من الأخبار التى لا يمكن المرور عليها مرور الكرام ذلك الخبر الذى إستوقفنى بالأمس والذى أبرزته معظم الصحف وهو يفيد بهبوط طائرة وصفت بالطائرة الغريبة في مطار مروي وقد أفاد كابتن الطائرة (هوبرت) وهو (فرنسى الجنسية) أنه قد قام بصنعها بيديه وأنها تعمل ببنزين السيارات العادي وتحمل بنزينها في (جركانات) بلاستيك لأنها غير مزودة بخزان وقود (يعنى عامل ليها درب) ، وأن سرعتها (120) كلم ساعة ويبلغ وزنها (450) كجم، أي أقل من نصف طن، كما أوضح أن رحلته بدأت من فرنسا وحطت في إيطاليا مروراً بتونس وليبيا ومصر وهبطت في مدن أسوان ووادي حلفا.. وقد غادرت الطائرة الغريبة مطار مروي متجهة لعطبرة في طريقها بعد أن أشاد معتمد محلية مروي جعفر حسن بادي بعزيمة الكابتن هوبرت داعياً للإهتمام بالمبتكرين وتهيئة المناخ المناسب لهم ووعد بإجراء مسابقة للمخترعين «لأن مروي غنية بالعقول المميزة» ودى نجيها بعدين)! الفهم العادى بيقول إنو (الطيارة) وسيلة نقل .. وإنو طالما هى وسيلة نقل فيجب أن تكون فى حالة تسمح لها بالسير أو (التحليق) وهذا يتم من قبل جهة فاحصة تعطى شهادة بذلك (رخصة) ، كما إنو (السواق ذاااتو) من المفترض أن يكون معاهو (رخصة قياده) سارية المفعول فكما أن هنالك قوانين حركة (أرضية) فهنالك قوانين (حركة جوية)! وإذا كان دخول (الحافلة أو البص) إلى أراضى دولة يجب أن يتم بإذن (وباسبورت وتأشيرة) ، فدخول (الطائرة) إلى (أجواء دولة) يحتاج أيضاً لذلك وهذا ما تتفق فيه (الطيارة) وأى (حافلة) أو مركبة! ولأن الطائرات ما عندها (شوارع زلط) و(إشارات مرور) و(بوليس حركة) إنما لديها (مسارات جوية) فكان لابد أن تتميز (الطائرات عن الحافلات) بوجود (وسيلة إتصال) بين قائدها (السواق) وبين (الملاحة الجوية) حتى يتم إرشادها للمسارات غير المشغولة! وإذا كان الحافلة (العاملين ليها درب) لا يتطلب وصولها للمحطة (الأخيرة) أى ترتيبات فوصول الطائرة (الما عاملين ليها درب!) - خليك من العاملين ليها - يتطلب ترتيبات وإجراءات (أمن وسلامة) من عربية مطافىء وشخص يتولى توجيهها (للحتة الح تقيف فيها)... إلخ! وذلك لأنها طائرة تهبط من الجو وليست (ركشة)! أول ما يسترعى الإنتباه فى (الطيارة أم جركاناتن بره) دى هى أنها (طائرة هواة) يعنى لا فحص ولا رخصة ولا يحزنون ! والسواق ذاااتو إحتمال يكون كان (كمسارى) أو مساعد (إيش عرفنا)؟ وبالتالى كان يمكن لهذه الطائرة وبسهولة إنو تقع ليها فى (سوق) أو (حى سكنى) أو (مصنع) أو (مدرسة) أو قول (حشد جماهيرى ساااكت) ! وبعدين نقعد فى حكايت دى ياربى (طيارة واللا صاروخ)! دخول هذه الطائرة (أم جركانات) إلى الأجواء السودانية وقطعها لمئات الأميال وهبوطها فى (مطار مروى) هو (كارثة) بكل ما تحمل الكلمة من معان إلأ أن السيد معتمد محلية مروي (جعفر حسن بادي) لا يرى فى ذلك شيئاً وشايف الموضوع (عااادى) ، فبدلاً عن (حجز الطائرة والطيار) نجده قد أشاد بعزيمة الكابتن (هوبرت) وخلاهو (يمشى) .. مش برضو (ناس المرور) لمن يلاقو ليهم زول عربيتو ما مرخصة وما عندو رخصة بيدفعوهو الغرامة ويخلوهو يسوق عربيتو ويمشى!! ويبدو أن سعادة المعتمد (إتكيف) من (عملية الخواجه) فوجدها فرصة لأن يدعو للإهتمام بالمبتكرين وتهيئة المناخ المناسب لهم لدرجة أنه وعد بإجراء مسابقة للمخترعين معللاً بأن مروي غنية بالعقول المميزة (ومافيش حد أحسن من حد)! كسرة: (مبتكرين مين؟) ومخترعين مين؟ زى طيارة الخواجة (البتشيل نفرين) العملا بى إيدينو براهو دى أنحنا عندنا ليها مصنع ومجمع ومهندسين وفنيين وموظفين ومدراء ومستشارين ومجلس إدارة ... العملية دى الخواجة ده يعملا لى زول ما عندو (حديدة)!