يجتمع غداً أكثر من عشرين وزيراً عربياً فى مجال الإقتصاد إضافة إلى كافة رؤساء ومديري الهيئات العربية المشتركة وكافة مؤسسات التمويل والاستثمارات العربية ونحن إذ نرحب بقادة الإقتصاد العرب نتمنى أن تكون اجتماعات الخرطوم اجتماعات غير تقليدية وذلك بإنجاز أو إعلان فوق العادة لصالح الدول العربية بالرغم من أن الاجتماعات هى اجتماعات سنوية راتبة تنظر فيها هذه الهيئات لأدائها وحساباتها الختامية وانتخاب مجالس إداراتها فهذا ما يحدث كل عام، ولكن بالنظر إلى ما قدمته هذه الصناديق العربية من جهود فى تمويل التنمية فى الدول العربية وما بذل من جهود لا تجد حظها فى الإعلام بالصورة المطلوبة وذلك أن هذه المشاريع تحتكر أداءها فى الإدارات المختصة ولا بد من تقرير أداء امام الرأي العام العربى يوضح إنجازات هذه الصناديق والمؤسسات فى التنمية وخدمة المجتمعات السكانية مع عكس الوضع الاقتصادى والاجتماعى قبل إنشاء هذه المشاريع مقارنة مع هذه الأوضاع بعد إقامة المشروعات المنفذة لعكس حجم الأثر الذى تركته هذه المشاريع اقتصادياً واجتماعياً، فهذا يحقق الرضى الوظيفى والاطمئنان لقادة البلاد العربية، كما يغرى الدول بدفع التزاماتها تجاه هذه الصناديق لتضطلع بدورها0 كما نتمنى من اجتماعات الخرطوم أن تخرج ببيان يسمى بيان الخرطوم تضع فيه حلولاً جذرية لقضية أساسية تواجه الإقتصاد العربى خاصة ونحن نعيش عهد التكتلات الاقتصادية التى تقوى القرارات، فالمال ليس عصب الحياة فقط بل عصب السياسة ايضاً فالذى يملك قوته يملك قراره وفى ظل أزمة الغذاء الممتدة والمتوقع أن تزداد مع تغير المناخ ومع تعدى الطاقة على الغذاء ومع التوسع السكانى لابد أن تجمع القوى الاقتصادية العربية على تمويل برامج الغذاء فى السودان لصالح الشعب السودانى والشعوب العربية التى تملك المال وتملك الماء وتملك البترول وتملك من العقول والخبرات ما يؤهل الوطن العربى أن يصبح قوى لها وزنها فى المنظومة الدولية. إن اجتماعات الخرطوم التى تنعقد فى الغد فى السابع من أبريل الذى يشهد أقدار التحول السياسى بإجراء الانتخابات لابد لهذا المناخ الحر والذى قدر لاجتماعات هذه المؤسسات أن تنعقد بعيد يومين فقط من إجراء الانتخابات أن يكون لهذا المشهد السياسى المفتوح تنفتح معه شهية هذه الصناديق لمزيد من التمويل الذى يصب فى مصلحة هذا البلد كجزء من منظومة العالم العربى لعل ما بين اجتماعات أبريل 1985م واجتماعات أبريل 2010م شهد الإقتصاد السودانى إنقلاباً فى إقتصاده من حيث المكونات ومن حيث البنية التحتية ومن حيث السياسات الاقتصادية التى أخرجت الاقتصاد السودانى من التحكم إلى التحرير الكامل وأخرجت البترول من باطن الارض ليصبح واحداً من مكونات الاقتصاد السودانى، وأصبحت موازنة ادارة مصلحة حكومية الآن تفوق في حجمها موازنة الدولة كلها آنذاك. وبذلك يكون الإقتصاد السودانى قد توسعت مواعينه وأصبحت ارقامه المليارية تحتاج لمزيد من ( زيادة الكوتة) لمواكبة هذا التوسع. وعلى هامش هذه الاجتماعات تنعقد العديد من الفعاليات الاقتصادية فيجتمع محافظو البنوك المركزية وتنعقد العديد من الندوات الاقتصادية المهمة التى نتمنى أن تتمكن من منافسة حمى الانتخابات فى وسائط الإعلام المختلفة، فالاجتماعات وهوامشها فرصة للتركيز الإعلامى فى وقت أصبح فيه للإعلام الاقتصادى ومراكزه الدور الموجب والشريك فى العملية الاقتصادية بكل مكوناتها0 وأخيراً نتمنى لاجتماعات الخرطوم ولضيوف البلاد الكرام إقامة سعيده واستثماراً ناجحاً يعود بالنفع على الأمة العربية جمعاء.. وجئتم أهلاً وحللتم سهلاً0