مع قرب حلول شهر أبريل من كل عام يسارع البعض الى إعلان أشياء خرافية لا يمكن تصديقها او آمال عراض يصعب تحقيقها او اطلاق أشياء أقرب لعجائب الدنيا السبع، أو بث إشاعات مرعبة أو مربكة ليكون تبريرهم على هذا الفعل بأنه ( كذبة أبريل )،ولما كانت الانتخابات الرئاسية مقرراً إجراءها فى أبريل الجارى،سارع بروفسيرابراهيم غندور رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمرالوطنى الى الاستفادة من مقولة (كذبة أبريل) فى رده على استفسارات الصحافيين وأسئلتهم حول حديث ياسرعرمان مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية عن اكتساح الحركة للانتخابات وفوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية ولم يفصله عن القصرالجمهوري سوى أيام معدودة، حيث قال غندورمعلقاً على هذا الحديث : (فوز عرمان كذبة أبريل ) لتتصدرهذه العبارة مانشيتات صحف الخرطوم فى اليوم التالى، ولا أعتقد أن غندور كان مازحاً عندما أطلق هذه العبارة فهو رئيس قطاع سياسي يعلم صدى العبارة وتأثيرها، ولكن يبدو أنه كان معولاً على أبريل لاثبات كذبة عرمان،وذلك ما حدث بالفعل حيث أعلنت الحركة الشعبية على لسان د.رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية فى ليلة أول يوم من أيام شهر أبريل عن سحب مرشحها لرئاسة الجمهورية ياسرسعيد عرمان ومقاطعة الانتخابات فى دارفور لتنحصرمشاركتها فى الانتخابات فى التشريعية والتنفيذية، ليتصدرحديث د.مشارنشرات الفضائيات والاذاعات الدولية والعالمية بينما تصدر مانشيتات صحف الخرطوم الصادرة فى مطلع أبريل ،لتؤكد هذه الحادثة صدق أبريل، وصدق حديث بروفسير غندور، وتصبح اقوال عرمان فى اكتساح الانتخابات والفوز برئاسة الجمهورية، وفوزه آخر فرصة لبقاء السودان موحداً أضغاث أحلام، بينما يظل أبريل صادقاً وليس كذباً فيما يحمل من خير لأهل السودان فى هذا الشهرالذى سيشهد استضافة الخرطوم لأحداث اقتصادية مهمة تبدأ باستضافة الاجتماع السنوي الثامن للجمعية العامة لمجلس الخدمات المالية الاسلامية والاجتماع السادس عشرللمجلس يومي الخامس والسادس من أبريل الجاري بفندق السلام روتانا حيث يرأس هذه الاجتماعات د. صابر محمد حسن محافظ بنك السودان المركزي ورئيس مجلس الخدمات المالية الاسلامية لهذه الدورة بعد أن اختار أعضاء مجلس الخدمات المالية الاسلامية فى نوفمبرالماضي في اجتماعهم الخامس بماليزيا د. صابر محمد حسن رئيساً للمجلس للعام 2010، كما وافق المجلس خلال تلك الاجتماعات على استضافة السودان لاجتماع المجلس رقم (16) واجتماع الجمعية العامة الثامن بالخرطوم. وتتواصل الأحداث باستضافة الخرطوم لاجتماعات الصناديق ومؤسسات التمويل العربية يومي (7 و8 ) من أبريل الجاري بعد أكثرمن عشرين عاماً من آخر انعقاد لها بالسودان، حيث تتزامن مع هذه الاجتماعات المهمة الاحتفالات باكتمال العمل فى سد مروى الذى مولته الصناديق العربية ليشارك رؤساء هذه الصناديق العربية ووزراء المالية ومحافظو البنوك العربية فى هذه الفعالية التى يشرفها رئيس الجمهورية بموقع السد فى مروى يوم الثامن من ابريل، كما ينظم بنك السودان المركزي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية بجدة (المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب) المؤتمرالرابع للصيرفة الاسلامية والتمويل الإسلامي اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم لمناقشة قضايا إدارة المخاطر والرقابة والإشراف في المؤسسات المصرفية بمشاركة قادة العمل المصرفي والعاملين في إدارات المخاطر والرقابة والاشراف بالبنوك،ويختتم أبريل خيراته الاقتصادية باستضافة الخرطوم لاجتماعات اتحاد المصارف العربية لتؤكد هذه الأحداث أهمية السودان الجغرافى وأهمية موارده،وأنه أصبح ملاذاً آمناً للرساميل العربية حيث يتوقع ان تتوج هذه الفعاليات الاقتصادية المهمة بتوقيع اتفاقيات لتمويل مشروعات تنمية بالبلاد،وجذب الرساميل العربية للاستثمارفى السودان، إضافة إلى دوره فى اعطاء بعد آخرللزخم السياسي الذى تشهده البلاد فى شهرابريل شهر الانتخابات لتؤكد أن السودان مستقر وآمن وعلى العرب البحث عن الفرص الاستثمارية وتأمين غذاءهم ، كما نهمس فى أذن الذين يبحثون عن (كذبة أبريل ) أن يتركوا البحث عن كذبة ويتجهون الى البحث والتفكرفى أبريل الصادق،ونأمل ان يكون الحديث عن تأجيل الانتخابات كذبة أخرى، وأن يكون تأكيد قيامها فى موعدها، تأكيداً على أبريل الصادق.