الله إسماعيل
أم أهل السياسة والكياسة بجناب المعلم الأول الأزهري النكس ذٌري العلمين .
أم أهل الثقافة والقيافة علي المك وصحبه الراحلين كالنوار خلسة ؟!
أم قبيل الفن الأنيق الرفيع المصطفي أحمد وأبوداؤود وبيتهوفن وباخ وبوب مارلي..
أم الشعراء من امرؤ القيس وقد بكي صاحبي لما رأي الدرب دونه..
إلي الأستاذ وقد صحب الناس قبلنا ذا الزمانا...
حتى نرد منهلك العذب يحمي وارده الأيهمين صلاح سطيح والطيب برير
فإذا الأمر .. كما قال برير:
هو أنت صدقني لتدرك انك المنساب في شريان
أغنيةٍ من الأمجاد كم ُطمرت برخو مواقف الأخوان
من باعوك بخساً قوَسوا الأمجاد جسراً للعبور
............... سوف تبقي دائماً فينا وحادينا
والأرغن يتأوه لا يصدق بعد أن هاتيك الأصابع الذهبية لن تداعبه مرة أخرى .. والي الأبد !!!
والباب المتاكا علي الشارع أبداً وفي كل الأحوال !
إذ ينحني لعظمة هذه الجدران المعبقة بالمبادئ الصادقة ينحني الكبير والصغير .
الأباطرة والشيوخ الرهاف
الخيرون والأشرار ... يدخلون ويخرجون
وأنت (بعيون أجيال) تستقبلهم هاشاً دائماً ضاحكاً وصافياً وهم
يدخلون ويخرجون .... يخرجون ويدخلون
من لتلك الجدران بعدك ؟
ومن أين لي فصل الخطاب!!
لله درك يا قدر
وحدي أنا.. طمس الظلام هويتي
وعبرت أنت إلي القمر
والضوء يكمن في يدي
والشمس ترقد في صفاء
ها .. سوف نبقي مثل نجم السعد نحيا بالدواخل ريثما تصفو السماء!
عذرا ً شقيقي مبروك هلا سألت نفسك ما سألتها:
هل سعدوا بهذا الرحيل ؟؟ لا أدري ولكن ما أجزم به أنهم ناموا وليس في عيونهم قذي، لكن الحيوية الفوارة للجسد الإتحادي أيقظتهم من سباتهم الهنيء متي ؟؟ كيف ؟؟ هذا ما سأحاول الإجابة عليه في الحلقة الخامسة والله والوطن والحزب من قبل ومن بعد
Mohamed Esmat Yahia AbdAlla HQ [[email protected]].


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.